توالت التهاني على مصر بعد إعلان وزير الدفاع الفريق الأول عبد الفتاح السيسي الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي. وفيما رحب الأردن والإمارات بالتحولات في القاهرة، كان العاهل السعودي أول زعيم عالمي وعربي يبادر لتهنئة الشعب المصري وقادته الجدد.


أعلن وزير خارجية دولة الامارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بأن الامارات العربية المتحدة quot;تابعت بارتياح تطورات الأوضاع في جمهورية مصر العربية الشقيقة انطلاقًا من العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين الشقيقينquot;.

وقال الشيخ عبدالله إن الامارات على ثقة تامة بأن quot;شعب مصر العظيم قادر على تجاوز اللحظات الصعبة الحالية التي تمر بها مصر الشقيقة وأن ينطلق بها الى مستقبل آمن وزاهرquot;.

وأضاف أن quot;تاريخ مصر العريق ومساهماتها الأساسية في الحضارة الانسانية ودورها المحوري على الصعيدين العربي والاسلامي، كل ذلك كفيل بأن يوفر لشعبها ركيزة قوية لبناء مستقبل مزدهر يقودها الى ما يتطلع اليه شعبها الشقيق من تقدم واستقرارquot;.

وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إن quot;جيش مصر العظيم يثبت من جديد أنه بالفعل سياج مصر وحاميها ودرعها القوي الذي يضمن لها بأن تظل دولة المؤسسات والقانون التي تحتضن كل مكونات الشعب المصري الشقيقquot;.

وختم وزير خارجية دولة الامارات تصريحه مؤكدًا على أن الامارات quot;تتطلع على الدوام لتعزيز علاقاتها مع مصر الشقيقة حكومة وشعبًا والمضي بها قدمًا الى المزيد من التعاون الوثيق في مختلف الميادين، وبما يحقق المصلحة المشتركة للشعبين الشقيقينquot;.

موقف عمّان

وفي عمان، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جوده إن الاردن quot;يتابع عن كثب، ومن منطلق العلاقات التاريخية الوثيقة وعرى الاخوة التي تربط المملكة الاردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية الشقيقة وشعبيهما، مجريات الأمور في مصر الشقيقةquot;.

واكد جوده في تصريح لوكالة الانباء الأردنية (بترا) أن quot;موقف الاردن الثابت والواضح يقوم دوماً على احترام إرادة الشعب المصري العظيم والشقيق وعلى محبته الصادقة، وهو الذي ما فتىء يذهل العالم كله بإرادته القوية وعزيمته التي لا تلين، وعلى التقدير العالي والكبير للطيف السياسي الوطني المصري الاصيل بمجموعه وخاصة شباب مصر الشامخ الذي يشكل رصيدًا فكريًا ومعنويًا أساسيًا للأمة العربية برمتهاquot;.

وعبر وزير الخارجية وشؤون المغتربين، عن quot;احترام الاردن العميق للقوات المسلحة المصرية العريقة ودورها الوطني والمشرف والمحوري الجامع في مصر وفي منظومة الامن القومي العربي، وعن التقدير العالي للأزهر الشريف ولدوره الوطني والتنويري الهام على مستوى العالم الإسلامي برمته، وللكنيسة القبطية الموقرة والوطنية، وللقضاء المصري العريق الذي أنيطت به المسؤولية الوطنية ممثلاً برئيس المحكمة الدستورية العليا لتولي إدارة المرحلة الانتقاليةquot;.

وأكد جوده دعم الاردن الكامل والثابت لمصر وشعبها العزيز وقيادتها، وهي تتولى زمام المسؤولية في هذا الظرف المفصلي. وقال إن quot;حكومة المملكة الأردنية الهاشمية تأمل بكل اخلاص بأن تمضي الأوضاع في مصر الحبيبة باتجاه الاستقرار والوئام والازدهار لتؤدي مصر دورها المحوري المعهود في محيطها العربي وعلى الساحة الدوليةquot;.

عاهل السعودية أول زعيم عالمي يهنىء مصر

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أول زعيم عالمي وعربي يبادر لتهنئة الشعب المصري وقادته الجدد الذين أخرجوا مصر في هذه المرحلة من نفق quot;يعلم الله أبعاده وتداعياتهquot;.

فقد بعث الملك عبدالله بن عبدالعزيز ببرقية الى الرئيس المصري الموقت المستشار عدلي منصور هنأه فيها على تولي قيادة مصر في هذه المرحلة الحرجة.

وفي الآتي نص البرقية:

فخامة المستشار عدلي منصور
رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

باسم شعب المملكة العربية السعودية وبالأصالة عن نفسي، نهنئكم بتولي قيادة مصر في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها، وإننا إذ نفعل ذلك لندعو الله أن يعينكم على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقكم لتحقيق آمال شعبنا الشقيق في جمهورية مصر العربية، وفي الوقت ذاتهنشد على أيدي رجال القوات المسلحة كافة ممثلة في شخص الفريق أول / عبدالفتاح السيسي، الذين أخرجوا مصر في هذه المرحلة من نفق الله يعلم أبعاده وتداعياته، لكنها الحكمة والتعقل التي حفظت لكل الأطراف حقها في العملية السياسية.

هذا وتقبلوا تحياتنا، ولأشقائنا في مصر وشعبها الكريم فائق احترامنا. حفظ الله مصر واستقرارها وأمنها.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خادم الحرمين الشريفين
عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود
ملك المملكة العربية السعودية

وكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز ترأس الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء، بعد ظهر اليوم الاثنين، في قصره بجدة.

وأوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، في بيانه لوكالة الأنباء السعودية، عقب الجلسة أن المجلس اطلع بعد ذلك على تقرير عن مستجدات الأحداث إقليمياً وعربياً ودولياً، ومن ذلك الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وسوريا ولبنان.

وحذر مجلس الوزراء في هذا الشأن من استمرار الاعتداءات والتجاوزات التي تمارسها السلطات الإسرائيلية خاصة في مدينة القدس المحتلة، مؤكداً أن جميع الانتهاكات ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات والحفريات التي تتعرض لها المقدسات واستباحتها وتدنيسها ومحاولات تهويد المدينة المقدسة وتهجير أهلها وتزييف تاريخها كل ذلك يعد باطلاً ولاغياً بموجب القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وناشد مجلس الوزراء المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته لوقف تلك الاعتداءات والممارسات العنصرية إزاء أبناء الشعب الفلسطيني والمقدسات في فلسطين.