هدد رئيس الوزراء العراقي أن الجيش سيضرب بيد من حديد من يحاول تشكيل جماعات مسلحة خارج سلطة الدولة، ولفت إلى أنّ الجيش العراقي سيتخذ اجراءات استثنائية في هذا الصدد. داعيًا العراقيين إلى التعاون لإلقاء القبض على أمين عام حزب الله العراقي.


دعا المالكي المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية لإلقاء القبض على واثق البطاط الامين العام لحزب الله العراقي لاعلانه عن تأسيس جيش اطلق عليه quot;جيش المختارquot;.

أكد القائد العام للقوات المسلحة العراقية نوري المالكي أن قواته ستضرب بيد من حديد كل من يسعى لتشكيل قوى مسلحة خارج إطار الجيش، ودعا المواطنين إلى التعاون مع السلطات لاعتقال الأمين العام لحزب الله العراقي واثق البطاط، وحذر من اسماهم بالساعين إلى استغلال التظاهرات السلمية لأهداف خاصة بأن الاجهزة الأمنية ستنفذ واجبها في فرض الأمن واحباط محاولات خرق هذه التظاهرات.

جاء ذلك في اعقاب اجتماع لخلية الأزمة في بغداد برئاسة المالكي ومشاركة كبار القادة العسكريين يتقدمهم وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي تدارست خلاله الوضع الحالي في البلاد والتطورات على الساحة السياسية.

وأكد اجتماع الخلية أن الجيش العراقي والأجهزة الأمنية ستبقى رمزًا لوحدة العراق وعلى مسافة واحدة من الجميع رغم أن ضبط النفس والمرونة التي اتسمت بها هذه الاجهزة لم تفهم على أنها استجابة طبيعية quot;لما هو مشروع قانوني ودستوري حيث أن بعض الاطراف استغلت ذلك وتمادت بإثارة الفتن والتحريض ضد الدولة ورفع وتائر الاحتقان بمختلف الوسائل متجاوزين بذلك ما مسموح به ضمن السياقات الديمقراطية في التعبير عن الرأي ومهددي السلم الاهلي ومصرّين على الاضرار بمصالح الوطنquot;، كما قال البيان باسم القيادة العامة للقوات المسلحة عقب اجتماعها أمس.

وأضاف البيان أن الامر يستدعي quot;اتخاذ الإجراءات الأمنية المناسبة لإيقاف حالات التمادي وزعزعة الأمن وتعطيل المفاصل الحيوية لحياة المواطنين ومصالحهم، وعليه نحذر وبشدة اولئك الساعين لاستغلال التظاهرات السلمية لتحقيق مكاسبهم الخاصة، والتي لا تمثل مصلحة الوطن بأي شكل من الاشكالquot;.

وأضاف أنّ المجتمعين أكدوا quot;بأن الجيش العراقي والأجهزة الأمنية هي رمز لوحدة العراق وعزته وتقف على مسافة واحدة من كافة مكونات الشعب العراقي وتعمل جاهدة على تحقيق أمنه وسلامته، مضيفًا كما أن مسؤوليتنا الوطنية والقانونية تحتم عليها الضرب بيد من حديد على كل من يسعى لتشكيل قوى مسلحة غير نظامية خارج اطار الجيش والأجهزة الأمنيةquot;.

وشددت القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية أنها ستتخذ الإجراءات الأمنية المناسبة وتضرب بيد من حديد لإيقاف حالات التمادي وزعزعة الأمن الاجتماعي وتعطيل المفاصل الحيوية للدولة. وحذرت من اسمتهم بالساعين لاستغلال التظاهرات السلمية لتحقيق مكاسبهم الخاصة، والذين يعملون على تشكيل جماعات مسلحة خارج سلطة الدولة.

وأشارت إلى أنّ بعض quot;الأطراف استغلت الوضع وتمادت بإثارة الفتن والتحريض ضد الدولة ورفع وتائر الاحتقان بمختلف الوسائل متجاوزين بذلك ما هو مسموح به ضمن السياقات الديمقراطية للتعبير عن الرأيquot;.

