رغم أن سجل أرييل شارون العسكري ملطخ بالحروب الدموية والقتل بوحشية، إلا أنه كان أول زعيم يميني يختار التعامل بجدية مع معضلة إسرائيل الكبرى، وهي quot;كيفية الاستمرارquot;.


السكتة الدماغية التي انهت سلطة رئيس الوزراء ارييل شارون في كانون الثاني (يناير) من العام 2006، تركت أيضًا مسألة أخرى مستحيلة من دون حل، وهي كيف ستتمكن اسرائيل من الاستمرار وإلى متى ستبقي على احتلالها لفلسطين؟

مستحيل

كان شارون أول من ناقش هذه المعضلة علنًا، وحاول البحث في إجابة لها، وفقًا لصحيفة تليغراف، التي تساءلت: quot;كيف تمكن هذا الرجل المعروف باسم بلدوزر من الانتقال في رحلته الشخصية من الصقر المتحجر إلى البراغماتي المرن؟quot;

في لحظة سقوطه، كان شارون قد انشق عن حزب الليكود اليميني وشكل حركته الوسطية الخاصة ndash; كاديما، عندما سحب جميع القوات الإسرائيلية من جانب واحد من قطاع غزة في العام 2005، وهدم منازل نحو 8000 مستوطن يهودي في هذه العملية.

في وقت سابق من العام 2003، وضع شارون حزب الليكود في أجواء مخططه، عندما قال خلال اجتماع للحزب إن احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، مشيرًا إلى أن quot;الإبقاء على 3.5 مليون شخص تحت الاحتلال أمر سيئ بالنسبة لنا ولهم، أريد أن أقول بوضوح اني توصلت إلى استنتاج مفاده أن علينا التوصل إلى اتفاقquot;.

أغلبية عربية

أدرك شارون أن احتلال الأرض الفلسطينية يتعارض مع مصالح إسرائيل لعدة أسباب، أهمها وأكثر بداهة أن العرب يميلون إلى الانجاب بمعدل أعلى من اليهود. وأظهرت التركيبة السكانية الابتدائية أن المنطقة الواقعة بين النهر والبحر ستكون ذات أغلبية عربية يومًا ما.

وهذا يعني أنه إذا أصرت إسرائيل على احتلال كل هذه الأرض، ستضطر في النهاية للاختيار بين دولة يهودية أو ديمقراطية، وما أن تتشكل غالبية عربية داخل المجال الخاص بها، فلن يعود بإمكان إسرائيل أن تكون أي من الاثنتين على حد سواء.

لذلك، كان شارون أول زعيم يميني متطرف يتعامل مع معضلة إسرائيل الكبرى، وهي الآتية: quot;قد تهيمن إسرائيل على كل مدينة وقرية من الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، لكن هل هذا خيار حكيم؟quot;.

ولو بقي شارون في منصبه، كان ليتابع الانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من غزة مع انسحاب مماثل من مناطق الضفة الغربية، وفقًا لصحيفة تليغراف، التي أشارت إلى أن هذه الاراضي ما كانت لتكفي للسماح بولادة دولة فلسطينية قابلة للحياة في أي حال.