سُمنه مُفرطه تعاني منها أرامكو السعودية اكبر شركة مصدّرة للنفط في العالم.. هذه السُمنة طالت خاصرة الشركة وما جاورها، حتى أن قادة التخطيط لديها لا يرون سبيلاً لتلافي تلك السُمنه، إلاّ أن تشرع الشركة العجوز في برنامج حِميه قاسيقد يساهم في استمرار وتيرة العمل، ولكن ليس شرطاً تلك الجودة العالية التي اتسمت بها الشركة لتبحر السفينه وتُكمل مسيرتها السبعينيةبسلام.

ما بين فخ السُمنه وطوق النجاة منها quot;الحِميهquot;، لا يمكن لشركة أرامكو السعودية تلافي ما قد يصيب خاصرتها المتخمة بالدهون عام 2013، إلا في حال استمرّت في خوض غِمار تجاربها الغير مستحبّه لمن يجروء وينبذ الفساد. تلك المغامرات التي لا زالت تؤمن بها عملاق النفط في العالم هي الإستعانة بخدمات الشركات التنفيذية بالتعاقد معها تقنياً وفنياً وإدارياً وغيرها للتشغيل والصيانة ومآرب أخرى كما هو الحال الآن، بزعمها أنها تسير في توجّه استراتيجي حكيم جداً هو التقليل من السُمنه المُفرطه أو كما يُقال عنه في لغة المال والأعمال (Cut Cost) وبلغة شركات النفط وصناعة مشتقاته أحياناً (Down Sizing ).

قد تكون الحلول السابقة أحد أبرز الحلول لدى شركة ارامكو السعودية وعملاق النفط العالمية، إلاّ أن القارئ لما يحدث في الداخل سيصطدم بالواقع المُر الذي تنتظ

سعيد الجابر
ره هذه الشركة العام القادم 2013 ويتحراه الآلاف من منسوبيها بداعي التقاعد عن العمل.. وبالتالي خسارة نسبة كبيرة جداً من كوادرها البشرية واللجوء للشركات المتعاقدة في معظم مراكز التشغيل في الشركة.

حينما نتحدّث عن سُمنه مفرطه تلف عملاق النفط ndash;ارامكو- لا ننسى تلك الفجوة العُمرية التي تشكّلت مع الزمن، دون أن يلحظ المخطّطون ذلك مع مر العقود من الزمن، في حين انشغلوا كثيراً بالمُنتج على حساب خطط استمرارية العمل، إذ تشكّل الآن نسبة الشباب في موظفي ارامكو أقلية ملحوظة في حين ينتظر الأكثرية قرارات تقاعدهم خلال العام القادم 2013 بحسب نظام وزارة العمل والعمال في السعودية.

منذ تأسيس ارامكو السعودية قبل 79 عام استقطبت الكثير من الموظفين والموظفات في حقبة زمنية دامت عشرين عاما تقريباً، حيث شاركوا في نماء بيت الصناعة النفطية السعودية إلى أن تجاوز عددهم بعد ستون عام تقريباً خمسة وخمسين ألف موظف وموظفة، منهم quot;اللاحقونquot; وهم من ينتظرون التقاعد العام القادم 2013م ومنهم quot;السابقونquot;الذين ارتأت ارامكو الاستغناء عنهم في وقتٍ مبكّرللاستعانة بالشركات المتعاقدة وتشغيل اداراتهم عوضاً عنهم برؤية التحجيم (Down Sizing) في قاموس الاستراتيجيات، وهو الواقع المُر الذي واجهته ادارة تقنية المعلومات يوماً ما، قبل أن تواجه ارامكو السعودية أزمة اختراق الشبكة الإلكترونية للشركة مؤخراً.

[email protected]