حذر المالكي من خطورة امتداد الاضطرابات التي تشهدها المنطقة الى بلاده ومن محاولات دول قال إنها تسعى الى اعادة الفتنة الطائفية إلى العراق، مشددًا على أن اشتعال النار على اراضيه سيحرق الدول الساعية الى هذه الفتنة، واشار إلى أن حدود بلاده ما زالت عرضة للاختراقات الإرهابية.

قالرئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي،في كلمة خلال احتفال وزارة الشباب والرياضة العراقية في بغداد اليوم لمناسبة يوم الشباب العالمي إن نسبة الشباب العراقيين تشكل 40 في المئة من مجموع سكان العراق البالغ 30 مليون نسمة، ولذلك يجب استثمار طاقاتهم وانعاش هذه الشريحة المهمة رغم أن الطريق لاتزال طويلة لتحقيق ذلك، وهي تحتاج إلى اموال وجهود واستفادة من تجارب الدول المتقدمة وبرامج الامم المتحدة في هذا المجال.

وأشار إلى أن تخصيص العراق مليار دولار للنشاطات الشبابية لا يكفي لإنعاش شريحة الشباب ما لم يكن هناك وعي والتزام بتنفيذ برامج تكفل بأن يكون الشباب هم عماد العراق الجديد. واكد أن العراق مازال دون المستوى المطلوب في الاستفادة من طاقات الشباب لمكافحة الفساد ومساعدة الدولة لتحقيق الامن وملاحقة الارهابيين الذين يقتلون الناس بدوافع طائفية وسياسية وحتى يكون الشباب عامل بناء لا هدم.
المالكي خلال مؤتمر صحافي
واضاف المالكي أن المنظمات الارهابية وفي مقدمتها القاعدة والبعث والدول التي تتبنى النهج الطائفي تريد أن تزج بالعراق في فتنة طائفية جديدة عن طريق الشباب الذين تخدعهم من اجل استخدامهم كأدوات لتحقيق اغراضها في العراق ليدخل في ظروف اسوأ مما كان عليه سابقًا.

واشار المالكي إلى أن العراق جزء من منطقة تلتهب حاليًا وتشتعل فيها النيران تؤججها ارادات خارجية لسياسات ومصالح خاصة، وحيث اصبح العراق نتيجة ذلك في قلب العاصفة التي تدفع بالارهاب الى التدمير. وأكد أن العراق بدا يشهد استقرارًا ملحوظاً إلا أن حدوده مازالت تتعرض لاختراقات ارهابية quot;ونحن الآن في قلب العاصفة لكننا نستطيع أن نتعامل معها ونجنب العراق اضرارها أو التأثر بتداعياتها الخطرة لأنه إذا عاد الارهاب فسيشتعل بها الكثيرون في فتنة ستلحق افدح الاضرار بالجميع، وليس الجهلة والطائفيون وحدهموانما حتى تلك الدول التي تساعد الارهاب في المنطقة ستحترق ايضًاquot; من دون تسمية تلك الدول.

وحذر المالكي من أن اشتعال المنطقة سيحرق كل الذين يتدخلون في شؤون الدول الأخرى لنشر الافكار الهدامة وحيث ستتهاوى دول وارادات. وأشار إلى أنه quot;ليس من مصلحة العراق تأجيج الفتنة الطائفية من جديد بعد أن سيطرنا عليها ووأدنا خطرها بين ابناء الشعب العراقيquot;.

وأكد أن المحاولات مستمرة في المنطقة لاشعال نار الفتنة من خلال تأجيج الاضطرابات التي تغلي بها المنطقة. وشدد المالكي على ضرورة انعزال العراق عن الفتنة الطائفية من خلال الإيمان بأن ابناءه متساوون وحقوقهم مضمونة من دون تمييز طائفي أو عرقي لأن الاضطراب إذا تفجر في بلد سيؤثر على البلدان الآخرة quot;ولا نريد للعراق أن يكون بلدًا يغلي بالطائفيةquot;.

وامس الأحد جدد المالكي موقف العراق من الاحداث الجارية في سوريا وقال إن الملف السوري ملف خطير وأن جميع الدول لن تكون بمأمن عما يحصل هناك، لذلك يجب تغليب لغة الحوار وايقاف تسليح جميع الاطرافووضع آلية للحوار لتأسيس حكومة شراكة تمثل كل أطياف الشعب السوري.

