قامت السلطات السويسرية بإنشاء سلسلة اكواخ جنسية لتنظيم الدعارة، في مشروع بلغت كلفته نحو 1.5 مليون يورو ويهدف كذلك إلى تقليل عدد الإصابات بالإيدز وحفظ حقوق بائعات الهوى.


يبدو الكوخ الخشبي أشبه بالموقف المسقف الذي ينتظر الركاب وصول الحافلة تحته أو الكشك الذي يرتاح فيه الجوالة وزوار المحميات الطبيعية بعد ساعات من الطواف. ولكن السلطات السويسرية أنشأت الأكواخ لأغراض ليست بهذه البراءة. فالهدف منها هو تأمين خلوة للرجل الذي يريد ممارسة الجنس مع عاهرة.

وبدأت السلطات المحلية في مدينة زوريخ بنشر تسعة من أكواخ الجنس هذه كما تسمى في غرب المدينة حيث نُظمت بدقة الساعات التي يشتهر السويسريون بصناعتها.

إذ يتعين على سائق السيارة أن يتبع طريقًا محددَا بعلامات واضحة، تصطف على امتداده 40 امرأة من بائعات الهوى. وحين يتفق الطرفان على الثمن والترتيبات الأخرى يدخلان بسيارة السائق إلى الكوخ الخشبي المزينة جدرانه بملصقات تدعو إلى استخدام الواقي الذكري وتحذر من مرض الأيدز.

كما أن الكوخ الجنسي مزود بجهاز إنذار تستطيع بائعة الهوى أن تستخدمه إذا شعرت بخطر يهددها من الزبون.

وستُفتتح هذه quot;المحمية الجنسيةquot; رسميًا يوم 26 آب/أغسطس في إطار حملة تقوم بها سلطات مدينة زوريخ لضبط الدعارة ومكافحة السمسرة وتحسين الظروف الأمنية التي تعمل فيها بائعات الهوى.

ولكن المنطقة مفتوحة لسائقي السيارات فقط ولا يُسمح للسابلة أو راكبي الدراجات النارية أو الهوائية باستخدام تسهيلاتها. وتعمل المنطقة فترة محددة تبدأ مع الغروب وتنتهي في الساعة الخامسة صباحًا.

وأُنشئت اكواخ الجنس هذه في إطار إجراءات متعددة هدفها خفض الأعداد المتزايدة من بائعات الهوى اللواتي يعرضهن بضاعتهن في مناطق سكنية وفي وسط المدينة، بما في ذلك منع المسمسرة على ضفاف نهر سيلكاي في زوريخ.

وتُفرض غرامة مالية تصل إلى 310 يورو على الرجل الذي يبحث عن بائعة هوى خارج ثلاث مناطق جديدة وفرتها السلطات المحلية، بينها هذه المحمية الجنسية من الأكواخ الخشبية.

وقال مايكل هيرتسيغ من قسم الرعاية الاجتماعية في مجلس بلدية زوريخ لدى الإعلان عن المبادرة الجديدة أن الحكومة المحلية تريد ضبط البغاء quot;لأن قانون الغاب كان هو السائدquot; قبل اتخاذ الإجراءات الأخيرة.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن هيرتسيغ قوله quot;كان القوادون هم الذين يحددون السعر على سبيل المثال. ونحن نحاول الوصول إلى وضع يكون أفضل لبائعات الهوى أنفسهن، لصحتهن وأمنهن وأيضا للسكان الذين يعيشون في مدينة زوريخquot;.

وكان الناخبون من سكان زوريخ وافقوا على المشروع الذي بلغت كلفته 1.5 مليون يورو باستفتاء أُجري العام الماضي.

وتجيز سويسرا ممارسة البغاء، ولكن على بائعة الهوى أن تدفع ضريبة قدرها 5 فرنكات سويسرية عن كل ليلة تعمل فيها.

وقالت السلطات المحلية في زوريخ ان عدد العاهرات العاملات في المدينة سجل زيادة كبيرة في السنوات الأخيرة بمجيء العديد من بلدان أوروبا الشرقية وخاصة المجر.