قررت محكمة اميركية أن المواطن الأميركي المولود في مدينة القدس لا يحق له إن يدعي في جواز سفره إنه مولود في إسرائيل، وأن القانون الأميركي الذي يجيز له ذلك قانون غير دستوري.

أعلنت هيئة محكمة استئناف منطقة كولومبيا باجماع قضاتها الثلاثة أن قانون العام 2002، الذي يقتضي من وزارة الخارجية الاميركية ان تسجل اسرائيل بوصفها مسقط رأس المواطن المولود في القدس، قانون غير دستوري، مشيرة الى موقف الحياد الذي تتخذه الولايات المتحدة من وضع المدينة المتنازع عليها بين الفلسطينيين واسرائيل، وعدم حسم المسألة المتعلق بالسيادة على المدينة حتى الآن. واثار قرار المحكمة سجالًا بشأن سلطة الحكومة على السياسة الخارجية، وما إذا كان الرئيس وحده صاحب الحق في ان يقرر شروط الاعتراف بالدول الأخرى.
بيان تنفيذي
ورغم ان الولايات المتحدة اعترفت بدولة اسرائيل منذ انشائها في العام 1948، فما من رئيس اميركي اتخذ موقفًا بشأن وضع القدس، التي تعتبرها اسرائيل عاصمتها السياسية والروحية، في حين يؤكد الفلسطينيون انهم لن يتنازلوا ابدًا عن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.
وكانت المحكمة الاميركية اصدرت قرارها في الدعوى التي قدمتها عائلة مناحيم زيفوتسكي، الذي ولد قبل عشر سنوات لأبوين اميركيين في القدس. وعندما قدمت والدته طلب منحه جواز سفر قائلة ان مكان ولادته quot;القدس - اسرائيل، اكتفت القنصلية الاميركية في القدس بكلمة القدس فقط.
وكان زيفوتوفسكي ولد بعد اسابيع على تصويت الكونغرس في ايلول (سبتمبر) 2002 بالموافقة على ان تكون اسرائيل مكان ولادة الاميركي الذي ولد في القدس.
لكن، عندما وقع الرئيس السابق جورج بوش على القانون، اصدر بيانًا تنفيذيًا يؤكد ان اعتبار القانون سياسة ملزمة وليس رأيًا استشاريًا يشكل تدخلًا غير مقبول في سلطة الرئيس الدستورية في قضايا السياسة الخارجية. وامتنعت وزارة الخارجية الاميركية عن تطبيق القانون قائلة انه يتجاوز على السلطات الرئاسية.
قسمة أو لا قسمة؟
اعلنت القاضية كارين هندرسن أن القانون ليس مجرد قانون ينظم بصورة محايدة شكل جواز السفر ومضمونه، كما تدعي عائلة زيفوتوفسكي، quot;ومن الواضح ان الكونغرس أراد ان يفرض على وزارة الخارجية الخروج عن موقف الحياد الذي تتخذه منذ عقود بشأن مدينة القدسquot;. ونددت عدة منظمات يهودية ومؤيدة لاسرائيل بقرار المحكمة. ونقلت صحيفة لوس انجيليس عن رابطة مناهضة التشهير قولها إنها تشعر بخيبة أمل عميقة.
واصدر الاتحاد الارثوذكسي، الذي يضم جماعات يهودية متطرفة، بيانا وصف فيه القدس بأنها عاصمة دولة اسرائيل الأبدية وغير القابلة للقسمة، وقال انه سيدعم استئناف الحكم لدى المحكمة العليا في الولايات المتحدة.
ويطالب الكونغرس الاميريكي منذ زمن طويل بالاعتراف بسيادة اسرائيل على القدس. وفي العام 1995، اصدر قانونًا ينص على نقل سفارة الولايات المتحدة من تل ابيب إلى القدس، وهو اجراء يقرر الرئيس الاميركي تعليقه كل سنة تقريبًا لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
وكانت قضية زيفوتوفسكي أُحيلت من قبل الى المحكمة العليا للبت في ما إذا كانت قضية سياسية لا دخل للقضاء فيها أم انها قضية قانونية. وفي العام 2012، قررت المحكمة العليا انه من الجائز إحالتها إلى القضاء، فنظرت فيها محكمة منطقة كولومبيا واصدرت قرارها الأخير.