كثيرة هذه الأيام التي نعيش، فيها من المضحكات والمبكيات في آن واحدة!!، وهذا الأمر يسري من العراق المنكوب بالإحتلال الأمريكي ndash;الإيراني والفئة الحاكمة بدءا ممن يطلقون عليه رئيس الجمهورية جلال الطالباني ومرورا برئيس وزراء الوضع الراهن نوري المالكي وجوقة حزب الدعوة والمتحالفين معه وبقية الإنتهازيين والنفعيين من المصطادين في مستنقع الطائفية السنية والشيعية وانفصاليو الشعب الكردي والعراقي، هذا على صعيد العراق أما الواقع العربي فهو لا يقل آسى وخطورة من العراق على الرغم من تباشير الفجر العربي الجديد التي أطلت على الدنيا في ثورتي تونس الخضراء ومصر الكنانة واليمن والبحرين وما تشهده هذه الأيام الشقيقة ليبيا وهي تقاتل بالدم والنار الوحش المتخلف الذي جثم على صدر تاريخها لأكثر من إثنتين وأربعين سنة متصلة معمر القذافي وعصابته والذي يريد هلالك الليبيين بعد أن دمر بلادهم ماضيا وحاضرا.

ولو عدنا وبعجالة للعراق، فسوف نرى فيه من العجب العجاب،، من المضحكات المبكيات ولوجدنا على الفور بأن هناك ترابطا بين منطقي وخطابي كل من المجرم معمر القذافي في ليبيا ورفيقه في انوري المالكي ببغداد فالأول صار منذ اندلاع الثورة الليبية المباركة في 17 شباط-فبرابير الجاري ولحد الآن يؤكد على أن هذه الثورة من نتاج ما يسميه (القاعدة) وبن لادن والمالكي ببغداد خرج علينا مساء يوم الخميس 24/شباط ليأمرو يحذر الجماهير العراقية لجهة عدم مشاركتها المليونية في مظاهرة يوم الجمعة 25/شباط وبنفس الدعوى الزائفة دعوى أن (القاعدة) والصداميين والبعثيين والتكفييرين هم وراء تحرك هذه الملايين العراقية المناضلة التي اغتصبت حقوقها وسلبت ارادتها وزيفت خلال السنوات الثمان الأخيرة من عمر الإحتلال الأمريكي الفارسي وسقوط العراق وسيادته ودولته الوطنية بعد أن انحسرت عنه ديكتاتورية العهد الصدامي السابق ووقع في فخ من التخلف والديكتاتورية والرجعية التي رقصت علىى طبلة المحتل في تقسيم الشعب العراقي الى سنة وشيعة واكراد وحرثت بوقاحة وصلافة كل تاريخنا العراقي الوطني الوضاء وتضحيات الحركات والمنظمات السياسية الوطنيىة العراقية.

في انتفاضة آذار 1991في العراق وبعد استعادة الكويت لسيادتها في شباط 1991 واندلاع ما سمي بالإنتفاضة الشعبانية كتبت مخاطبا صدام حسين ونظامه الدموي الفاشي بأن الجماهير العراقية انتفضت على واقعها المرير الفاسد،، على الهزيمة التي فرضت عليها وحاولت تصحيح المعادلة لصالح حركة التاريخ الصاعدة واليوم إذ تلتم جماهيرنا الوطنية المناضلة في ساحة التحرير ببغداد المحتلة لتعلن عن رفضها وتحركها على كل الخونة و الحرامية والمجرمين الذين أذلوها وسرقوا كل معاني الحياة الحرة الكريمة من هذا العراق،،عراق الخير والعطاء والحرية،، لذا فلا مجال الآن الا الى المسير على هذا الطريق الصعب،، طريق النضال من أجل عراق جديد حر وموحد وألا يكون يوم الجمعة 25/2/2011 سوى البداية المعبرةة والصحيحة والمستمرة على طريق استعادة عراقنا العزيز من ايدي محتليه وسارقيه ومغتصبيه وما النصر إلا من عند الله القوي العزيز.

لندن