لندن: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن quot;داعشquot; كانت على وشك إعلان دولة إسلامية في محافظة الأنبار الغربية بدعم من دولة خليجية لم يسمها. وحذّر دولًا عربية قال إنها تحتضن الفضائيات المثيرة للفتنة، ورجال الدين الذين يصدرون فتاوى التكفير والجهاد بأن تكف عن ذلك وإلا فأن النار ستمتد اليها.
وقال المالكي في كلمة ألقاها خلال احتفالية في بغداد لمناسبة quot;يوم العراقquot; ذكرى انسحاب القوات الاميركية من بلاده، آخر عام 2011 إنه بعد رفع ساحة ساحة الفتنةquot; في اشارة إلى ساحة اعتصام المحتجين في مدينة الرمادي عاصمة الانبار حتى اندلعت موجة من العصابات التي كانت تتحشد وتبني تحت الارض quot;من أجل اعلان دولة مستقلة في الانبار، وقالها لنا احد المعتقلين بأنهم كانوا ينوون اعلان الدولة، ولاعترفت بها الدولة الخليجية الفلانية وكانوا هكذا يخططون فكل الذي كان على شاشة المسرح كان خداعاquot; .
وطالب من قال انهم خدعوا ووقفوا إلى جنبهم، بان يعيدوا النظر لأنهم قد تورطوا بحماية مشاريع القاعدة وهم لا يعلمون بذلك، وسهلوا لها وحموها إعلاميا وسياسيًا وفي مختلف مرافق الدولة والآن هم يتحملون التبعات التي يعاني منها ابناء القوات المسلحة في مواجهة هؤلاء القتلة والمجرمين الذين استفادوا من هذا الغطاءquot;.
وحول المطالب المرفوعة من قبل المحتجين في المحافظات السنية الشمالية والغربية، قال المالكي إن quot;القضية ليست مطالب وانما قضية تصميم، وقضية القاعدة وداعش، وكانت قد انحرفت هذه المطالب واصبحت مقرًا لقيادة القاعدة وداعش، وكنا قد صبرنا كثيرا ولكن هذا الصبر تسبب لنا بتمدد هؤلاء القتلة وتسلحهم بدعم من دول لاتريد للعراق خيراquot;.
وتساءل المالكي قائلا quot;ألم تظهر الحقيقة، وألم تظهر انها القاعدة وان السياسيين الذين وقفوا إلى جنبها قد فقدوا التأثير فيها، وعلى الرغم من اننا جئنا متأخرين ومع أنهم استطاعوا أن يحشدوا الأسلحة ولكن الوصول متأخرا خير من عدم الوصول وقرارنا بعون الله لاتراجع حتى ننهي هذه العصابة ونخلص اهالي الانبار الذين استغاثوا بالدولة حينما بدت لهم الصورة واضحة وحينما اصبح البعض يراهن بسحب الجيش انطلقت الاصوات الشريفة في الانبار بعودة الجيش لحمايتهم وكثير من الحقائق بدأت تتوضح ولم يبق أمامنا إلا المواجهة وانجاح العملية السياسية التي يردون إسقاطهاquot;.
واشار إلى انه لا يمكن ان تحقق حماية المنطقة quot;التي نكون فيها جميعًا إما سعداء او أشقياء إلا حين نعي بأن على الحكومات التي تحكم هذه الدول، ان تبتعد عن سياسية التدخل لأسباب طائفية وتوسعية رغم ان اليوم لا يستطيع احد ان يتوسع فإن خير القادة والحكام ان يحافظوا على وحدة بلدهم وشعبه ودمهquot;.
وطالب دولًا عربية لم يسمّها، قال إنها تحتضن الأصوات النشاز ورجال الدين الذين يصدرون فتاوى التكفير والجهاد، او الفضائيات المثيرة للفتنة quot;بأن تكف عن ذلك وتدرك بأن الواقع يؤكد أن النار ستمتد اليهم وهي قد امتدت فالنار التي كانوا يشعلونها في العراق قد امتدت واتسعت وستتمدد بشكل اكبر اذا لم يلجأوا إلى سياسة راشدة حكيمة والكف عن التدخل بشؤون الاخرين وعن سياسات التمييز الطائفي وعلى العالم ايضا ان يلتفت إلى ان الارهاب ريح لاتحمل الا الريح النتنة وهي ليست محصورة في هذه المنطقة لان الارهاب تطرف وهو موجود في كل الاديان والقوميات لذلك على مجلس الامن والدول الكبرى ان تتخذ سياسات واقعية حكيمة وان لاتنحاز لهذا الطرف او ذاك كما ندعو إلى ايقاف مبدأ تصفيات الحسابات الدولية والاقليمية وان تكون تصفية هذه الحسابات على أساس وطني ومحلي لالتقاط الأنفاس فلن يكسب أحد من هذه الأجواء إلا أعداء الانسانيةquot;.
