أصر القطريون على تغطية تمثالين يونانيين عاريين بعباءات سوداء في معرض للفن اليوناني الكلاسيكي مرتبط بالرياضة، ما أثار حفيظة اليونانيين الذين أصروا على إعادة التمثالين إلى اثينا.


لندن: تسبب نزاع بين اليونان وقطر في سحب تمثالين إغريقيين قديمين من معرض في الدوحة عن الألعاب الاولمبية، رغم أن التمثالين يجسدان الشكل الأمثل لجسم الانسان. وكان التمثالان، اللذان يمثلان رياضيين عاريين ضمن أعمال معرض لروائع الفن اليوناني الكلاسيكي بعنوان quot;الاسطورة ـ العبادة ـ الألعابquot;، وصل إلى قطر في اواخر آذار (مارس) الماضي.

ويضم المعرض، الذي يُقام برعاية الحكومة اليونانية، أكثر من 500 عمل فني لا تُقدر بثمن، تحتفي بالألعاب الاولمبية في بلاد الاغريق، مع تمثيلات عديدة لكمال الانسان وقوته. لكن عندما عُرض التمثالان العاريان، طالب مسؤولون قطريون كبار بتغطيتهما أو إزالتهما، كما افادت صحيفة تايمز، نقلًا عن مصادرها في الدوحة.

وعمد منظمو المعرض القطريون إلى تغطية التمثالين بعباءة ظنًا منهم بأنهم توصلوا إلى حل وسط مقبول للطرفين.

أعيدا إلى أثينا

توجه نائب وزير الثقافة اليوناني كوستاس تزافاراس إلى قطر لافتتاح المعرض الذي أثنى عليه بوصفه quot;جسرا للصداقةquot; بين قطر واليونان. وكانت أثينا سعت طيلة اشهر إلى استمالة الدوحة في إطار بحثها عن استثمارات تُسهم في ترميم اقتصادها المتداعي، على حد تعبير تايمز، مشيرة إلى أن الأجواء الودية بين البلدين توترت حين عُرض التمثالان مغطيين بعباءتين سوداوين على الوفد اليوناني.

وطالب تزافاراس، الذي لم يعجبه منظر تماثيل بلاده بحلتها الجديدة، بأن تعرض في شكلها الحقيقي أو لا تعرض أبدًا. وحين وصل الخلاف بين البلدين إلى طريق مسدود، من دون أن يتمكنا من إيجاد اي مخرج، أعيد التمثالان إلى اليونان.

ونقلت صحيفة تايمز عن مصدر ثقافي في الدوحة قوله: quot;إن اليونانيين قالوا كلا، هذا لا يليق بالتماثيل نفسها، وأصروا على إعادتها إلى اليونانquot;.

ويستمر المعرض الاولمبي في الدوحة حتى نهاية حزيران (يونيو) المقبل، بمشاركة منحوتات عارية أخرى ما زالت معروضة، بما في ذلك تمثال شامخ لإلهة النصر اليونانية نايكي، بصدر عار ورداء فضفاض تمسك تلابيبه.

إعجاب وازدراء

لاحظت صحيفة التايمز أن صعود نجم قطر على الساحة الدولية بفضل احتياطيها الضخم من الغاز الطبيعي أثار مزيجًا متناقضًا من الاعجاب والازدراء في الغرب، لا سيما في المجال الثقافي، إذ ابتاعت قطر خلال السنوات الأخيرة روائع فنية أوروبية عديدة بأسعار قياسية.

وقبل اسبوعين، دفعت الأسرة الأميرية القطرية 50 مليون جنيه استرليني وابتاعت لوحة بابلو بيكاسو quot;طفل وحمامةquot;، التي ظلت ملكيتها بريطانية حتى العام 1924، بعد أن فشلت محاولات بريطانيا لإعادة شرائها من مقتنيها.

وضخت الأسرة الأميرية القطرية المليارات في مؤسسات ثقافية في قطر، وافتتحت العديد من المتاحف الجديدة لتغير لغة النقاش الثقافي في المجتمع القطري المسلم المحافظ. وقال مسؤول ثقافي في الدوحة: quot;هناك نقاش حيوي هنا حول العري في الفن، لكن محافظين متزمتين ما زالوا يعترضون على ذلكquot;.

ولم تخف قطر رغبتها في استضافة دورة الألعاب الاولمبية. وبعد الجدل الذي اثاره قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) اقامة بطولة كأس العالم في قطر في العام 2022، أخفقت محاولتها للتنافس على استضافة اولمبياد 2016 أو اولمبياد 2020، لكنها أشارت إلى نيتها في الترشح مرة اخرى لاستضافة أولمبياد 2024.