ينتقل رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر إلى عمان اليوم بعد ساعات من لقائه مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، وذلك لاجراء مباحثات هناك مع رئيس مؤتمر صحوة العراق أحمد ابو ريشة وزعماء آخرين للاحتجاجات في محاولة لتقريب وجهات النظر واطلاق حوار بين المتظاهرين والحكومة على طريق حل الازمة بين الطرفين .. فيما اتهم الصدر الحكومة بالتقصير في معالجة آثار السيول في جنوب البلاد داعيًا إلى اعلان الطوارئ في المنطقة المنكوبة.


لندن: بحث رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق quot;يوناميquot; مارتن كوبلر مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري نتائج لقاءاته مع عدد من اطراف العملية السياسية quot;وحاجة البلاد إلى آلية لاطلاق حوار وطني لمعالجة القضايا المتأزمةquot;. كما جرت مناقشة دور البعثة الأممية في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت مؤخراً في العراق وانعكاساتها في تطورات الاوضاع السياسية في العراق.

وبحث كوبلر وزيباري كذلك تطور العلاقات العراقية الكويتية لاسيما الاجراءات الفنية بترسيم الحدود بين البلدين، حيث أكد الوزير العراقي اهمية دور الأمم المتحدة لاخراج العراق من ما تبقى من احكام الفصل السابع.

وعلى الصعيد نفسه، أكدت الناطقة باسم بعثة الأمم المتحدة في العراق اليانا نبعة أن كوبلر سيلتقي اليوم الثلاثاء في عمان مع رئيس مؤتمر صحوة العراق الشيخ احمد ابو ريشة في محاولة لتقريب وجهات النظر بين المحتجين في محافظات غربية وشمالية والحكومة العراقية.

وقالت نبعة إن كوبلر سيكون في العاصمة الاردنية عمان اليوم quot;وسيلتقي بعدة شخصيات ضالعة في الاحداث والتطورات الحاصلة في العراق ومنهم احمد ابو ريشة لبحث الوضع الراهن في بعض المحافظات وسبل تقريب وجهات النظر بين المتظاهرين والحكومةquot;، كما نقل عنها موقع quot;المسلةquot; المقرب من الحكومة العراقية. واشارت إلى أن اللقاء يأتي quot;ضمن جهود الأمم المتحدة بالتعاطي مع جميع الفرقاء لتقريب وجهاء النظر بينهمquot;.

وعن السبب في اختيار عمان مكانًا للقاء، قالت نبعة إن كوبلر ذاهب إلى عمان بسبب تواجد ابو ريشة هناك للبحث في حلول للأزمة السياسية في الانبار واستمرار التظاهرات والحوار مع الحكومة . وكان كوبلر رحب بالنتائج الناجحة للاجتماع الذيجمع في الرماديبين قادة المظاهرات ومسؤولين رفيعي المستوى في المحافظات وقادة الشرطة والجيش.

وقال quot;إنني احترم وأثمن بشدة الالتزام الذي أبداه الجميع نحو السعي لإيجاد مخرج سلمي لهذه الأزمة الخطيرة quot; وأضاف quot;لقد أسهم هذا الاجتماع إلى حد كبير في نزع فتيل التوترquot;. كما أثنى كوبلر على المبادرة الأخيرة التي أطلقها محافظ صلاح الدين أحمد عبدالله عبد لإنهاء الأزمة في ناحية سليمان بيك التي أخلاها المسلحون الذين سيطروا عليها لمدة 48 ساعة بشكل سلمي، وقال: quot;لقد شعرت بارتياح كبير عندما علمت بأن الذين يتواجدون على الأرض قد عبروا بوضوح عن رفضهم الشديد للتصعيد وأختاروا الحوار بدلاً من القوة في التصدي للمشاكل التي واجهوهاquot;. وطمأن كوبلر كل الذين يسعون إلى إيجاد حلول سلمية للأزمة الراهنة بوقوف الأمم المتحدة على أهبة الاستعداد لدعم جهودهم دعماً تاماً.

يذكر أن محافظات بغداد والانبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى تشهد منذ 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة quot;منتهكي أعراضquot; السجينات، فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانون المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدار عفو عام والغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.

الصدر يدعو لاعلان الطوارئ في المناطق المنكوبة بالسيول

من جانب آخر، حمل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الحكومة العراقية مسؤولية انهيار سدي إجلات والوترية في محافظتي ميسان وواسط الجنوبيتين نتيجة الفيضانات والسيول واتهمها بالتقصير، ودعا الحكومة الإيرانية إلى العمل على إنقاذ المواطنين في القرى التي تضررت واعلان الطوارئ في المنطقة المنكوبة.

