حل أمين سر حزب الحمير الكردستاني عمر كلول حزبه بعد معاناة اجتماعية وعجزه عن إفهام الناس بضرورة احترام الحمار كرفيق درب للانسان بشكل عام والكردي بشكل خاص، لكن اصطدمت جميع محاولات الحزب التهكم.
عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: بعد سنوات من العمل والسعي اللامجدي لافهام الناس في إقليم كردستان العراق بضرورة احترام الحمار الذي طالما شارك الكرد في نضالهم وتحمّل وحمل أعباءهم وقادتهم على ظهره خلال سنوات النضال الكردي فوق الجبال وعلى السفوح قررت قيادة حزب الحمير حلّه وفق ماصرح به أمين سر الحزب عمر كلول.
يأتي هذا القرار بعد فشل الحزب في إشاعة ثقافة احترام الحمار الذي يقترن اسمه بالصبر في اكثر من مكان.
لكن كثيراً ما جوبه قادة وأعضاء الحزب بالسخرية منهم ومن حزبهم خاصة بعد استخدامهم كلمات في ادبياتهم ارتبطت بالحمير في الاشارة لمواقعهم الحزبية مثل مخاطبة بعضهم بعضاً بـquot;ياحمارquot; تعبيراً عن التقدير، والاشارة لنشاط الاعضاء بالرفس، إضافة لعبارات اخرى كانت تثير سخرية وتهكم المواطنين والساسة الذين يرى أمين سر الحزب كلول أنهم لم يردوا على كل رفسات حمير الحزب بضرورة المساعدة ومساواتهم ببقية الاحزاب في الاقليم.
وحين وصلت المساعدة مؤخراً من حكومة الاقليم رفضها بسبب قلتها حيث بلغت مليوني دينار عراقي فقط أي اقل من ألفي دولار، فيما تصل مساعدة هذه الحكومة لاحزاب من أفراد قليلين جدا لايمكن مقارنتهم بعدد اعضاء حزب الحمير ويحصلون على مساعدات كبية جدا، حسب قوله لوسائل إعلام محلية.
وبين كلول أن quot;المجتمع له نظرة دونية الى هذا النضال والمناضلين من أجل حقوق الحمير الذين يعدون بالآلاف في الاقليم، فضلاً عن أعضائنا في المحافظات العراقيةquot;، موكداً quot;فشل كل خبراء العالم لترسخ ثقافة احترام الحمير لدى الكردquot;.
وأشار إلى دفاعه quot;عن حقوق الحمير كإنسان، للتعبير عن وفائي لهذا الحيوان، حيث لعبت الحمير دورا محوريا في جبال كردستان خلال فترة النظام السابق، بعد أن كانت تسخّر لحمل الأسلحة في الجبال الوعرة، فضلا عن حمل المسؤولين الذين لم يفوا بجهود هذا الحيوانquot;، مضيفا أن quot;هذا الحيوان الذي خدم الانسانية أكثر من اي حيوان على الارضquot;.
ولفت كلول إلى أنه quot;عوضاً عن احترام هذ النضال، سخروا من عملنا واستهزأوا بنضالنا، لهذا قررت حل الحزب ولكن احترامي للحمير سيستمرquot;.
يقول الكاتب الكردي شه مه عادل سليم quot;إن الحزب يطلق على أعضائه صفات حسب مدة العضوية, فبمجرد دخول العضو الى صفوف الحزب يطلق عليه كلمة الجحش ثم يترقى فيصبح حماراً وثم حمارا كبيرا وصاحب الحدوة وصاحب البردعة والحمار الاكبرquot;.
وهي عبارات تثير سخرية غير أعضاء الحزب وتهكمهم وينظرون لهؤلاء الأعضاء كمجانين أو غير جادين في نضالهم.
أما عن هيكلية الحزب فيسمى المكتب السياسي بـ(الخان) وهو مكان مبيت الحمير في اللغة الكردية، بينما تسمى الفروع الحزبية بـ(الاستبطل) !! والفرق الحزبية بـ( المعالف) في حين يحمل أعضاء الحزب ويتنادون فيما بينهم بكلمة (يا حمار أو أيها الحمار)، والتي يعتبرونها دليلاً على الاحترام والتقدير.
ويقول السيد كلول إنه أسس مع مجموعة من أصدقائه في نهاية السبعينيات من القرن الماضي جمعية من أجل الدفاع عن حقوق الحمير إلا أن نظام صدام هدد أعضاء وناشطي الحزب من مغبة الاستمرار في مثل هذا النشاط.
لكن الحزب حصل على الإجازة الرسمية في آب 2005 من حكومة إقليم كردستان العراق (إدارة السليمانية) إثر ندوات وفعاليات وquot;رفسquot; حسب تعبير ناشطي الحزب وندوات مختلفة لأعضاء الحزب وفي مقدمتهم عمر كلول.
ولم تقتصر عضوية الحزب على الكدر فقط بل انضم اليها أعضاء من بقية محافظات العراق وعدد من الأجانب العاملين في العراق حين فتح الحزب أبوابه لغير الكرد بهدف quot;عولمة النضالquot; من اجل حقوق الحيوان.
وظل الحزب يطالب بضرورة حماية الحمير في النزاعات المسلحة متفقا مع مطالبات quot;نادي الحميرquot; في أوربا الذي يرأسه quot;فرانسوا بيلquot;، ويتمتع الأعضاء فيه بمكانة اجتماعية مرموقة وللبعض وزنهم في الحياة السياسية والاقتصادية، ونظرا لمكانة هذا النادي وأهدافه الاجتماعية الترفيهية، كان قد افتتح له فروعا في عدة دول من بينها سورية ولبنان ومصر.
التعليقات