أظهرت مقاطع تلفزيونية مسجلة، عن القاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للبيان الختامي لاجتماع القادة العراقيين، حول تداعيات الأزمة السياسية، اعتراضًا علنيًا لرئيس البرلمان اسامة النجيفي، لعدم إدراج مطالب المحتجين في المحافظات الغربية والشمالية السنية في البيان.
فلدى انتهاء المالكي من القاء البيان الذي تضمن 8 نقاط عن نتائج الإجتماع، صرح النجيفي بصوت مسموع قائلًا: quot;اين فقرة مطالب المحتجين التي اتفقنا عليهاquot;؟ فاجابه المالكي الذي فوجئ بالاعتراض قائلًا quot;سنجلس لمناقشة الامر بيننا ونضيفهاquot;.
ويبدو أن البيان الذي نشر بصيغته النهائية على موقع المالكي، قد لبى طلب أسامة النجيفي وتم تضمينه ضمن الفقرة السابعة من البيان بالقول quot;اتخاذ موقف ايجابي من مطالب القوى السياسية والمطالب المشروعة للمتظاهرين في كل أنحاء العراقquot;، حيث تعتبر المناطق التي تشهد هذه الإحتجاجات مراكز الثقل في الاصوات التي تحصل عليها قائمة quot;متحدونquot; برئاسة النجيفي في أية انتخابات تشهدها البلاد.
وجاء في نص البيان الصادر عن القادة الذي قرأه المالكي ما يلي:
في ظل الظروف الحرجة والتطورات الدقيقة الجارية في المنطقة واحتمالات التدخل العسكري في سوريا وانعكاساته على أوضاع البلاد الداخلية، عقدت الرئاسات الثلاث وزعماء الكتل السياسية اجتماعاً في مقر دولة رئيس الوزراء لتدارس الاوضاع واتخاذ التدابير اللازمة لتجنب الاضرار المحتملة لتداعيات الأزمة السورية.
وقد اتفق المجتمعون على النقاط التالية:
1- رفض الضربة العسكرية المحتملة ودعوة الأطراف الداعية لها إلى دعم الجهود السلمية بدل اللجوء إلى الخيار العسكري في سوريا.
2- تبني مبادرة العراق لحل الأزمة السورية وحشد الجهد السياسي والدبلوماسي والشعبي لانجاحها.
3- إدانة استخدام السلاح الكيميائي من أية جهة كانت واتخاذ التدابير الكفيلة بمنع استخدامه في المستقبل ضمن إطار الشرعية الدولية.
4- ضرورة تكثيف الجهود واستمرارها لايجاد حل سياسي للأزمة السورية بما يحقق طموحات الشعب السوري.
5- اكد المجتمعون على أهمية ترصين الصف الوطني والعمل على حل المشاكل الداخلية من خلال وضع آلية لإدامة الحوار بين الكتل السياسية وفي طليعتها مبادرة السلم الاجتماعي والمؤتمر الوطني المزمع عقده.
6- العمل على تهدئة الساحة ونبذ الخطاب الطائفي والتحريضي من أية جهة كانت، ودعوة الأجهزة الاعلامية إلى التزام المهنية والابتعاد عن التحريض، والحرص على سيادة القانون وهيبة الدولة ومساءلة من يتجاوزعلى ذلك.
7- أكد المجتمعون على ضرورة التصدي بكل قوة لمكافحة الارهاب والمليشيات والممارسات الطائفية وحصر السلاح بيد الدولة، واتخاذ موقف ايجابي من مطالب القوى السياسية والمطالب المشروعة للمتظاهرين في كل انحاء العراق، واقرار التوازن الوطني ودعم الاجهزة الامنية في خططها لمكافحة الارهاب والمجموعات المسلحة، وإقرار الأمن وعدم التقاطع مع حقوق المواطنين الدستورية والاستمرار بدعم مشروع المصالحة الوطنية ودعم جهود اللجنتين الخماسية والسباعية ودعم ما توصلتا اليه من حلول.
8- أشاد الجميع بالروح الوطنية والشعور العالي بالمسؤولية اللذين سادا المناقشات المعمقة في الاجتماع، داعين إلى ضرورة تعزيز هذا النهج في الاجتماعات المقبلة.
وأثار اعتراض النجيفي الذي شاهده المواطنون العراقيون عبر شاشات التلفزيون استغرابًا وجدلاً حول مصداقية تنفيذ الاتفاقات بين القادة السياسيين والقوى السياسية العراقية ومحاولات الالتفاف عليها وعدم تنفيذها، مؤكدين أن هذا هو أحد أسباب الأزمات التي يشهدها العراق حاليًا وأدت إلى انهيارات أمنية خطيرة تستغلها الجماعات المسلحة لضرب العراقيين وارباك المشهد السياسي بشكل اكثر خطورة.
يذكر أن محافظات بغداد والأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى تشهد منذ 23 كانون الأول (ديسمبر) الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة quot;منتهكي أعراضquot; السجينات، فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانوني المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدار عفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.
وقد تناولت مباحثات الرئاسات العراقية الثلاث للجمهورية والبرلمان والحكومة وممثلي الكتل السياسية، والتي جرت الليلة الماضية، تداعيات الأزمة السورية والتهديدات بضربة عسكرية لنظام دمشق على العراق، حيث شارك في الاجتماع اضافة إلى المالكي نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي ورئيس التحالف الوطني الشيعي ابراهيم الجعفري والقيادي في المجلس الاعلى الاسلامي رئيس لجنة العلاقات الخارجية النيابية همام حمودي، ورئيس كتلة التحالف الكردستاني في مجلس النواب فؤاد معصوم وعدد من الشخصيات البرلمانية في التحالف الوطني والتحالف الكردستاني والقائمة العراقية. وتم خلال الاجتماع ايضا بحث اتخاذ موقف وطني موحد ازاء التحديات الحالية والمستقبلية واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهتها والعمل على تحصين الجبهة الداخلية بما يعكس وحدة العراقيين وتعاونهم لتدعيم امن واستقرار بلدهم، كما اشار علي الموسوي المستشار الاعلامي للمالكيquot;.