وقال الصدر في بيان اليوم إن ما تعرضت له المحافظات التي اجتاحتها مياه السيول من انهيار سدود فيها دلالة واضحة على تقصير أو قصور الجهود الحكومية الوزارية لا سيما وزارة الموارد المائية. ودعا
كوادر وزارة الموارد المائية وكل الكوادر الحكومية والمحلية إلى العمل من اجل إنقاذ القرى التي اجتاحتها السيول واعتبارها مناطق منكوبة وإعلان حالة الطوارئ فيها. وطالب بـرفع مستوى المسؤولية للحفاظ على الدم العراقي والأرواح والأنفس في هذه المناطق وغيرها .

ودعا الصدر quot;الإخوة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى التعاون مع العراق بهذا الخصوصquot; واشاد بموقف الحكومة المحلية في محافظة الأنبار الغربية التي أعلنت تسخير ملاكاتها وإمكانياتها لمساعدة المحافظات الجنوبية التي اجتاحتها السيول.

وقال مقتدى الصدر في رد على سؤال وجهه أحد اتباعه بشأن الفيضانات التي تسببت بهدم سدين والحاق إضرار كبيرة بالأراضي الزراعية في المحافظات الجنوبية إن هذا الانهيار فيه دلالة واضحة على تقصير أو قصور الجهود الحكومية الوزارية لا سيما وزارة الموارد المائية التي دعا كوادرها إلى quot;العمل من أجل انقاذ هذه القرى التي يجب أن تعلن على انها منكوبة وإعلان الطوارئ فيها ورفع مستوى المسؤوليةquot;. وأضاف الصدر قائلاً إن quot;كل دم عراقي عزيز علينا ويجب الحفاظ عليه وكذلك الحفاظ على الارواح والانفس والمناطق أجمعquot;.

يأتي ذلك في وقت تقوم فيهقوات الجيش وفرق الدفاع المدني والهلال الاحمر حاليًا بعمليات لإنقاذ العوائل من السيول في محافظتي واسط (170 كم جنوب بغداد) و ميسان (365 كم جنوب بغداد) المحاذيتين للاراضي الإيرانية.
وتشهد عشرات القرى والمناطق الريفية في المحافظتين نزوح المئات من العوائل بعد أن اجتاحت قراهم مياه السيول جراء تساقط الأمطار الغزيرة. وقد قطعت السيول الطريق السريع الرابط بين الكوت.

وما زاد الامر خطورة هو الاعلان عن انهيار سد quot;إجلاتquot; في قضاء علي الغربي شمال العمارة في محافظة ميسان بسبب السيول القادمة من جبال إيران وهي السدة الثانية التي تنهار جنوب العراق خلال يوم واحد بعد انهيار سدة الوترية وسط دعوات إلى الحكومة العراقية إلى اعلان المنطقة منكوبة.

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقي في واسط عن انهيار 100 منزل ونزوح نحو 300 عائلة شرقي الكوت بسبب انهيار سد الوترية بين واسط وميسان. وأشارت إلى أن مياه السيول ما زالت تحاصر عددًا من القرى التي يصعب الوصول إليها إلا من خلال استخدام الطيران الجوي.

وقد أدى تدفق سيول قوية قادمة من المرتفعات الإيرانية في انهيار السدين وحوالي 100 منزل، ما استدعى إخلاء 300 عائلة في المنطقة. وتقوم فرق جمعية الهلال الاحمر حاليًا بتقديم المساعدات ومواد الإغاثة والأطعمة فيما تم إسكان العائلات النازحة في عدد من المدارس ورياض الأطفال.

وأكدت الجمعية مقتل أربعة أشخاص بينهم طفلان نتيجة سقوط منازلهم جراء الأمطار والسيول، حيث شهدت بعض المحافظات الجنوبية خلال اليومين الماضيين، ومنها الناصرية وميسان والكوت إضافة إلى اطراف بغداد،حدوث أمطار غزيرة ما ادى إلى غرق شوارعها وتلف بعض المحاصيل الزراعية فيها.

كما تسببت السيول والأمطار بجرف عدد كبير من الالغام في منطقتي الشيب والطيب الحدوديتين مع إيران حيث تقوم فرق الهلال الاحمر بإجراء دراسة ميدانية حول هذه الالغام بغية وضع علامات تحذيرية. وأدت السيول القادمة من إيران أيضًا إلى إتلاف مئات الدونمات من الأراضي الزراعية ومحاصرة المزارعين الذين يجري إخلاؤهم بالطائرات المروحية.

يذكر أن عدة مدن وقرى تابعة لمحافظتي واسط وميسان تتعرض منذ الخميس الماضي إلى هطول أمطار غزيرة تسببت بفيضانات وسيول قادمة من إيران اجتاحت الاحياء السكنية والمزارع والحقول المزروعة بمحصولي الحنطة والشعير، كما تسببت بنفوق عدد كبير من قطعان الماشية.