تونس: أعربت السفارة الاميركية بتونس الاربعاء عن quot;قلقها العميقquot; غداة صدور أحكام بالسجن سنتين مع تأجيل النفاذ بحق 20 تونسيا متهمين بالمشاركة في هجوم نفذه اسلاميون يوم 14 ايلول/سبتمبر 2012 على مقر السفارة والمدرسة الاميركيتين في العاصمة تونس.

وقالت السفارة في بيان، تلقت فرانس برس نسخة منه، quot;نشعر بقلق عميق من الاحكام (بالسجن) مع تاجيل التنفيذquot;، معتبرة انها لا quot;تتطابق على نحو ملائم مع جسامة وخطورة الخسائر والعنف، اللذين حصلا يوم 14 ايلول/سبتمبر 2012quot;.

وفي 14 ايلول/سبتمبر 2012 هاجم مئات من السلفيين السفارة والمدرسة الاميركيتين في العاصمة تونس احتجاجًا على فيلم اميركي مسيء إلى الاسلام أنتج في الولايات المتحدة. وقتلت الشرطة 4 سلفيين من المشاركين في الهجوم.

وتابعت السفارة الامريكية في بيانها quot;نحن نتمسك باجراء تحقيق معمق، وإحالة المحرّضين على الهجوم، الذين مازالوا طلقاء على العدالةquot;، في اشارة على الارجح الى quot;ابو عياضquot; زعيم جماعة quot;انصار الشريعةquot; السلفية المتشددة، والذي اتهمته السلطات التونسية بتدبير الهجوم.

وابو عياض (48 عامًا)، واسمه الحقيقي سيف الله بن حسين، هارب من الشرطة منذ أشهر. وقبل اختفائه اتهم وزارة الداخلية التونسية بـquot;إخلاء السفارة (الاميركية) فجأة (...) من الحراسة التي كانت مضروبة عليهاquot; قبل تعرّضها الى الهجوم، معتبرا ان quot;هناك لعبة سياسية من أجل أن يقع ما وقعquot;.

واتهم ابو عياض في آخر خطبة القاها يوم 17 ايلول/سبتمبر 2012 امام انصاره في جامع الفتح في العاصمة تونس quot;مندسينquot; من غير السلفيين بالوقوف وراء مهاجمة السفارة والمدرسة الاميركيتين. وأضافت السفارة الاميركية في بيانها quot;من مسؤولية الحكومة التونسية وبموجب القانون الدولي حماية البعثات الدبلوماسية وموظفيها الموجودين في تونسquot;.

وتابعت quot;الحكومة التونسية اعلنت معارضتها لمن يلجأون الى العنف، وعلى الحكومة التونسية ان تظهر من خلال الافعال انه لا وجود لاي تسامح مع من يشجّعون على العنف ويستعملونه لبلوغ اهدافهمquot;. وختمت بالقول quot;الحكم الصادر في 28 ايار/مايو (الحالي) فشل في هذا الصددquot;.

من ناحيته، ندد المحامي انور اولاد علي رئيس لجنة الدفاع عن المتهمين العشرين بالمشاركة في مهاجمة السفارة الاميركية بما اسماه quot;التدخل الامريكي السافر في شؤون القضاء التونسيquot;.

وقال المحامي في تصريح لفرانس برس quot;تونس دولة ذات سيادة كاملة وغير منقوصة، وليست ولاية اميركية، ولا يحق لاي دولة تعتبر نفسها عظيمة أو تحس بالعظمة ان تتدخل في الشؤون القضائية لدولة أخرىquot;.

وعبّر عن الامل في أن quot;لا تتأثر الدولة التونسية بالضغوط الاميركية، وأن لا تحاول (السلطات التونسية) ممارسة ضغوط على القضاءquot;. وأضاف انه لا يزال هناك نحو 80 تونسيا سيمثلون امام القضاء بتهمة المشاركة في مهاجمة السفارة والمدرسة الاميركيتين.