خلافًا لتباهيه بدوره في تخطيط هجمات 11 أيلول (سبتمبر)، دعا خالد شيخ محمد المسلمين إلى الامتناع عن نشر رسالة الإسلام بالإكراه.
كتب خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11 ايلول (سبتمبر) الشهيرة، بيانًا طويلًا دعا فيه المسلمين إلى الامتناع عن استخدام العنف لنشر رسالة الإسلام، في ابتعاد صارخ عن مفاخراته السابقة بخوض الجهاد ضد الولايات المتحدة وغيرها من دول الكفر.
ويأتي بيان محمد، الذي سيبلغ الخمسين قريبًا وأمضى السنوات العشر الماضية بقبضة الولايات المتحدة، بعد عام ونصف العام من دخوله المرحلة التمهيدية لمحاكمته أمام محكمة عسكرية خاصة.
اقتبس من نيكسون
إلى جانب الآيات القرآنية، يقتبس بيان خالد شيخ محمد، الموسوم quot;الطريق إلى السعادةquot;، من ريتشارد نيكسون وجورج بوش والبابا بنديكتوس السادس عشر. ويحمل البيان الذي يقع في 36 صفحة بشدة على زواج المثليين والاجهاض وانحطاط الغرب أخلاقيًا، ويندد بالجنود الأميركيين الذين كانوا يلعبون على جهاز بلاي ستيشن في العراق وافغانستان، فيما كانت عائلات المسلمين تتضور جوعًا وتتعرض للتشريد والتهجير.
وجاء في بيان محمد، الذي نشرت صحيفة لوس انجيليس تايمز مقتطفات منه: quot;ولكن الجنود الأميركيين في نهاية المطاف يعودون إلى بلدهم حيث ينتحرون، ويبقى الفقير مع خبزه الجاف وشايه الأسود في العراق وافغانستان، يعيش مع زوجته الفقيرة في كوخ من الطين لكن بقلوب ونفوس سعيدةquot;.
لا عنف
وكتب محمد أن القرآن quot;يحرم علينا استخدام الاكراه لهداية الآخرين إلى الإسلام، والحقيقة والواقع لا يأتيان بالعضلات والقوة بل باستخدام العقل والحكمةquot;.
ولاحظ مراقبون أن هذه الأقوال تتناقض مع تباهيه بتخطيط هجمات 11 ايلول (سبتمبر)، وقيامه شخصيًا بقطع رأس دانيل بيرل، مراسل صحيفة وول ستريت جورنال، ودعوته المسلمين الشباب في انحاء العالم إلى حمل السلاح واستخدام العنف.
ويخاطب محمد القاضي العسكري ومسؤولي المحكمة وهيئة الادعاء العام ومحامي الدفاع بالاسماء، داعيًا اياهم إلى قبول الإسلام، ويقول إن الوقت الذي أمضاه في سجن غوانتانامو العسكري الأميركي في كوبا لم يذهب سدى. وكتب انه لا يشعر بالحزن أو الغم، quot;لأني مع الواحد الأحدquot;. واضاف: quot;انا سعيد في زنزانتي لأن روحي حرة وإن كان جسدي اسيرًاquot;.
لعبة نفسية
وقال محللون إن النص يشير إلى أن محمد يعتقد انه يستطيع أن يكسب الجمهور الأميركي أو انه، كما فعل كثيرًا في السابق، يمارس لعبة نفسية لأغراض دعائية أو يحاول الافلات من حكم الاعدام إذا أُدين لدوره في اكبر هجمات ارهابية تتعرض لها الولايات المتحدة في تاريخها.
ونقلت صحيفة لوس انجيليس تايمز عن مسؤولين في البنتاغون قولهم إن محمد كتب الوثيقة في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، وطلب توزيع نسخ منها على مسؤولي المحكمة العسكرية. وكان يعرف بعض اسمائهم من الرقعة التي يثبتونها على ملابسهم خلال جلسات المحكمة، وطلب من محاميه تزويده بأسماء الآخرين.
مخطط الهجوم
قام محامو الدفاع بتسليم البيان إلى القاضي ومسؤولين استخباراتيين وامنيين أميركيين في غوانتانامو، وإلى خبراء اجهزة أخرى في الولايات المتحدة دققوا فيه ومشطوه بحثًا عن اشارات إلى مواد مصنفة. وبعد دراسة البيان بامعان وزعت نسخ منه على مسؤولي المحكمة.
نشأ خالد شيخ محمد في الكويت وكانت تربطه علاقة وثيقة بزعيم القاعدة اسامة بن لادن. ويُعتقد انه أعد خطة الهجوم على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى البنتاغون وقدمها إلى بن لادن.
وأُلقي القبض على محمد في العام 2003.
وبعد ثلاث سنوات من الحبس في ما اصبح معروفًا باسم سجون وكالة المخابرات المركزية السوداء، حيث تعرض مرات متكررة للتعذيب بطريقة الايهام بالغرق، نُقل إلى غوانتانامو في العام 2006.
التعليقات