ومن جهته، اكد امين عام مجلس الوزراء علي العلاق أن عناصر تنظيم القاعدة وفلول البعث يستهدفون باستهداف العراقيين المتواجدين على الاراضي السورية. وقال إن الوضع الامني داخل سوريا مقلق وهناك استغلال للاوضاع من قبل عناصر سواء كانت متواجدة داخل العراق في مدة الانفلات الامني أو متواجدة على الاراضي السورية تحمل الحقد تجاه العراق والشعب العراقي من عناصر متطرفة كعناصر تنظيم القاعدة وحزب البعث الصدامي عن طريق استغلال الوضع في سوريا للانتقام من العراقيين المتواجدين على الاراضي السورية.
واضاف العلاق في تصريح بثته شبكة الاعلام العراقي الرسمية أن مسألة استهداف العراقيين مرفوضة بكل الاعتبارات والقيم، لاسيما أن اغلبهم مسالمون وخرجوا من العراق لظروف انسانية أو امنية، منوهًا بأن عملية الاستفراد بهم واستهدافهم قضية لا تنم عن أي بعد من الابعاد الاخلاقية أو الانسانية.
وكان وزير الخارجية هوشيار زيباري قد اكد أن العراق يقف مع التطلعات المشروعة للشعب السوري ويؤيد الانتقال السلمي للسلطة في سوريا. ونقل بيان لوزارة الخارجية عن زيباري قوله في الاجتماع التشاوري بشأن الازمة السورية الذي عقد في طهران الخميس الماضي أن quot;العراق وقف ويقف دائمًا مع التطلعات المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية والاصلاحات وتقرير مصيره ومستقبله السياسي وفقًا لارادته كما يؤيد عملية الانتقال السلمي للسلطة من خلال عملية سياسية منضبطةquot;.

وجاءت تحذيرات المالكي في وقت اعلن فيه في بغداد عن سقوط 70 ألف قتيل وربع مليون جريح عراقي ضحايا العمليات الارهابية منذ عام 2003 . وقال مدير عام دائرة رصد الأداء وحماية الحقوق في وزارة حقوق الإنسان العراقية كامل أمين اليوم الأحد أن quot;الإحصاءات الموجودة لدى قسم الإرهاب في الوزارة تشير إلى سقوط 70 ألف قتيل وأكثر من 250 ألف جريح نتيجة الإرهاب منذ عام 2003حتى الآن، وأن هؤلاء الضحايا خلفوا وراءهم الكثير من الأرامل والأيتامquot;.

وأضاف أن وزارة حقوق الإنسان تستعد لعقد مؤتمرين خلال الشهر المقبل، الأول في بغداد بشأن ضحايا الإرهاب، والثاني في جنيف حول تدويل جرائم النظام السابق .

ومن جهة اخرى، قتل ستة شبان عراقيين في هجوم مسلح في طوز خرماتو شمال بغداد اليوم اثناء سباحتهم في بركة للمياه، بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية. وقال مدير شرطة طوز خرماتو العقيد خالد حسن البياتي إن quot;ستة شبان من القومية العربية قتلوا على أيدي مسلحين اثنين في هجوم ارهابي اثناء سباحتهم في بركة للمياهquot;.

واوضح مقدم في شرطة طوز خرماتو أن الشبان الستة وهم من سكان ناحية اميرلي القريبة من مركز منطقة طوز خرماتو (175 كلم شمال بغداد) quot;قتلوا برصاص مسلحين يستقلان دراجة ناريةquot;.

وتقع منطقة طوز خرماتو على الحدود بين محافظتي كركوك وصلاح الدين، وتسكنها غالبية تركمانية.
وتواجه كركوك الغنية بالنفط والتي يعيش فيها حوالي 900 الف نسمة يمثلون معظم اطياف المجتمع العراقي، تحديات ومشاكل مختلفة ابرزها التنازع على السلطة.
ويطالب الاكراد بالحاق كركوك باقليم كردستان الشمالي في حين يصر العرب والتركمان على ابقائها كمحافظة مستقلة مرتبطة بالحكومة المركزية. وغالبًا ما تشهد المنطقة المحيطة بمدينة بكركوك (240 كلم شمال بغداد) عمليات قتل عشوائية انتقامية بين مختلف القوميات.