خلال هذا العام الذي أدت فيه الاحداث الدرامية لمستخدمي الفيسبوك ومنتديات الانترنيت الى التفكك الاسري والانفصال والضياع , يطيب لي ان اروي لكم حكاية واقعية حدثت لصديقي الذي طلب مني ان اكتب عن قصته الحقيقية التي غيرت مجرى حياته حيث ادت الى تفكك اسرته والضياع في بحور الفيسبوك الوهمية.

وها انا بصدد الكتابة عن القصة تاركا الحكم لكم في نهاية المطاف:
قفز ( ريكي)(1) على اريكته الحمراء وصاح باعلى صوته ( واخيرا اصطدتها ) ...!! بعد ان اتفق مع عشيقته الجديدة التي تعرف عليها من خلال الفيسبوك على موعد للقاء بها بعد محادثات دامت اكثر من اربعة اشهر ومن حسن او سوء حظ (ريكي ) ان عشيقته كانت تقيم في نفس البلد الذي يقيم فيه صاحبي ريكي.

ومع اقتراب موعد اللقاء غرق صاحبي بتساؤلات ، فتارة كان يتساءل مرددا بين نفسه ماذا ستفعل زوجتي ( ام بناتي ) التي اعطتني قبل كل شيء حبها وحنانها لوعرفت بعلاقتي مع هذه المرأة التي عشقتها حد النخاع ... وماذا عن بناتي ؟ وماذا سيقول اصدقائي ؟ وتارة كان بغرق بتصور اللقاء بعشيقته التي اعطته كل وقتها من خلال (الحاسوب) و تساءل ماذا لو تزوجت منها.!؟

حتى بدأ القلق والارتباك والافكار المزعجة تتزاحم وتتلاطم في راسه كامواج البحر الهائج وهو مستلقي بجانب زوجته التي هي ومنذ فترة كانت مشغولة وشاردة الذهن وهادئة بحيث يصل هدوئها الى حد البرود ...!, كانت لاتهتم اطلاقا بما يقوله الاخرون , حيث قللت اهتمامها بامور البيت والزوج والاطفال حتى نسيت اقرب صديقاتها التي قضت معها اجمل ايام طفولتها ! ... الأمر الذي اصبح محل شك الجميع..!

اخيرا جاء موعد اللقاء.!
نهض صاحبي من النوم بمزاج مرح على غير عادته ولبس اجمل ما لديه واختار حذائه الايطالي الجديد وتعطر بالعطر الفرنسي الذي اهدته اياه زوجته في عيد زواجهم ...! وقبل الخروج قال لأم بناته : الى اللقاء يا حبيبتي...!

وفي الطريق اقتنى صاحبي وردة جورية حمراء حسب اتفاقه مع عشيقته كرمز للعشق والحب وكاشارة للتعارف ببعض ...
وعند الوصول الى مكان الموعد ...في احدى مقاهي المدينة الرومانسية رأى صاحبي من بعيد امرأة جميلة جالسة بملابسها المزركشة وعلى طاولتها وردة حمراء .....
هرول (ريكي ) باتجاهها مبتسماً ابتسامة عريضة وهو يسمع دقات قلبه التي كانت تتعالى مع اقترابه منها وبيده زهرة الجوري الحمراء ...
وعند وصوله .... اصطدم بوجه زوجته ( ام بناته)!! وبطريقة عشوائية ابتعدا عن البعض بحذر متراجعين الى الوراء وانظارهما وافكارهما وتقاسيم وجهاهما كانما تقولان ( ياليت اللي جرى ما كان )!

اخيرا ... علمت من ( ريكي ) بان زوجته وفي اعقاب الصدمة التي تعرضت لها لاتزال تقبع راقدة في احدى مستشفيات العاصمة على اثر الجلطة الدماغية التي تعرّضت لها وهي بين الحياة والموت.

انتهت القصة بانتهاء الحب الحقيقي في زمن التفكك الاسري والخداع وظلال الفيسبوك الوهمية ومنتديات الانترنيت.

ـــــــــــ
1ـ اسم مستعار لبطل القصة الحقيقية