دخل الرئيس الأميركي أوباما بقوة على خط الاستفتاء البريطاني بشأن العضوية في الاتحاد الأوروبي، وقال متحدث باسم ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين الحاكم إن الحزب سينشر مشروع القانون الثلاثاء للتحضير لإجراء استفتاء بحلول نهاية عام 2017 بشأن عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي.


لندن: يحاول كاميرون احتواء تمرد متزايد من جانب مشرعين مناهضين للاتحاد الاوروبي، وقال المتحدث باسم كاميرون: quot;حزب المحافظين سينشر (يوم الثلاثاء) مسودة قانون للتشريع لإجراء استفتاء على البقاء أو الخروج بحلول نهاية 2017 .quot;

وأضاف: quot;سنبحث كل الفرص لتقديم مشروع القانون الى البرلمان.quot; واضاف كاميرون: quot;يوجد سبب وجيه لعدم اجراء الاستفتاء الثلاثاءquot;، وقال: quot;سيكون اختياراً زائفًا بين الوضع القائم والانسحاب.quot;

وحث الرئيس الاميركي البريطانيين يوم الاثنين على الانتظار لمعرفة ما اذا كانت اصلاحات الاتحاد الاوروبي ستنجح قبل أن يقرروا الانسحاب منه، مؤيدًا بذلك موقف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.

وقال اوباما خلال مؤتمر صحافي مع كاميرون بالبيت الابيض: quot;أعتقد أن مشاركة بريطانيا في الاتحاد الاوروبي تعبير عن نفوذها ودورها... في العالم.quot;

ويحاول كاميرون توحيد حزبه في هذه القضية بعد أن لمح وزيران بالحكومة البريطانية الى أنهما سيصوتان للخروج من الاتحاد الاوروبي اذا أجري استفتاء الثلاثاء.

قرار يخص البريطانيين

قال اوباما إن القرار في نهاية الامر يخص شعب المملكة المتحدة واشار الى أن هناك quot;مفاوضات صعبةquot; في المستقبل بشأن قضايا اقتصادية وسياسية.

وقال اوباما: quot;إنني أقول هذا ... النقطة الاساسية من وجهة نظر ديفيد هي أنه من المحتمل انكم تريدون أن تروا ان كان يمكنكم اصلاح ما كسر في علاقة مهمة للغاية قبل أن تنفصلوا .. وهذا منطقي في رأيي.quot;

وقال كاميرون للصحافيين إن quot;من المصلحة الوطنية لبريطانياquot; أن تعمل مع الاتحاد الاوروبي بشأن الاصلاحات التي تجعله quot;أكثر انفتاحًا وأكثر قدرة على التنافس وأكثر مرونةquot;، وهذا يجعل من المعقول التريث حتى يتم عمل الاصلاحات لاجراء استفتاء بشأن إن كانت بريطانيا ستبقى في الاتحاد الاوروبي.

وفي حين يدعم الرئيس الاميركي ملاحظة ديفيد كاميرون حول اعادة التفاوض بشروط انتماء بريطانيا الى الاتحاد الاوروبي، فإن رئيس الوزراء البريطاني يخضع لضغوط كبيرة في البرلمان في هذا الخصوص.

وصرح اوباما خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ضيفه في البيت الابيض: quot;برأيي أن فكرة ديفيد منطقية: ففي علاقة مهمة جدا يجب اولا أن نرى ما اذا كان يمكن تصحيح الخلل قبل التفكير في الانفصالquot;.

وقال اوباما إنه لا يريد التدخل في الشؤون الداخلية لبريطانيا وأن quot;على البريطانيين اتخاذ قراراتهمquot;.

واوضح ان quot;كون البلاد جزءًا من الاتحاد الاوروبي هو تعبير عن نفوذها ودورها في العالم وبالطبع علاقة اقتصادية مهمة جدًاquot;.

وتأتي زيارة كاميرون لواشنطن قبل اسبوع مضطرب بالنسبة له على صعيد السياسة الداخلية اذ يتوقع ان يحصل تصويت رمزي في البرلمان بشأن الاتحاد الاوروبي وقد يتحداه حوالي مئة نائب محافظ من المشككين في اوروبا أي ثلث نواب حزبه.

والتصويت المنتظر سيتعلق بغياب مشروع قانون في البرنامج التشريعي للحكومة الذي عرض في الثامن من ايار/ مايو، عن تنظيم استفتاء حول بقاء البلاد أو خروجها من الاتحاد الاوروبي.

شروط انتماء بريطانيا للاتحاد

وعد كاميرون بتنظيم مثل هذا الاستفتاء في 2017 اذا كان لا يزال في السلطة. وحتى ذلك الحين يرغب في اعادة التفاوض في شروط انتماء بريطانيا للاتحاد قبل انتخابات 2015.

وبحسب استطلاع اجراه معهد يوغوف ونشر في الثامن من ايار/ مايو، يرغب 46% من البريطانيين الخروج من الاتحاد الاوروبي مقابل 35% يريدون العكس.

وصرح كاميرون الاثنين quot;لن يكون هناك استفتاء غدًا. سيعطي ذلك للبريطانيين خيارًا سيئاً بين الخروج من الاتحاد الاوروبي أو بقاء الوضع على ما هو عليه، في رأيي الخيار الثاني غير مقبولquot;.

واضاف quot;اريد ان يتغيّر الاتحاد الاوروبي. اريد أن تتطور علاقة بريطانيا بالاتحاد الاوروبي وتتحسنquot;، موضحاً أنه يسعى الى الحفاظ على quot;مصلحة بلاده الوطنيةquot;.

واوضح quot;ربما بعد اجراء التغييرات. لكن قبل نهاية 2017 هل من المصلحة الوطنية تنظيم استفتاء حول خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي أو بقائها فيه؟quot;.

من جانبه، قال اوباما: quot;اعرف أن ديفيد اراد اجراء بعض الاصلاحات الداخلية في الاتحاد الاوروبي. إنها مفاوضات صعبة. هناك العديد من الدول، اقرّ بذلك. لكن طالما لم نقيم بعد نجاح مثل هذه الاصلاحات اتحفظ على حكميquot;.