عندما صرح السيد مهدى عاكف مرشد عام الإخوان المسلمين تصريحه الشهير: quot;طز فى مصر وأبو مصر وإللى فى مصرquot;، كان العديد من العقلاء يتوقعون أن يرفع أحد محامى الحسبة فى مصر قضية على quot;فضيلةquot; المرشد بتهمة الإساءة لمصر وهى تهمة عوقب عليها العديد وقبعوا فى السجون بأسباب أقل من إهانة بلد وشعب بالكامل وإهانة أبو مصر، وأنا لم يعنينى كثيرا إهانته لأبو مصر بقدر ماكنت: quot;حاأموت عشان أعرف مين أبو مصرquot;!!
وإهانة مصر لم تكن شيئا جديدا فى قاموس الإخوان، وإن جاءت تلك المرة على بلاطة وبصراحة شديدة يحسد عليها quot;فضيلةquot; المرشد، فالإخوان تنظيم عالمى لا يعترف بالوطن فهم يعترفون بأن إنتماء الشخص يعود إلى دينه فقط، لذا فسلمى مصر مثلهم مسلمى ماليزيا وطنهم هو الإسلام أما غير المسلمين والذين يعيشون فى بلاد الإسلام فيحمدوا ربنا إنهم quot;لسه عايشينquot; وهم إهل ذمة عليهم أن يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون، مقابل أن يقوم المسلمون فى الدفاع عنهم، وسوف يتم حرمانهم من الإنخراط فى صفوف الجيش فهم مجرد ضيوف، وياحبذا لو تركوا بلاد المسلمين ورحلوا إلى بلاد الذميين الآخريين.، ولتأكيد نظرة الإخوان تلك لمسيحيي مصر كان التصريح quot;الصريحquot; الآخر ل quot;فضيلةquot; المفتى، وهو أنه يفضل أن يحكم مصر مسلم من ماليزيا عن أن يحكمها مسيحى مصرى، وهو كما قلت يتفق مع الخط الأيدلوجى للإخوان، وبالرغم من أن هذا التصريح يتناقض مع دستور مصر والذى ينص على أن يكون رئيس مصر مصريا أبا عن جدا إلا أننا لم نسمع مرة أخرى عن توجيه اللوم أو رفع دعوى ضد quot;فضيلةquot; المرشد، و تساءلت لماذا لم يحتج المسيحيون فى مصر أمام المحاكم على هذا التصريح المهين لمصريتهم؟ ولماذا لم يحتج الماليزيون على ماليزيتهم؟ ولكننا يبدو أننا فى زمن العجائب.

....
والكلام والإشاعات تقول الآن بأن الجماعة على وشك إختيار مرشد عام جديد، وبالمناسبة فإنه ثبت تاريخيا (حتى الآن على الأقل) بأن مرشد الإخوان لا يغادر منصبه إلا لمقابلة رب كريم، وهو نفس ما يتبع فى منصب رئاسة مصر (حتى الآن على الأقل أيضا)، ونفس ما يحدث فى مصر لكل صاحب منصب متمسك بمنصبه (بإستثناء وزير مواصلات مصر والذى إستقال بعد حادث القطار الأخير، ليسجل سابقة تاريخية لمصر ما بعد quot;الثورةquot; بدليل أن أكبر كارثة حدثت فى تاريخ مصر الحديث وهى هزيمة 1967 الساحقة لم تجد من يستقيل بسببها)، ولكن ما علينا، هذا حديث آخر.
ونعود إلى إنتخابات المرشد العام المزمع عقدها، وبما أن المية تكذب دائما الغطاس الذى لا يجيد الغطس، وبما أن quot;فضيلةquot; المرشد لا يملك (حتى الآن على الأقل) أن يقوم بتعيين رئيس ماليزى لمصر، ولكنه يستطيع تقديم إقتراح بأن تقوم جماعة الإخوان بترشيح ماليزى لكى يتولى منصب quot;فضيلةquot; المرشد العام، فكما ذكرنا فالإخوان هو تنظيم عالمى له أعضاء فى كافة أنحاء العالم وله نواب فى عدد من البرلمانات العربية فى مصر والكويت والإردن وفلسطين والسودان وتولت أول حكومة إخوانية الحكم فى غزة وبدأت أول إمارة فى تاريخ الإخوان فى الإنقلاب المعروف على السلطة الفلسطينية الشرعية، وبالرغم من عالمية التنظيم إلا أنه منذ تأسيسه فى منتصف عشرينات القرن الماضى تولى رئاسته دائما مرشد عام مصرى، ولم يحدث أبدا أن تولى رئاسته ماليزييا، وكان من المفروض أن يتولى رئاسته مرشدا عاما من أندونيسيا بإعتبار أندونيسيا أكبر بلد إسلامى من حيث عدد السكان، حتى مناصب نواب المرشد لم نسمع أن أحدا منهم غير مصرى، فهل هذا هو مجرد تعصب للمصريين الأمر الذى يخالف صميم عقيدة الإخوان والذين يحرصون على عالمية وإسلامية التنظيم وعلى quot;طظquot; المصرية و quot;طظquot; الأردنية، وquot;طظquot; الفلسطينية، ولا يؤمنون مطلقا بأن quot;الدين لله والوطن للجميعquot;.
وإذا بحثت فى موقع (إخوان أون لاين) فستجد أن الجماعة تصف نفسها بأنها:quot;جماعة من المسلمين، تدعو وتطالب بتحكيم شرع الله، والعيش في ظلال الإسلامquot; وبأن:quot;الإسلام في فهم الإخوان المسلمين ينظم كل شئون الحياة لكل الشعوب، والأمم في كل عصر، وزمان، ومكانquot; وهذا فى تقديرى يلخص وبتركيز وبذكاء شديد فكرة الإخوان وهو تنظيم يؤمن بأن الإسلام يصلح لكل شعوب الأرض ولكل الأمم وفى كل زمان ومكان، لذلك لم يتطرقوا إلى الأوطان أو الأديان الأخرى، لذلك لا أجد أى ضرر فى أى يتولى منصب مرشد الإخوان القادم مسلم من ماليزيا.
وإذا حدث هذا وتولى ماليزى منصب المرشد العام للإخوان السلمين فسوف أنضم فورا لعضوية الجماعة المحظورة!!
[email protected]