حالت الفيضانات التي تحاصر المملكة المتحدة دون تنفيذ زيارة مقررة الأسبوع المقبل لرئيس الوزراء البريطاني لإسرائيل والمناطق الفلسطينية.


أعلن رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون أنه الغى زيارة مقررة لاسرائيل الاسبوع القادم لمعالجة أزمة الفيضانات في بلاده، والتي غمرت اجزاء من انكلترا لمدة اسابيع.

وقال كاميرون في مؤتمر صحافي quot;قررت الغاء زيارتي للشرق الاوسط الاسبوع القادم، ارسل اعتذاري اليوم لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس لكن لا يوجد ما هو اهم من التصدي لهذه الفيضاناتquot;.

وأضاف مبررًا قراره إلغاء الزيارة التي سبقتها حملة إعلامية كبيرة للتقديم لها، quot;بالنسبة لنا لا يوجد ما هو أهم حاليًا من معالجة آثار العواصف والفيضاناتquot;. وما زالت مناطق واسعة في جنوب انكلترا تكافح للتغلب على مشكلة الفيضانات التي اعقبت اسابيع من العواصف والامطار الغزيرة خلال الشهر الماضي، حيث لم تشهد البلاد مثيلاً لها منذ نحو مئتين واربعين عامًا.

اغراق آلاف المنازل

فقد اُغرقت الآلاف من المنازل منذ بداية كانون الاول (ديسمبر) حيث يشكو السكان من أنهم تُركوا بمفردهم لمجابهة مستويات المياه الاخذة في الارتفاع. وكانت السلطات البريطانية قد اصدرت اربعة عشر تحذيراً من فيضان نهر التيمز بين لندن واكسفورد.

وحسب تقرير لموقع (بي بي سي)، فقد حذر خبراء الأرصاد في بريطانيا من تعرض أجزاء من البلاد لمزيد من الفيضانات مع توقع هبوب موجة عواصف أخرى في وقت لاحق قد تصاحبها quot;أعتىquot; رياح تشهدها البلاد خلال فصل الشتاء. وكانت السلطات أصدرت 14 تحذيرًا من فيضانات في quot;بيركشيرquot; وquot;ساريquot; جنوب شرقي انكلترا وتحذيرين آخرين في quot;سومرستquot; جنوب غربي البلاد.

وقالت لورا غلشرست، خبيرة الأرصاد في بي بي سي، إن الرياح قد تتجاوز 100 ميل في الساعة حول ساحل غرب ويلز، مضيفة أن هذه العواصف قد تكون quot;الأعتى والأكثر تأثيرًاquot; خلال فصل الشتاء حتى الآن.

تحذير برتقالي

وأصدر مكتب الأرصاد تحذيرًا باللون البرتقالي مما يعني quot;ضرورة التأهبquot; لهبوب رياح الأربعاء، وتحذيرًا باللون الأصفر ويعني ضرورة quot;توخي الحذرquot; من تساقط ثلوج وأمطار وهبوب رياح.

ويشمل تحذير تساقط الثلوج مناطق شمالي وغربي انكلترا وليس الجنوب الغربي، على الأقل حتى منتصف صباح الأربعاء. وقد تأثرت خدمات القطارات بشكل واسع. وصدرت نصائح للمسافرين بتجنب السفر.
وقال خبراء الأرصاد إنه من المتوقع هطول أمطار لمدة شهر في أجزاء من غربي انكلترا خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأعلن مات تويست مسؤول الشرطة في مقاطعة ساري جنوب غرب لندن إنه quot;تم إخلاء 100 منزل آخر ليلة أمسquot; في ساري وسُخرت quot;موارد كبيرةquot; على الأرض من بينها نشر 250 جنديًا، ووزعت 30 ألفًا من أكياس الرمال في أنحاء المقاطعة، وأغلقت أربع مدارس.

وقال روبن غيسبي المدير العام للعمليات في هيئة السكك الحديدية إنه quot;سيكون هناك يوم صعب آخر على الركابquot;، ووصف الوضع في أنحاء جنوبي وجنوب غربي انكلترا بأنه أشبه quot;ببحر داخليquot;.

تحذير كاميرون

وأكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الثلاثاء أن الأموال quot;لا تمثل مشكلة في إطار جهود الإغاثةquot;، لكنه حذر من أن quot;الأمور قد تسوء قبل أن تتحسنquot;. وأعلن كاميرون عن إجراءات من بينها مطالبة شركات التأمين بالتوجه إلى المناطق المتضررة quot;حتى يتسنى للناس الحصول على تعويضاتهم سريعًاquot;، بالإضافة إلى تقديم منح لمساعدة أصحاب المنازل على بناء حواجز أفضل للتصدي للفيضانات وإصلاح ممتلكاتهم التي تضررت.

وأعلن أنه سيرأس لجنة حكومية جديدة الخميس لمناقشة جهود التعافي. وتعهد بنشر 1600 جندي بنهاية الثلاثاء، وهو العدد الذي قلصه مجلس الوزراء لاحقًا إلى 600 جندي. وأوضح كاميرون أن quot;آلافاً آخرينquot; سيتم نشرهم للقيام بمهام من بينها نقل أكياس الرمال ومساعدة المرضى والأشخاص المعرضين للخطر.

وكان تم إخلاء أكثر من ألف منزل على طول نهر التيمز بعد أن غمرت المياه بلدات وقرى من بينها quot;رايسبيريquot; وquot;تشيرتسيquot; وquot;داتشيتquot; جنوب غربي لندن. في داتشيت لا يزال نحو ألف منزل بدون كهرباء بعد أن انقطع التيار الكهرباء عن 1700 منزل مساء الثلاثاء.

وقال مات تويست مسؤول شرطة ساري إن الفيضانات التي تشهدها المقاطعة quot;غير مسبوقةquot;، وحذر من أن 2500 منزل آخر عرضة للخطر. وبدأت عمليات إخلاء أخرى في منطقتي quot;ستينزquot; و quot;ايغهامquot; في ساري.

وكانت المياه قد غمرت أكثر من ألف منزل خلال الأسبوع الماضي وصدرت تحذيرات بأن منازل عديدة أخرى معرضة للخطر.