أبدى دبلوماسيون شكوكهم حول الجدوى من المحادثات التي يجريها خبراء من الأمم المتحدة والحكومة السورية بشأن الأسلحة الكيميائية في سوريا، في وقت تصرّ فيه دمشق على توجّه فريق الأمم المتحدة فقط إلى بلدة خان العسل، حيث تقول إن مقاتلي المعارضة استخدموا أسلحة كيميائية.


نيويورك: تلقت امال الامم المتحدة في التحقيق بشأن استخدام اسلحة كيميائية في سوريا ضربة قوية، بعد سيطرة مقاتلي المعارضة على بلدة خان العسل الاستراتيجية في ريف حلب (شمال)، التي كانت تعرّضت على ما يعتقد لهجوم باسلحة كيميائية، وفق ما افاد دبلوماسيون الثلاثاء، عشية محادثات حول الموضوع بين خبراء من الامم المتحدة والحكومة السورية.

وفي وقت يصل اكي سيلستروم رئيس لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة حول استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا وانجيلا كاين مسؤولة الامم المتحدة لشؤون نزع الاسلحة الاربعاء الى دمشق للبحث في امكانية زيارة مواقع سورية يشتبه في استخدام اسلحة كيميائية فيها، ابدى دبلوماسيون الثلاثاء شكوكهم حيال نتيجة هذه المحادثات.

وكانت الحكومة السورية تصرّ على ان يتوجه فريق الامم المتحدة فقط الى بلدة خان العسل، حيث تقولإن مقاتلي المعارضة استخدموا اسلحة كيميائية في هجوم في 19 اذار/مارس، قتل فيه 26 شخصًا على الاقل، من بينهم 16 جنديا، فيما تتهم قوات المعارضة الحكومة باستخدام تلك الاسلحة.

دلائل متبادلة
لكن لندن وباريس وواشنطن قدمت مذاك ادلة عن عمليات اخرى، يشتبه في استخدام اسلحة كيميائية خلالها، واتهمت قوات الرئيس بشار الاسد بالوقوف وراءها، بينما سلمت روسيا المنظمة الدولية تقريرًا حول هجوم خان العسل، قالت انه يظهر ان مقاتلي المعارضة اطلقوا قذيفة تحتوي على غاز السارين.

ورفضت دمشق السماح لخبراء الامم المتحدة بالتحقيق في مواقع اخرى غير خان العسل المعقل السابق لنظام الاسد. ويبدأ المسؤولان الدوليان الاربعاء محادثات مع حكومة الرئيس السوري بشار الاسد حول السماح بالدخول الى مواقع في سوريا، يعتقد انه تم استخدام اسلحة كيميائية فيها.

وقال دبلوماسي في مجلس الامن quot;اذا لم تكن الحكومة تسيطر على خان العسل، فثمة حظوظ ضعيفة بان تسمح لخبراء الامم المتحدة بالدخول اليهاquot;. واشار دبلوماسي اخر طلب عدم كشف اسمه الى انه quot;لا توجد اية امكانية (لدمشق) للاستفادة من اي تحقيق في الوقت الحاليquot;، مضيفا quot;بالنسبة إلى الامم المتحدة، كلما طال امد الوضع الحالي، تراجعت فرص العثور على اي ادلة قابلة للاستخدامquot;.

واجمعت كل القوى الكبرى على انه تم استخدام اسلحة كيميائية في هذا النزاع المستمر منذ 28 شهرا. الا ان مسألة تحديد هوية الجهة التي استخدمت هذه الاسلحة تثير انقسامات كبيرة.

وقالت الامم المتحدة الثلاثاء ان فريق سيلستروم تبلغ بوقوع 13 هجوما كيميائيا في سوريا، من بينها في خان العسل وحمص وقرب دمشق. ورفضت موسكو، حليفة النظام السوري والعضو الدائم في مجلس الامن الدولي، الادلة المقدمة من الغربيين بشأن استخدام قوات الاسد غاز السارين باعتبارها quot;غير مقنعةquot;، وقدمت تقريرها الخاص عن خان العسل، الذي يتضمن برأيها ادلة على استخدام المعارضة اسلحة كيميائية.

شكوك غربية
لكن روسيا قدمت لاعضاء مجلس الامن الدولي الدائمين الاخرين نسخة من التقرير ينقصها 10 صفحات، ولا تتضمن تفاصيل عن تورط المعارضة المسلحة بحسب دبلوماسيين اطلعوا عليه. وصرح مصدر في مجلس الامن لفرانس برس quot;ما زلنا ننتظر التقرير الروسي الكامل عن اثباتاتهم بخصوص خان العسلquot;.

واضاف quot;نعتقد ان استخدام اسلحة كيميائية تم بموافقة وامر من نظام الاسد: الاسد خزن اسلحة كيميائية، درب وحدات عسكرية خاصة على استخدامها، ولا يزال يحتفظ بالامرة والسيطرة على هذه الوحدات. لذا فإن المسؤولية الآنية تترتب عليه بوقف استخدامهاquot;.

وكررت السفيرة الاميركية بالوكالة روزماري ديكارلو التأكيد على شكوك الغرب في اجتماع لمجلس الامن حول الشرق الاوسط الثلاثاء. وقالت quot;تقدر الولايات المتحدة ان النظام استخدم اسلحة كيميائية من بينها غاز السارين على مستوى محدود ضد المعارضة مرات عدة في العام الفائتquot;.

وكانت الحكومة السورية تصرّ على ان يتوجه فريق الامم المتحدة فقط الى بلدة خان العسل، حيث تقول ان مقاتلي المعارضة استخدموا اسلحة كيميائية في هجوم في 19 اذار/مارس قتل فيه 26 شخصا على الاقل، من بينهم 16 جنديا، فيما تتهم قوات المعارضة الحكومة باستخدام تلك الاسلحة وتؤكد موسكو من جانبها ان مجموعة معارضة اطلقت صاروخا يدوي الصنع على البلدة.

ويشتبه دبلوماسيون غربيون في ان يكون صاروخ حكومي انحرف عن مساره وقتل الجنود النظاميين. وافادوا انه قد تكون الحكومة تشن هذه الهجمات الضيقة النطاق لاختبار رد الفعل الدولي.

وصرح المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نسيركي ان سيلستروم وكاين سيجريان محادثات من اجل ضمان اجراء quot;عمليات تفتيش ميدانية لجمع اثباتات من المواقع المعنيةquot;. واضاف ردا على سؤال عن سقوط خان العسل في يد المعارضة quot;هذا لا يعني ان زيارتها غير ممكنةquot;.