صرح الرئيس الإيرانى فى شهر ديسمبر الماضى بأن سبب هجوم أمريكا العسكرى على الشرق الأوسط هو علمهم بأنه سيظهر رجل من نسل الرسول محمد (صلعم) يقضى على جميع الظالمين فى العالم والشعب الإيرانى من بين أنصار هذا الرجل وأضاف أن إيران لديها وثائق تثبت ذلك!! وقيل أيضا أن الرئيس أحمدى نجاد قد قام بتنظيف طهران وتزينييها على أجمل وجه وفرشها بالبساط الأحمرإستعدادا لإستقبال المهدى المنتظر
(لمعرفة المزيد
اضغط هنا)

ومن جهة أخرى عادت العذراء إلى الظهور فوق كنائس مصر فى الآونة الأخيرة، وجاء الآلاف من المصريين مسيحيين ومسلمين إلى تلك الكنائس للإستمتاع بمشاهدة ظهور العذراء، وظهور العذراء حدث من قبل فى مصر فوق كنيسة العذراء بالزيتون فى أواخر فترة الستينييات ورآها العديد من الناس من مسلمين ومسيحيين على حد سواء
(لمعرفة المزيد
اضغط هنا)

ويحدث من وقت لآخر ظهور العذراء فى بلاد أمريكا اللاتينية وغيرها من بلاد العالم وهناك مواقع على الإنترنت بها تفاصيل ظهور العذراء و بالرغم من أن العذراء لم تظهر فوق الفاتيكان أو فوق مقر البطريركية المصرية بالقاهرة أو الإسكندرية إلا أن الكنيسة الكاثوليكية فى روما والكنيسة القبطية فى مصر قد إعتمدتا وأكدتا عدة ظهورات لمريم العذراء كما يتضح من موقع ويكيبيديا
(لمعرفة المزيد
اضغط هنا

وكنت دائما أتساءل لماذا لم تظهر العذراء فوق كنيسة المهد فى بيت لحم أو كنيسة القيامة بالقدس أولم تظهر فى مقر ولادتها بالناصرة، وهل ياترى تظهر العذراء فى الأماكن التى يحتاج الناس إلى ظهورها أكثر من غيرهم، وقد قال العديد من الناس أنهم قد شفوا أو تعافوا من أمراض مزمنة بعد ظهورات العذراء، والحقيقية أنا لا أحب أن أشكك فى أى من تلك الأمور لأن تلك أمور عقائدية وهى اشبه بالحب، وقد قال لى صديق لا أشك لحظة فى صدقه بأنه رأى بنفسه العذراء فوق قبة كنيسة العذراء بالزيتون بالقاهرة، وأنا أعتقد بأن الإنسان إذا آمن إيمانا جازما بأنه قد رأى العذراء فإيمانه صادق، لكن سؤالى هو:
هل عودة المهدى المنتظر أو ظهور العذراء هو حاجة إنسانية ملحة مثل حاجة الطفل إلى أبيه القوى وحاجة الطفل أيضا إلى الأم الحنون، فالمهدى المنتظر هو الأب القوى الذى يقضى على الظلم ويملأ الأرض :quot;عدلا بعد أن ملئت جوراquot;، ومريم العذراء أتمثلها دائما فى صورة الأم الحنون، ومعظم الصور التى تم رسمها للسيدة مريم كانت تقف أو تجلس وتحمل بين يديها السيد المسيح عيسى وترنو إليه بحب وحنان.
ومجتمعات اليوم وكل يوم دائما تشكو من الظلم والقسوة، لذلك كان لا بد من وجود العدل والحنان والحب، وكما قال نزار قبانى:
الحب فى الأرض بعض من تخيلنا***لو لم نجده عليها لإخترعناه
...
والحقيقة أنا أؤيد إنتظار المهدى المنتظر ومحاولة رؤية ظهور العذراء فى كل مكان بشرط ألا نحلق بعيدا عن أرض الواقع، ونعرف أن العذراء وحدها لن تشفى مرضانا بل هناك أطباء ومستشفيات وأدوية، وحتى إن كانت العذراء تشفى المرضى فإنها لا تعلن عن موعد أو مكان زيارتها مسبقا لذلك فإن إنتظار المرضى فى الزمان والمكان قد يطول وقد لا يجئ، ويجب علينا أن نعرف أيضا أن إنتظار المهدى المنتظر للقضاء على الظلم لا يكفى، يجب أن نقف جميعا فى وجه الظلم (على الأقل حتى نخفف عن المهدى أعباء وظيفته)، يجب أن نأخذ أمورنا بأيدينا وألا نفعل مثل المطرب الذى غنى:quot;ياناس هاتوا لى حبيبىquot;، أوquot;يا أمريكا (يابنت...) حللى لنا المشكلة الفلسطينيةquot;، وquot;يا إسرائيل بطلى بناء مستوطنات وإلا مش حنلعب معاكىquot;، وأنا أتخيل أن أول سؤال سيخطر على ذهن المهدى عندما يعود: quot;أشكركم على إنتظارى مئات السنين ولكن أثناء إنتظارى ماذا فعلتم لدرء الظلم عليكم: كنتم قاعدين حاطين إيديكم على خدودكم؟ يا أخى آ....!!quot;
إن الرغبة فى عودة المهدى المتظر وظهور العذراء يمثلان إفتقاد وحنين لأهم القيم الإنسانية على الإطلاق:quot;العدل والحبquot;، ويجب علينا نحن البشر أن نسعى لإعلاء شأن تلك القيم بين أطفالنا منذ المهد مثلما فعلت مريم العذراء عندما غرست قيم الحب فى الإبن والذى نشرها فى جميع أنحاء العالم، إن كثرة إنتشار الشروالكره والقتل والظلم حولنا قد يصيبنا أحيانا باليأس والقنوط من الإنسان، ولكن أؤكد لكم أن العالم ملئ بملايين من قصص الحب والعدل بأكثر مما تتصورون ولكن للأسف لا نرى تلك القصص على شاشة ال سى إن إن أو لهلوبة الفضائية!!
[email protected]