رأت دراسة أميركية حديثة أن مشاركة حزب الله في الحرب السورية، دفاعًا عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ساعدت هذا النظام على الصمود، لكنها أصابت الحزببخسائر فادحة.

الرياض: تجيب دراسة صدرت عن معهد واشنطن، عن السؤال الكبير: هل ربح حزب الله من مشاركته في القتال بسوريا أم خسر؟ وهو السؤال الذي يراود أذهان الكثيرين.
ربح أو خسارة؟
يقيس جيفري وايت، الخبير في شؤون الاستخبارات الأميركية الدفاعية والباحث في معهد واشنطن، ربح حزب الله السياسي في سوريا، وخسائره إن في أرواح عناصره، وخصوصًا قوات نخبته القتالية، أو في التجاوب الشعبي الشيعي مع مغامرته السورية، ليجيبأن حزب الله هو الطرف الأقوى ميدانيًا وقتاليًا اليوم في سوريا، يقف جيش النظام خلفه، خصوصًا في القتال على المحاور الحساسة، كحمص وريف دمشق. وأضاف في دراسته أن حزب الله أشرف على تدريب نحو 50 ألفًا من القوات السورية غير النظامية، لتكون خط الدفاع القوي عن النظام. إلا أن هذه القوة ليست صافية، فحزب الله تكبد الكثير من الخسائر في العامين المنصرمين، وهو يعلم أن استمراره أكثر فأكثر في هذا التدخل يفقد الكثير من قوته متى دقت ساعة المواجهة مع إسرائيل.
بيئة معادية
تقدر دراسة معهد واشنطن عديد حزب الله في سوريا بنحو أربعة آلاف مقاتل من قوات النخبة والقوات الخاصة، وعدد القتلى بنحو ألف، بينهم قياديون، وعدد الجرحى بالآلاف.
وبما أن الحزب يقاتل في بيئة معادية، خلافًا لكل حروبه مع إسرائيل التي جرت على الأراضي اللبنانية حيث البيئة موالية له وحاضنة، فقد مُني بنكسات تكتيكية، خصوصًا عندما واجه مقاومة شرسة كبدته الخسائر الفادحة، كما حدث في القصير وريف دمشق.
وغير ذلك، يمنى الحزب بخسائر إضافية يومية باستدراجه العداء لمناطقه، إذ تقوم قوات سنية متطرفة باستهداف معاقله بالسيارات المفخخة، انتقامًا منه لتورطه ضد السنة في سوريا، الذين صاروا ينظرون إلى الحزب على أنه محتل يجب مواجهته بمقاومة مسلحة.
ثغرات
إلا أن هذه الدراسة لا توثق لمن يمسك بلجام حزب الله في سوريا. فثمة مراقبون غربيون يؤكدون أن انتقال حزب الله من لبنان إلى سوريا للمشاركة في الحرب قرار لم يأتِ فقط من رغبة إيرانية في الحفاظ على بشار الأسد ونظامه، بل أتى أيضًا من هاجس تسرب الجهادية السنية إلى لبنان، خصوصًا أن الساحة اللبنانية غير محصنة.
كما أن حزب الله نفسه فتح ثغرات كثيرة كي تنفذ منها هذه النزعة السنية المتشددة، من خلال سياسته الداخلية في لبنان، ومن خلال اقترافه الخطأ الأكبر وهو إفراغ الساحة السنية من قيادتها المعتدلة، الممثلة برئيس الحكومة السابق سعد الحريري.
لقمة سائغة
لذلك، ليس في يد أمين عام حزب الله حسن نصرالله إلا أن يستمر في القتال، مهما غلت تضحياته، لأن الصراع في سوريا مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى حزب الله اليوم. فإن سقط النظام، صار الحزب لقمة سائغة في فم أعدائه اللبنانيين، والاقليميين، ناهيك عن سهولة ضربه من إسرائيل وهو منهك في سوريا. ومن هنا، يخاف المراقبون في الحالين، إن ربح حزب الله المعركة أو خسرها. ففي الحالين، يشكل خطرًا إقليميًا كبيرًا، خصوصًا أن رقعة وجوده واسعة، من لبنان وسوريا والعراق، إلى البحرين واليمن، أي في عمق الخليج العربي.