هدد خطباء الجمعة في ساحات الإعتصام العراقية بمواجهة مليشيات شيعية يقولون إنها مسيّرة من إيران وتقوم بقتل السنة وتفجر مساجدهم متهمين الحكومة بتشجيعها واحتضان فعالياتها وأكدوا أن خياراتهم مفتوحة لتحقيق مطاليبهم مشيرين إلى أنّ تقرير مستقبل حراكهم يقرره المعتصمون وحدهم وليس من يقطنون خارج العراق.


لندن: وسط اجراءات أمنية مشددة، شهدت محافظات الأنبار ونينوى وكركوك وصلاح الدين وديإلى ومناطق في بغداد تظاهرات احتجاج وصلوات موحدة اليوم تحت شعار quot;جمعة حفظ عزتناquot; أكد خطباء الجمعة فيها على سلميتها ومنع المسلحين من الاندساس بين المتظاهرين.

وأشارت اللجان التنسيقية للاحتجاجات أن هذا الشعار اختير للتأكيد ان الخيارات المطروحة لحماية المحتجين مما اسمتها quot;مجازر الحكومة التي اصبحت تقتل شعبها بدم باردquot;. وأكدت على عدم وجود اي نية لفض الاعتصامات مشددة على انها لن تنتهي ما دامت الحقوق والمطالب مسلوبة من قبل الحكومة بحسب قولها.

اتهام بالحكومة باحتضان مليشيات شيعية تقتل السنة

واتهم خطيب جمعة سامراء (125 كم شمال غرب بغداد) الشيخ حسين غازي في خطبة الجمعة بالاف المصلين وتبعتها quot;إيلافquot; من على شاشات قنوات عراقية، ما قال إنها مليشيات شيعية تقوم بتفجير مساجد السنة وقتل علمائهم وشخصياتهم.

وأشار إلى أنّ المعتصمين حين خرجوا في حراكهم الشعبي كانوا يدركون ان طريقهم معبد بالاشواك لكنهم مصرون على الدوس عليها وعبور المخاطر نحو تحقيق الاهداف التي خرجوا من اجلها.

وتساءل قائلاً quot;اين هي الدولة وهذه المليشيات ترتكب الجرائم وتستعرض قواتها المسلحة في شوارع بغداد؟quot;. وشدد بالقول ان دماء ضحايا هذه المليشيات لن تذهب دون عقاب quot;وسيتم الاقتصاص منها وعرضها على القضاء لمحاكمتهاquot;. ووصف جماعة عصائب اهل الحق بانها quot;عصائب اهل الباطلquot;.

وأضاف quot;ان تظاهراتنا كانت وستبقى سلمية رغم كل المحاولات التي مورست ضدها لإخراجها عن مسارها ، وإذا ارادت الحكومة الحوار فلتحاورنا بالأفعال وليس بالأقوال فلن تسمع الحكومة منا ما تستريح له اذنها حتى نرى منها ما تقر له الأعينquot;. وطالب الأمم المتحدة باجراء تحقيق في الدماء التي quot;اهدرت ظلما وعدوانا في قضاء الحويجةquot;.

وحول التقارير عن تشكيل وفد من المحتجين للتفاوض مع الحكومة أشار إلى أنّ الاتصالات والمناقشات حول هذا الامر ما زالت مستمرة مشددا على ان الخيار في هذا المجال هو للمعتصمين وحدهم لانهم وحدهم الذين يعانون العذابات ويتعرضون للتهديدات. وأضاف ان جميع الخيارات مفتوحة الان للمعتصمين ليقرروا مستقبل حراكهم الذي يحفظ كرامتهم ويحقق اهدافهم.

لكنه أشار إلى أنّ أي قرار يصدر سيكون من ساحات الاعتصام وليس ممن هم في الخارج الذين لا يحق لهم التقرير بالنيابة عمن هم في الداخل على الرغم من التشاور معهم الاستماع إلى نصائحهم.

مخاوف من الحرب الأهلية

اما خطيب جمعة الفلوجة في محافظة الأنبار (110 كم غرب بغداد) الشيخ مصطفى راغب فقد أشار إلى أنّ السلطات تخيف الناس بالحرب الاهلية وهي المسؤولة عن حدوثها اذا ما تفجرت. واتهم الحكومة باحتضان وتشجيع الشعائر الشيعية في الوقت الذي تمنع فيه صلاة الجمعة في المساجد السنية وخاصة بجامع ابي حنيفة في بغداد. وهاجم رئيس الوزراء نوري المالكي لتسييسه للقضاء وسكوته على انتزاع الاعترافات بالتعذيب والاغتصاب بحسب قوله.

