شارك رجال عشائر وناشطون قادمون من محافظات جنوبية وشمالية إضافة إلى تيار الصدر بمظاهرة احتجاج مليونية اطلق عليها اسم quot;جمعة العزquot; مطالبين بالإفراج عن المعتقلات العراقيات وبإنهاء سياسة الاقصاء والتهميش. ولليوم الخامس على التوالي يواصل آلاف المحتجين الاغلاق المستمر لطريق سريع رئيسي يربط البلاد بسوريا والاردن، حيث هتف المتظاهرون quot;الشعب يريد اسقاط النظامquot;.

ودعا المحتجون قوات الجيش العراقي إلى الوقوف مع مطالب المتظاهرين وعدم التحيز إلى quot;الحكومة الطائفيةquot;، فيما رفع متظاهرون صورًا لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أوردغان الذي ينتقد باستمرار ممارسات الحكومة العراقية ويصفها بالطائفية محذرًا من أن هذه الممارسات ستقود إلى حرب أهلية.

المالكي يحذر من فتنة طائفية

وحذر المالكي في كلمة خلال مؤتمر للمصالحة الوطنية في بغداد اليوم من فتنة طائفية والعودة إلى الاقتتال الطائفي وذكر quot;الشركاءquot; في إشارة إلى السنة عندما هربوا من العراق خلال الاقتتال الطائفي عامي 2005 و2006 حين لجأ آلاف العراقيين إلى دول الجوار تخلصًا من عمليات القتل على الهوية.

وأضاف أن quot;المصالحة يجب أن تقوم على مبادئ القيم والبناء وأن العراق كيان واحد لا تهميش ولا اقصاء فيه لأي من ابنائهquot;. وأكد ضرورة التوجه إلى quot;عمليات بناء البلد بعيدًا عن التخندقات الطائفية والعنصرية، ودعا لحماية حقوق الانسانquot;.. وتساءل قائلاً quot;لمصلحة من هذه الفتنة الطائفية التي تقود إلى قتل العراقيين على الهوية وحيث يكون جميعهم خاسرين فيها.

وفي إشارة إلى احتجاجات الأنبار، قال المالكي إن الاحتجاج لا يكون بقطع الطرق والتهديد بالقتال انما بالحوار والتفاهم بعيدًا عن الخراب وقطع الرؤوس والتفجيرات. وأضاف أن التناحرات بين القوى السياسية وتبادل الاتهامات من على الشاشات جعل العراق quot;مهزلةquot; امام العالم، وحيث الكل يلقي المسؤولية على رئيس الوزراء.. وقال إنني مستعد لتحمل المسؤولية على الرغم من أن الحكومة تضامنية والبرلمان تضامني بمشاركة مختلف القوى السياسية مضيفًا quot;لذلك فإن القاء اللوم على شخص واحد فيه ظلم كبيرquot;، في إشارة إلى نفسه.

وعبر المالكي عن امتعاضه من معارضة قوى سياسية لمشاريع البنى التحتية وتسليح العراق وتبادلها للاتهامات حول الفساد واغتصاب المعتقلات وتعذيب المعتقلين مؤكدًا رفضه لهذه الممارسات مقراً بوجود فساد في اجهزة الامن.

مليونية quot;جمعة العزquot;

وقالت اللجنة المشرفة على التظاهرات والاعتصامات إن وفودًا شعبية من محافظات بغداد والموصل وصلاح الدين وديإلى وكركوك والنجف والبصرة والديوانية والعمارة والناصرية قد شاركوا في احتجاجات اليوم. وقال رئيس اللجان الشعبية المنظمة للتظاهرات الشيخ عمران الحمد إن مقتدى الصدر ارسل وفدًا إلى محافظة الأنبار لتوضيح موقفه الداعم لمطالب المتظاهرين ومن ازمة اعتقال حماية العيساوي والمعتقلات في سجون الداخلية والدفاع.

ومن جانبه، قال عدي الزيدي رئيس الحركة الشعبية لإنقاذ العراق في تصريح مكتوب تلقته quot;إيلافquot; إن شيوخ محافظتي العمارة والناصرية استطاعوا تحدي السلطات العراقية واختراق حواجزها الامنية المانعة ونجحوا في الالتحاق بمتظاهري الأنبار الداعين لسقوط النظام. وأضاف أن الحركة والقوى المؤتلفة معها قررت تنظيم اعتصام في محافظة ذي قار quot;تلبية لنداء الحق الذي أطلقه أبطال محافظة الأنبار وللمطالبة بإسقاط الحكومة بكل وجوههاquot;.

