من دافوس، فاجأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الجميع بدعوته لسحب كل المقاتلين الأجانب من سوريا، بمن فيهم حزب الله.


في خطوة مفاجئة جدًا، دعا وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اليوم إلى انسحاب كل المقاتلين الأجانب والجماعات المسلحة من سوريا، بما في ذلك حزب الله التابع لإيران.
فلينسحبوا جميعًا
وفي كلمة القاها ظريف أمام ندوة جرت على هامش الدورة الرابعة والأربعين للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، قال إن الجميع يجب أن يفهم أن الخطوات الهامة يجب أن تبدأ من حل الازمة الانسانية وبدء عملية سلام حقيقية للتفاهم بين السوريين، والكف عن التوهم بأن حل الازمة السورية سيكون عسكريًا.
وحذر ظريف من نزوح الجماعات الارهابية الاصولية المتشددة من جميع انحاء العالم إلى سوريا، قائلًا: quot;هؤلاء سيعودون إلى بلادهم مرة أخرى، ما يعني أن هناك أزمة ستظهر في تلك الدولquot;، في ما يبدو تاكيدًا غضافيًا لكل التقارير الأجنبية التي تنسج على نفس المنوال.
ووجه ظريف انتقادًا شديدًا لموقف بعض الدول من دون أن يسمها، بسبب انتقادها التوافق بين ايران والدول الغربية، وقال إنها تدعي اشياء لا اساس لها من الصحة، quot;وتتبع اساليب الحرب الباردة، لتحمل ايران مسؤولية مشكلاتها الداخليةquot;، في غمز ظاهر من قناة بعض الدول الخليجية كالسعودية والبحرين.
دعوة ظريفة
وتلتقي هذه الدعوة الإيرانية، التي يشكك المراقبون في مدى صدقيتها، مع دعوات إقليمية ولبنانية، طالبت بإعادة حزب الله من سوريا إلى قواعده في لبنان. ففريق 14 ىذار، الذي طالما اتهمه حزب الله بانه يأتمر بأمر الولايات المتحدة ويخدم المشروع الاسرائيلي في المنطقة، ويوفر بيئة حاضنة للتكفيريين الذين يقاتلهم في سوريا، هذا الفريق يمتنع منذ تسعة اشهر عن الدخول في إئتلاف حكومي مع حزب الله، إلا بعد انسحابه من سوريا.
وبالرغم من هذه الدعوة الظريفة، بحسب تعبير مراقب عربي، إلا أن إيران لا تبدي جدية في مسألة سحب حزب الله من الميدان السوري، لأنه يشكل خط الدفاع الأخير عن المصالح الإيرانية، ليس في سوريا وحدها بل في المنطقة العربية كلها.
كما أن الدعوة بعد انعقاد مؤتمر جنيف-2 من دون إيران، وبالتالي لا تأتي هذه الدعوة من عبث، بل من منطلق تذكير العالم بأن إيران هي الآمرة الناهية في الحرب السورية، وquot;المغيّبةquot; في جهود السلم السوري، وبان هذا خطأ ينبغي عدم تكراره. فأن يدعو ظريف إلى سحب كل الأجانب من سوريا، حتى حزب الله، هو بمثابة الاعلان عن حسن نية إيرانية تجاه السلام في سوريا، ولو ان العالم استبعدها من جنيف-2.
موقف تركي
في الندوة نفسها، حمّل وزير الخارجية التركي احمد داوود أوغلو النظام السوري مسؤولية عسكرة الاحتجاجات في سوريا والقمع والقتل وترويع المدنيين، وما وصل اليه الحال من مأساة.
كما شدد أوغلو على ضرورة إخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي، بما في ذلك اسرائيل، من دون استثناء. ومن هذا المنطلق، ترحب تركيا بالاتفاق النووي بين ايران ومجموعة الخمسة زائد واحد. إلا انه انتقد تركيز ظريف على حماية مناطق دينية شيعية في سوريا، مشيرًا إلى أن هذا التراث اسلامي وهو يخص المسلمين جميعًا بلا تمييز، محذرا من هذا التقسيم الثقافي الذي يدعو إلى التشرذم باسم حماية الاماكن ذات الاهمية الدينية.