وأضاف المالكي قائلا quot;اننا نعيش في منطقة ملتهبة وان الإرهاب ليس في صالح المنطقة ولا العالم وقد لاحظنا مؤخراً الإرهاب قد وصل إلى روسيا وما هو مؤكد ان التماسك الوطني والوحدة الوطنية هو السد المنيع بوجه هذه الأفكار السيئة وإذا ما أردنا أن يتغير بلدنا علينا أن نقتلع كل السياسات المتطرفة، وأن نتمسك بالوحدة الوطنية، وعلى الدول الأخرى أن تبتعد عن سياسة التدخل لأن خير الرجال القادة هو من يستطيع أن يجعل بلده موحداً وشعبه متماسكاً وهذا النداء موجه لكل الدول العربية التي فيها أصحاب فتاوى الفتنة وفضائيات السمومquot;.
وعن الاحتفال بيوم العراق، أشار المالكي قائلا quot; ان لاسباب الموضوعية التي ادت إلى نقص سيادة بلدنا يجب ان تكون شاخصة لان العوامل التي ادت إلى سلب سيادة العراق يمكن ان تتكرر مرة اخرى مالم نكن على درجة عالية من الوحدة والوعي فان سياسية البعث المقبور وحروبه المغامرة وتفتيته للوحدة الوطنية وعدوانه على الدول المجاورة هي التي أوصلتنا إلى قدوم القوات الدولية والانتقاص من سيادة العراق ليتحول إلى بلد محتل ومن الطبيعي ان تتأثر الكثير من القيم والتقاليد بدخول جيش اجنبي ويؤسفنا بان هذه الحقبة السيئة من تأريخ العراق لم تسلط عليها الأضواء الكافية ولانسمع من يتخذ القرار بالادانة بل ربما نجد ان البعض مازال يمجد ويشيد بهذه التجربة وأي شيء يشاد به هو من حصار وحروب ومقابر جماعية وانفال وغيرها وان البعض لايتعلم بل لايخطر بباله ان يتحدث بالحقيقة فيمن تسبب بانهيار سيادة العراق وتدمير وحدته وما نعيشه اليوم هي التداعيات التي كان يدار بها البلدquot;.
وشدد بالقول quot;اننا لا نستعيد البلد إلا بالوحدة الوطنية ونقول للشعب وبالذات من المتصدين من مختلف المواقع السياسية والدينية والاجتماعية في ان نستفيد من هذه التجربة ونبني بلدًا ذا سيادة بالوحدة بكل مكوناته ولا تمييز بين عراقي وعراقي، لأنه اذا بدأ التمييز بالطوائف والقوميات بدأت الفتنة ولكن تجمعنا الهوية الوطنية العراقية ونستطيع ان نعبر من خلالها ونبني البلد ولا تنقصنا الموارد والثروات ولكن كيف ومتى وبهذا الذي نراه على الشاشة السياسية اليوم فلا يمكن أن نبني العراق لعشرات السنين وإذا كان مثل هؤلاء الجرذان والقتلة وهناك من يغطي ما يقومون به من اعمال اجرامية فكيف نستطيع ان نبني اذا كانوا يخادعون الناسquot;.
وشدد المالكي بالقول انه بالوحدة الوطنية، وببناء علاقات طيبة مع دول العالم quot;استطعنا ان نحقق الكثير فمن يشتم الشيعة او السنة هم ليسوا من الشيعة او السنة ونقول لعقلاء القوم ولعموم الناس هذه هي ضمانتنا وان ننطلق من يوم السيادة إلى وحدتنا الوطنية والبناء فالعراق لاينقصه رجال ولا أموال ولا تاريخ وربما من الظروف الحسنة اننا ضقنا مرارة التمييز الطائفي والقاعدة والميليشيات وهذه دروس يجب توظيفها في حياتنا السياسية ونقولها للكل بان يتحملوا مسؤولياتهم لمن ينادون بالشراكةquot;.
وتأتي كلمة المالكي هذه في وقت تحاول القوات العراقية استعادة كامل محافظة الأنبار من مقاتلي منظمة دولة العراق والشام الاسلامية quot;داعشquot; المرتبظة بالقاعدة حيث يخوض الجانبان معارك في مدينة الفلوجة بالمحافظة الواقعة غرب العراق.
وتوحد مقاتلون من رجال العشائر ومسلحي داعش، في معارضتهم لرئيس الوزراء نوري المالكي وسيطروا على الفلوجة منذ يوم الإثنين في تحد خطير للحكومة حيث سعت جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام خلال الشهور الماضية لتشديد قبضتها على الأنبار الواقعة قرب الحدود السورية في محاولة لاقامة دولة إسلامية عبر الحدود العراقية والسورية. لكن استيلائها الاسبوع الماضي على اراض في الرمادي والفلوجة كان المرة الأولى منذ سنوات التي يسيطر فيها مسلحون معارضون بشكل فعال على اهم مدينتين في المنطقة ويحتفظون بمواقعهم لأيام.
ويتصاعد العنف في الأنبار منذ أن فضت الشرطة العراقية مخيم اعتصام المحتجين في الرمادي يوم الإثنين الماضي حيث قتل منذ ذلك الوقت اكثر من مائة شخص.