وكان محتجو محافظة الأنبار العراقية قد أعلنوا الجمعة الماضي الزحف إلى العاصمة بغداد للاحتجاج على عدم تنفيذ مطالبهم داعين الحكومة إلى حمايتهم كما تحرس زوار العتبات الشيعية المقدسة.

ففي تطور خطير لحركة الاحتجاجات في محافظات شمالية وغربية عراقية سنية أعلن عشرات الآلاف من المتظاهرين في محافظة الانبار أنهم سيزحفون إلى بغداد بعد أيام لأداء صلاة جمعة موحدة لمتظاهري جميع المحافظات في جامع أبي حنيفة في منطقة الاعظمية في العاصمة للاحتجاج على عدم تنفيذ مطالبهم.

وأمس أعلنت اللجنة التنسيقية للتظاهرات في مدينة الرمادي بدء التنسيق مع اللجان الأخرى في مدن سامراء والموصل وتكريت وبعقوبة والفلوجة وكركوك ومناطق حزام بغداد الجنوبية والشمالية والغربية لنقل صلاة الجمعة الموحدة المقبلة إلى مدينة الأعظمية بالاتفاق مع المتظاهرين هناك والقائمين على مرقد الإمام أبو حنيفة النعمان.

دعوة لاعتقال الأمين العام لحزب الله العراقي

ومن جهته، دعا المالكي المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية لإلقاء القبض على واثق البطاط الامين العام لحزب الله العراقي لاعلانه عن تأسيس جيش اطلق عليه quot;جيش المختارquot;.

وطالب المالكي بصفته وزيرًا للداخلية المواطنين التعاون مع الأجهزة الأمنية وأعضاء الضبط القضائي بالإبلاغ quot;عن أماكن تواجد المدعو واثق البطاط والصادرة بحقه مذكرة إلقاء القبض من القضاء العراقي للتسريع بعملية إلقاء القبض عليه وتسليمه إلى الجهات القضائية المختصةquot;.

وقال مصدر مسؤول في الوزارة إن هذه الدعوة تأتي quot;على خلفية قيام البطاط بمحاولة إثارة الفتنة الطائفية وتفتيت اللحمة الوطنية بين أبناء بلدنا الموحد وإطلاقه الشعارات والتصريحات التي تؤدي بالتالي إلى زرع بذور الفرقة بين أبناء الشعب العراقيquot;.

وجاءت دعوة المالكي هذه بعد يوم من اعلان البطاط أنه ما زال في بغداد على الرغم من أوامر الاعتقال التي صدرت بحقه من قبل رئيس الحكومة وتهديدات وزارة الداخلية، وأشار إلى أنّ أعدادًا كبيرة من اتباع جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر انضموا إلى جيش المختار، حيث وصل عدد المنضمين إلى الجيش اكثر من 800 الف شخص على حسب زعمه.

لكن كتلة الاحرار التابعة للتيار الصدري نفت انضمام عناصر من جيش المهدي إلى جيش المختار وأكدت أن البطاط يعاني من مرض نفسي وأن تصريحاته غير مسؤولة مشددة على أن المالكي لا يجوز له إصدار أمر لإلقاء القبض عليه.

وقال القيادي في كتلة الاحرار امير الكناني في تصريح صحافي إن quot;البطاط الذي يسكن محافظة ميسان يعرف أيضًا بأنه شخص غير متزن وتصريحاته ليست مسؤولة كما أن ادعاءاته غير صحيحةquot;.

ويقول البطاط الامين العام لحزب الله العراقي الذي يعتقد أن عناصره قد تدربوا على يد الحرس الثوري الإيراني والذي نشط منذ عام 2006 أن الشيعة هم المهمشون في العراق وأن الحكومة الحالية مع أنها شيعية لم تعطِ لهم كل حقوقهم.