جيل كامل من أطفال المدارس في لبنان سيحصلون على دعم لتعليمهم بموجب مبادرة جديدة من المملكة المتحدة.

تهدف المبادرة التي أعلنتها، الثلاثاء، وزيرة التنمية الدولية البريطانية جستين غريننغ، خلال زيارتها إلى لبنان لضمان أن تتوفر لكل طفل يبلغ من العمر ما بين 6 و15 عاماً يدرس بالمدارس الحكومية في لبنان مجموعة الكتب المدرسية للمواد الأساسية.
وهذا يشمل، إلى جانب 80,000 طفل لاجئ فروا من القتال في سوريا، الأطفال اللبنانيين من المجتمعات المضيفة المعرضين لأن يتضرر تعليمهم، وسوف يتم توزيع أكثر من 300,000 مجموعة من الكتب.
ويأتي هذا الإعلان قبل يوم واحد من مؤتمر كبير للمانحين لمساعدة الوضع الإنساني في سوريا يعقد في الكويت يوم الأربعاء 15 يناير/ كانون الثاني، برعاية الأمم المتحدة. ويهدف هذا المؤتمر لضمان تقديم تعهدات جديدة طائلة من المجتمع الدولي للمساعدة في توفير مواد الإغاثة داخل سوريا وفي المنطقة.
وتواجه المدارس الحكومية اللبنانية ضغوطًا متنامية لتوفير أماكن للأطفال السوريين اللاجئين، وباتت مضطرة لتعليم أطفال المدارس على دفعتين يومياً، حيث يبدأ اليوم الدراسي التالي بعد انتهاء ساعات الدراسة العادية لأجل تعليم ضعف عدد الأطفال. وحيث أن عدد التلاميذ اللاجئين المسجلين حالياً في لبنان 80,000 تلميذ، فإن خمس عدد تلاميذ المدارس لاجئون.
الأطفال السوريون
وقالت وزيرة التنمية الدولية البريطانية: بينما الأطفال في المملكة المتحدة عادوا الآن إلى مدارسهم بعد عطلة عيد الميلاد، يواجه الأطفال السوريون ثالث شتاء لهم بعيدًا عن بيوتهم، بل وبعيدًا عن مدارسهم أيضًا. هؤلاء هم أطفال سوف يعمرون سوريا يومًا ما، وليس بوسعنا أن نتخلى عنهم ليصبحوا جيلاً ضائعًا.
واضافت غريننغ أن المساعدات البريطانية تعني بأن كل طفل في مدارس لبنان ستكون له مجموعة كتبه الخاصة التي تشمل المواد الدراسية الأساسية كالحساب والعلوم. وقد فتح لبنان أبوابه لأكثر من 860,000 من جيرانه، ونحن نريد مساعدة كل من الأطفال السوريين واللبنانيين لمواصلة الذهاب لمدارسهم رغم الضغوط الكبيرة على الموارد المتوفرة.
ويشار الى أن كل مجموعة من الكتب سوف تشمل كتب العلوم والأدب واللغات والحساب وغيرها من المواد الدراسية الأساسية، وكل مجموعة منها مخصصة لتناسب احتياجات التلاميذ في السنة الدراسية التي يدرسونها. وسوف تنشر هذه الكتب بمزيج من اللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية وفق المنهج اللبناني.
300 ألف طالب
وسوف تساهم المملكة المتحدة بما يصل إلى 4 ملايين جنيه استرليني لتمكين الحكومة اللبنانية من شراء 307,000 مجموعة من الكتب المدرسية.
وهناك 300,000 تلميذ لبناني تتراوح أعمارهم بين 6 و15 عامًا مسجلون بالمدارس، إلى جانب 33,000 طفل لاجئ سوري وكذلك 7,000 طفل لاجئ فلسطيني أتوا من سوريا، علاوة على 40,000 طفل لاجئ سوري يدرسون بموجب نظام الدفعة الثانية. وباتت المدارس اللبنانية تحاول توفير التعليم لما يصل إلى 80,000 طفل إضافي نتيجة الأزمة السورية.
يذكر أن المملكة المتحدة كانت خصصت 500 مليون جنيه استرليني لمساعدة المتضررين من الصراع، وهذا أكبر مبلغ على الإطلاق تقدمه استجابة لأزمة إنسانية. ويوفر هذا المبلغ المواد الغذائية والرعاية الصحية والمأوى ومواد إغاثة لأكثر من مليون شخص من المتضررين من القتال داخل سوريا واللاجئين في لبنان والأردن وتركيا والعراق.