وأضاف أن الحكومة العراقية قد فشلت فشلا ذريعا في ادارة شؤون البلاد مؤكدا ان الفساد الاداري والمالي والمحسوبية والمنسوبية وتسييس الجيش والتدخل بالقضاء منتشر في جميع مؤسساتها ودوائر الدولة. وشدد بالقول quot;إن الحكومة فشلت ايضا في بسط الامن في عموم مدن العراق واليوم يقتل مئات العراقيين ويذبحون بانواع التفجيرات بدم بارد ورخيصquot;.

اما في الرمادي عاصمة محافظة الأنبار فقد قال امام وخطيب جمعتها الشيخ محمد الجميلي ان المالكي وحكومته يعاملان العراقيين بازدواجية فهم يرفضون تارة وبشدة تشكيل جيش العشائر في الأنبار وفي الوقت نفسه ينظمون استعراضات لميليشيات مسلحة قتلت من الشعب العراقي اكثر مما قتلته القوات الاميركية.

وانتقد بعض الساسة في الاحزاب قال إنهم يحاولون ركوب موجة الاعتصامات من أجل مكاسب مادية ومناصب جديدة في الحكومة.. وأكد بالقول quot;ان هؤلاء لا يمثلون الا انفسهم وان المعتصمين في الأنبار هم من يمثلون انفسهم ولن نسمح لاحد ان يمثل المعتصمين من خارج ساحة الاعتصامquot;.

واتهم المليشيات الشيعية quot;بضرب المساجد وقتل المصلين بها بعلم وسمع الحكومة التي تتغاضى عنهم لانهم يمثلون اجندات إيرانية وكان الاجدر بالمالكي ان يحمي ابناء العراق ومساجدهم لا ان يدعم المليشيات الارهابية في قتل ابناء البلد وعلى المالكي ان يعي ان صبر الحكيم بدأ ينفدquot; كما قال.

ومن جهته أدان إمام وخطيب جمعة الموصل (375 كم شمال بغداد) الهجمات التي استهدفت عددًا من المساجد في بغداد واصفًا المعتدين على الجوامع بانهم quot;نفر ضالquot;، وابدى استغرابه من quot;صمتquot; الحكومة على هذه الاعتداءات في حين ردد المصلون عقب صلاة الجمعة شعارات تؤكد مواصلة الاعتصامات حتى تحقيق المطالب.

يذكر أن تهديدات أطلقها مؤخرًا زعيم عصائب أهل الحق العراقية الشيعية بقتل وزراء ونواب وسياسيين ردود قد أثارت ردود فعل غاضبة سياسية وشعبية طالبت المالكي بالتصدي لهذه المليشيات وحمّلته مسؤولية حماية أرواح العراقيين من كل المليشيات المسلحة وغير النظامية والمجهزة بأسلحة متقدمة وكواتم الصوت والمدعومة من أجهزة مخابرات دول الجوار في إشارة إلى إيران.

وأهل الحق إحدى الفصائل الشيعية المسلحة التي تتلقى دعما من إيران وكانت مسؤولة عن اختطاف بريطانيين في بغداد عام 2007 وهي قد انشقت عن التيار الصدري وأعلن زعيمها قيس الخزعلي العام الماضي عن تحولها إلى منظمة مدنية وتخليها عن السلاح وانضمامها إلى العملية السياسية بعد انسحاب القوات الاميركية نهاية عام 2011.

وكان الخزعلي دعا السبت الماضي المعتصمين في المحافظات التي تشهد تظاهرات إلى quot;عدم إفسادquot; تظاهراتهم بالخطاب quot;الطائفيquot; وطرد رجال الدين quot;السفهاءquot; وكل من ينادي بالأقاليم وقتل افراد الجيش.

وهدد من اسماهم quot;السياسيين وأصحاب الأجندات الخارجية والإقليمية والدول التي تدعمهمquot; بالقول ان quot;لم تكفوا فسنصل اليكم ولن تمنعنا حصونكم ولا سياراتكم المصفحة من الوصول اليكم والكلام واضحquot;.

يذكر أنّ محافظات بغداد والأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى تشهد منذ 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة quot;منتهكي أعراضquot; السجينات فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانون المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدار عفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.