هدد أمين عام حزب الله العراقي اليوم رئيس الحكومة نوري المالكي بالقتل على خلفية قرارات إعادة البعثيين وأكد أن من أصدر القرار عليه الاستعداد للموت وانه سيتعامل معه مثلما تم التعامل مع صدام حسينكما توعد حكومته بنزاع مسلح في حال تنفيذ قرارات إعادة البعثيين وفدائي صدام الى مؤسسات الدولة.


لندن: قال أمين عام حزب الله العراقي واثق البطاط في تصريحات هي الأولى منذ 26 شباط (فبراير) الماضي بعد اختفائه بسبب الهجمة السياسية التي تعرض على خلفية تهديداته إن quot;قرار عودة البعثيين وفدائي صدام هو قرار جائر بحق الشعب العراقي ويمثل استهتارا بدمائه التي فقدها على يد القتلة من البعثيينquot;، مبينا أن quot;حزب الله سيعتبر الحكومة ظالمة أن اقر البرلمان القرار وسيتعاطى معها كما تعاطى مع نظام صدام حسينquot;.

وأضاف البطاط quot;سننزل الى الشارع وسنستخدم السلاح لاستهداف البعثيين وعناصر تنظيم القاعدة واي جهة تتعاطى معهمquot;، مؤكدا أن quot;حزب الله وجيش المختار لن يستهدفا الأجهزة الأمنية لأنها جزء من الشعب العراقيquot; كما نقلت عنه وكالة quot;المدى بريسquot; اليوم.

وهدد أمين العام لحزب الله العراقي quot;من اتخذ قرار عودة البعثيينquot; بـquot;حرب خاسرة مع الشعب العراقي ستوصله الى الموت quot;، عادا القرار بـquot;مثابة شكر للبعثيين وفدائي صدام على قتل الشعب العراقيquot;.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر هاجم، اليوم رئيس الحكومة نوري المالكي ونائبه صالح المطلك بشدة لقرارهما بإعادة مسؤولين في حزب البعث إلى السلطة وإحالة فدائيي صدام على التقاعد، وهدد بـquot;تحريمquot; البقاء في الحكومة إذا لم يتراجع quot; اعمى البصيرةquot; (في إشارة إلى المالكي) عن قراره هذا، مشددا على أن quot;ارجاع البعث ليس من مطالب المتظاهرين المشروعة كما يحاول ان يسوق بعض المنتفعينquot;.

وأعلن مجلس الوزراء العراقي، في السابع من نيسان الحالي موافقته على إحالة عدد من فدائيي صدام على التقاعد، ضمن تعديلات قانون المساءلة والعدالة بما يسمح أيضا لأعضاء الفرق في حزب البعث المنحل بتولي أي منصب حكومي، واشترط أن يكون من هؤلاء من quot;ذوي الكفاءة وتقتضي المصلحة العامة إعادتهم للخدمةquot;، فيما أكد أن التعديل أشار إلى حق رئيس الوزراء نوري المالكي ونوابه استثناء أي شخص مشمول بالقانون وأعادته إلى الوظيفة او إحالته على التقاعد.

وأكد ائتلاف دولة القانون أن قرار تعديلات قانون المساءلة والعدالة quot;إنساني بحت لم يأت لإرضاء أي جهة معينةquot;، بل هو بدافع إنساني ضمانا لحقوق من لم تتلطخ أيديهم بأي جرم بحق الشعب العراقي، وشدد على أن القرار لن يمرر في مجلس النواب إلا بتشريع قانون تجريم حزب البعث الصدامي، لافتا إلى أن التعديلات تمت بموافقة جميع الكتل السياسية.

وكانت كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري وصفت، الاثنين الماضي موافقة رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي على السماح بعودة البعثيين لتسلم مناصب في الدولة وإحالة جزء من فدائيي صدام على التقاعد بـquot;المؤامرة على الشعب والمقدسات وشهداء الشعب العراقيquot;، وأكدت أن القرار لم يكن عفويا، ومشددة على أن المالكي تقصده مع الذكرى السنوية لتأسيس حزب البعث المنحل. في حين عدت كتلة الفضيلة البرلمانية أمس ايضا أن القرار quot;استفزازا شديدا لذوي الضحاياquot;، موكدة انه يقوض الإسناد الشعبي للنظام السياسي في حين عدت كتلة الفضيلة البرلمانية الاثنين القرار quot;استفزازا شديدا لذوي الضحاياquot; موكدة انه يقوض الإسناد الشعبي للنظام السياسي.

وتعد التعديلات التي أجراها مجلس الوزراء على قانون المساءلة والعدالة هي الأوسع منذ تشريع القانون في العام 2008 والذي شرع كتعديل لقانون اجتثاث البعث الذي أصدره الحاكم المدني للعراق، كما تعني هذه التعديلات إعطاء شرعية لوجود الآلاف من البعثيين الذين تمت إعادتهم إلى العمل في الأجهزة الأمنية وعدد كبير من دوائر الدولة ويمثلون حلقات أساسية في إدارة هذه المؤسسات.

كما تنهي هذه التعديلات أن تم إقرارها من قبل مجلس النواب الذي يختلف أعضاؤه بشكل كبير على هذه القضية جدلا واسعا مستمرا منذ سنوات والتي تعتبر من الملفات الرئيسية لدى اغلب الكتل السياسية في حملاتها الانتخابية وتحشيد الشارع.

ويواصل عشرات الآلاف من سكان محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك، تظاهراتهم والتي بدأت في 21 كانون الأول 2012، احتجاجا على سياسية الحكومة المركزية والمطالبة بإلغاء قانوني الإرهاب والمساءلة والعدالة واطلاق سراح المعتقلات.

لكن تظاهرات المناطق الغربية والشمالية أثارت حفيظة المحافظات الجنوبية التي سيرت تظاهرات ايضا وعقدت مؤتمرات هددت بانها لن تسكت في حال أقدمت الحكومة على الاستجابة لمطالب المحافظات السنية وخصوصا إلغاء المادة 4 من قانون مكافحة الإرهاب واطلاق المعتقلين في السجون في إطار العفو العام أو إلغاء المساءلة والعدالة، كما طالبت المحافظات الجنوبية الحكومة بتشديد عقوبات الإرهاب وتعويض ضحاياه وضحايا سياسات النظام السابق.

وكانت وزارة العدل العراقية دعت، في 19 شباط 2013، المحكومين لترويج معاملات شمولهم بقرار العفو الخاص، باستثناء المتهمين بجريمة الفساد المالي والإداري والمادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب والإبادة الجماعية.

يشار إلى أنّ مجلس الوزراء وافق على توصيات اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة مطالب المتظاهرين وخصوصا ما يتعلق بحزب البعث المنحل والمتمثلة بالموافقة على quot;ترويج المعاملات التقاعدية لكافة المشمولين بقانون المساءلة والعدالة عدا فدائيي صدام وأعضاء الفروع في حزب البعث المنحل والمباشرة فورا باستلام طلباتهم لمن لم يقدم طلب الإحالة على التقاعد، وتخويل دوائر التسجيل العقاري باستلام طلبات رفع الحجز عن دار السكن للمشمولين بقرار مجلس الحكم رقم (88) لسنة 2003 وفقا لقانون التنفيذ رقم (45) لسنة 1980، وتفعيل المادة (12) من قانون المساءلة والعدالة بتوجيه الوزارات في ترويج حالات الاستثناء من القانون وفق المادة المذكورة بغية رفعها إلى مجلس الوزراء ومجلس النواب للمصادقة عليها.