ميونخ: بدأت الاثنين في ميونيخ (جنوب) محاكمة متهمين بارتكاب تسع جرائم عنصرية تعتبر بين اهم محاكمات النازيين الجدد ما بعد الحرب العالمية في المانيا، بعد تحقيقات تخللتها ثغرات احرجت السلطات الالمانية. ومثلت المتهمة الرئيسية بياتي شابي (38 عاما) التي يشتبه بمشاركتها في 10 جرائم امام المحكمة مرتدية قميصا ابيض وبنطلونا اسود.

وهذه المرأة الانيقة هي الوحيدة التي لا تزال حية من مجموعة تضم ثلاثة نازيين جددا، ظهرت لاول مرة علنا منذ استسلامها للشرطة في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 بعد عملية مطاردة في المانيا دامت اربعة ايام.

وبقيت شابي واقفة لعدة دقائق تدير ظهرها لعدسات الكاميرا محاطة بعناصر من الشرطة انتشروا داخل قاعة المحكمة. وشابي التي توارت عن الانظار طوال 13 عاما قد تتعرض لعقوبة قاسية بالسجن. وهي متهمة بالمشاركة في تسع جرائم عنصرية اضافة الى جريمة قتل شرطية في 2007. ويشتبه ايضا بانها متورطة في اعتداءين استهدفا اجانب و15 عملية سطو مسلح على مصارف بحسب القرار الاتهامي.

كما يمثل امام المحكمة اربعة اشخاص يشتبه في انهم قدموا مساعدة لوجستية لهذه المجموعة من النازيين الجدد. وحضر في قاعة المحكمة اقارب ضحايا يريدون اجوبة لمعرفة سبب مقتل اب او شقيق او ابن بين عامي 2000 و2006 ولماذا ارتكبت الشرطة اخطاء عديدة في هذا التحقيق.

وكتبت صحيفة quot;ابيندتسايتونغquot; على صفحتها الاولى الاثنين quot;احقاق العدل!quot; الى جانب صورة احدى الضحايا الـ10. واعرب محامو المدعين بالحق المدني عن الامل في ان تلقي هذه المحاكمة الضوء على ظروف هذه الجرائم التي طالت تجارا صغارا معظمهم من الاتراك او من اصل تركي في انحاء مختلفة من المانيا. ويبدو ان المحققين لم يأخذوا اطلاقا فرضية دافع كره الاجانب على محمل الجد.

كما اتهمت الاستخبارات الداخلية بالاهمال لا بل حتى العنصرية. فقد تم على سبيل المثال اتلاف وثائق مهمة قبل اغلاق التحقيق. وتولت لجنة تحقيق برلمانية القاء الضوء على الثغرات في التحقيق. وفي نهاية نيسان/ابريل قدمت المانيا رسميا اعتذارات الى الامم المتحدة للاخطاء المرتكبة خلال التحقيق. وقبل بدء المحاكمة اكدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي عبرت العام الماضي عن شعور المانيا بquot;العارquot; لهذه الجرائم، لصحيفة حرييت التركية انه سيتم كشف ملابسات هذه الجرائم.

وعلى المحكمة الاجابة على سؤال يحير المانيا منذ كشف هذه القضية هو كيف تمكن النازيون الثلاثة الذين كانوا مراقبين من جهاز الاستخبارات الداخلية منذ نهاية التسعينات ان يستمروا في العيش بشكل عادي لفترة طويلة؟.

وانتقد اولاد انور شيمشيك الذي قتل في العام الفين امام كشك الزهور الذي كان يملكه لا مبالاة الاوساط السياسية للجرائم التي يرتكبها اليمين المتطرف الذي كان ناشطا خصوصا في المانيا الشرقية سابقا منذ التوحيد. وتساءلوا عشية افتتاح المحاكمة quot;هل ذلك يعود لان الامر يطال المهاجرين، الفئة الضعيفة من المجتمع؟quot;. وقالت سامية وكريم شيمشيك quot;على الدولة الان التحرك لوضع حد لهذا الخطر والا تلقي المسؤولة على عاتق العدالة وحدهاquot;.

واكد احد محامي شابي ان موكلته لا تنوي الادلاء باي افادة. وانتحر اوي بونهارت (34 عاما) واوي مندلوس (38 عاما) شريكا شابي في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2011. وكانت الشرطة ستقبض عليهما بعد عملية سطو فاشلة.