وأشار إلى أنّه قد quot;تأكد للجميع وبالدليل القاطع إن الاعتصام ليس لشخص معين أو قائمة سياسية بل هي ثورة المظلوم ضد الظالم وثورة شعبية عراقية ضد الظلم والطغيان ضد عملاء أميركا وإيران وقد التف أهل الأنبار حول إخوتهم القادمين من جنوب العراق وقدموا لهم الضيافة المعتاد عليها من كرم أهل الغربية النجباءquot;.

وأضاف أنه quot;رغم المضايقات التي حدثت ضد الوفد من قبل الحواجز الأمنية المتواجدة على طول الطريق بين بغداد والأنبار،ومنع مجموعة الشيوخ من الوصول إلى الرمادي من قبل سيطرة أبو غريب وأعادوهم قسرًا إلى بغداد، لكن رغم كل ذلك فإن شيوخ الجنوب العربي أصروا على المشاركة في الاعتصام وفعلاً وصل الشيوخ وعلى رأسهمالشيخ فاروق المحمداوي والشيخ حامد عبدالحسن آل جبارة والشيخ حيدر يوسف آل عصيدة والشيخ لطيف مزعل الخفاجي وقد قوبلوا بحفاوة قل نظيرها من قبل شيوخ الأنبار.. فحيا الله أهل الأنبار وثورتهم وحيا الله كل الخيرين في عراقنا الصابرquot;.

وقال quot;نحن في الحركة الشعبية لإنقاذ العراق والحركات المؤتلفة معها قررنا تنظيم اعتصام في محافظة ذي قار الأيام القادمة تلبية لنداء الحق الذي أطلقه أبطال محافظة الأنبار وللمطالبة بإسقاط حكومة الاحتلال بكل وجوههاquot;.

واوضح أن الحركات الداعية للمظاهرة هي : حركة التيار القومي العربي والحركة الشعبية لإنقاذ العراق وحركة صامدون والجبهة الشعبية لإنقاذ كركوك والرابطة الوطنية لعشائر الجنوب والفرات الأوسط و منظمة العهد للدفاع عن المعتقلين ومنظمة طلبة وشباب العراق الحر ورابطة حرائر العراق، إضافة إلى حركة احزموا حقائبكم العراقيون قادمون وحركة شباب ثائرون.

ومن جهتها، أعلنت كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري عن تضامنها مع تظاهرات أهالي محافظة الأنبار quot;ضد الفساد والدكتاتوريةquot;داعية إياهم إلى إفشال محاولات تسييس مطالبهم وصبغها بالطائفية.

وقال الأمين العام للكتلة النائب ضياء الأسدي إن quot;موقف كتلة الأحرار من تظاهرات أهلنا في محافظة الأنبار هو إننا مع جميع مطالبهم العادلة المتعلقة بمحاربة الفساد والمفسدين ومحاسبة المقصرين في الحكومةquot;.

وأكد أنّ كتلة الأحرار تتضامن أيضاً مع مطالب quot;رفض الدكتاتورية والطائفية أياً كان مصدرهاquot;. وأضاف الأسدي أن الكتلة تهيب بأهالي الأنبارquot;ألا يساوموا على وحدة العراق واستقرارهquot; داعياً إياهم إلى إفشال محاولات لتسييس مطالبهم وصبغها بالصبغة الطائفيةquot;، كما نقلت عنه وكالة quot;السومرية نيوزquot;.

وقد اتهمت اللجنة المشرفة على التظاهرات في محافظة الأنبارالحكومة بـمنع القنوات الفضائية وسيارات النقل المباشر من تغطية التظاهرات والاعتصامات التي تقام على الطريق الدولي في الأنبار الذي يربط العراق بالاردن وسوريا.

وكان العشرات من شيوخ ووجهاء محافظة نينوى الشمالية قد تظاهروا أمس تأييدًا لاحتجاجات الأنبار وللمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات ووحدة الصف الوطني ونبذ الطائفية. كما أعلن مجلس علماء العراق فرع سامراء عن بدء أهالي القضاء بتنفيذ عصيان مدني.

يذكر أن هذه الأحداث جاءت عقب مداهمة قوة أمنية خاصة في العشرين من الشهر الحالي منزل وزير المالية القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي وسط بغداد واعتقالها آمر فوج حمايته و9 من عناصر الفوج، حيث أكد العيساوي أن quot;قوة مليشياويةquot; عندما داهمت مقر الوزارة ومكتبه ومنزله قد تصرفت بسلوك غير قانوني واعتقلت أفراد الحمايات الخاصة به مطالباً بإطلاق سراحهم.

فيما نظم آلاف العراقيين في مختلف محافظات البلاد صلاة جمعة شيعية سنية موحدة في محافظة الأنبار الغربية اليوم وانطلقوا بعدها في تظاهرة احتجاج حاشدة ضد الحكومة، حذر رئيس الوزراء نوري المالكي من فتنة طائفية.