لاشك أن قرارات العاهل السعودى فى إعطاء المرأة حقها فى مجلس الشورى وكذلك حق المرأة فى العضوية والإنتخاب للمجلس البلدى وهى خطوات إصلاحية ضرورية وهامة جدا فى موارد كانت حكرا للرجل وتهميش للمرأة فى أمور هامة وحساسة رغم الجدل الدائم والطويل حول حقوق المرأة بين التيارات المختلفة. حاججت امرأة الرسول فأنزل الله تعالى بحقها سورة كاملة (سورة المجادلة) وأنزل أحكاما خاصة إكراما لها وتخليا لموقفها كما جادلت أمرأة الخليفة الراشد الثانى فيجيبها (أصابت امرأة وأخطأ الخليفة) وكانت المرأة تدخل المسجد وتحاجج الخليفة بل كانت بعض زوجات النبى يفتين ويعلِّمن الأحكام ويقدن الحروب.
والمتوقع أن يفتح ذلك آفاقا للمرأة نحو الأملم فى دورها وكفاءتها وعطائها.
وهنا يمكن للمراقب أن يلاحظ دور الأميرات السعوديات الراشدات والمستنيرات المتميزات لدعم حقوق المرأة والأخذ بأيديهن نحو الأمام فى التقدم والرقى والإزدهار لاسيما الأميرة أميرة الطويل فى الدفاع عن المرأة وحقوقها وهى تدعو إلى المساواة بينها وبين الرجل وتم تكريمها كشخصية2012 من مركز الشرق الأوسط للتميز وكذلك حصلت الأميرة على الرقم الرابع لأقوى شخصيات مائة إمرأة قيادية. حقا إنها إمرأة عربية قيادية متميزة وشهيرة بأعمالها الخيرية والإجتماعية ودورها المتميز القيادى فى تنمية المجتمع خصوصا التعليم والتربية ومواجهة التحديات ولها نشاطات عالمية كمساعدة الكوارث العالمية والحوار بين الديانات ومكافحة الجهل والأمية وغيرها.
فالأميره محبوبة وجميلة وهى تعالج المرأة بقولها (كونى نفسك يا إمرأة) وهى تجعل للمرأة شخصيتها واحترامها وطموحها. قدرتها الحوارية رائعة بسيطة سهلة وواضحة ومقنعة وهى تجيب مثلا الأسئلة المختلفة لقناة (سى أن أن) وغيرها وهى تتحدث عن التسامح والمدنية الحديثة والحداثة والتطور والتغيير وقولها (مرحلة بعد مرحلة) والجيل الحاضر فى انفتاحه وتطوره كما كانت ندوتها الحوارية مع بل كلنتون ومؤسسته حول الشرق الأوسط فى نيويورك وهى تقول بافتخار (إن هذا الجيل ملئ بالطاقة والحيوية للتطوير وهو ليس مشكلة أو تهديدا أو ريبا يريد حلا بل هو طاقة وأمل للتغيير... إنه يعرف المشاكل ويشخصها بشكل جيد ويضع العلاج الناجع لحلها لكنها لايمتلك الأدوات والآليات لتحقيقها مما يقتضى للمؤسسات مساعداتهم للوصول إلى أهدافهم النبيلة الشريفة وطالبت الجميع بالإستماع والإصغاء للشباب وآلامهم وآمالهموفى تعريفها لنفسها قالت: (فأنا أمثل نموذجا من السعوديات الشابات) فهى تتحرك مع الشابات خصوصا فى موقع التواصل الإجتماعى تويتر.
وصرّحت أميرة الطويل في أكثر من مناسبة بأن المرأة السعودية قوية وهي مصمّمة على المضي قدما من أجل توسيع مشاركتها في الحياة السياسية والاجتماعية والتنموية للمملكة، وهى تؤكد على ضرورة الحركة من السعوديات أنفسهن. وتدعو إلى وجود لوبى للشابات السعوديات يكون عامل ضغط متواصل لمواصلة المسيرة النسائية وبالوسائل الديمقراطية الآمنة الهادئة.
كذلك كانت هناك جملة من الأميرات الرائدات للإصلاح من بينها الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز وهى تدعو إلى تغيير دستور المملكة واعتماد إصلاحات سياسية واجتماعية فى حرية المرأة وحقوقها.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية quot;بي بي سيquot; عن الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز قولها quot;أنا أتحدث بصفتي ابنة الملك سعود، الحاكم الراحل للمملكة العربية السعودية...أريد أن أرى دستورا مناسبا يعامل الرجال والنساء على قدم المساواة أمام القانون، ويقدم أيضا توجيهات لقانون مدني وثقافة سياسيةquot;.
وكانت كانت الأميرة عادلة، ابنة العاهل السعودي،من الرائدات فى هذا المضمار، ولعها أقرب بنات العاهل السعودي إلى نفسه وهى تظهر بجرأة وشجاعة أمام الإعلام.
وتقود الأميرة نوف بنت بندر آل سعود برنامجا واسعا فى الإنفتاح على عالم الفنانات السعوديات ونشاطاتهن. وقالت الأميرة نوف إنها تأمل أن تتحول معارض الفنانات السعوديات التي ترعاها إلى وسيلة لترويج أعمال الفنانات الخليجيات عالميا. وأضافت أن النساء السعوديات صرن يلعبن دورا أنشط في كل مجالات الحياة الاجتماعية مما انعكس على حركة الفنون الجميلة هناك.
كما رفعت الأميرة الدكتورة ديمة بنت تركي بن عبد العزيز آل سعود إلى اقتراح امرأة بدرجة وزير فى المملكة. ولا يمكن أن نغفل دور شخصيات نسوية أخرى فى قضية المرأة مثل السيدة: مها فتيحي زوج وزير العمل فى نشاطاتها فى حقوق المرأة وغيرها.
جاءت الشاعرة سويدة الهمدانية من البصرة وهى تعزل واليين حاكمين فى البصرة عند الخليفة، أحدهما زمان الإمام على ابن أبى طالب فى مسيرتها إلى الكوفة ومحاججته حول سلوكه وظلمه، والثانى أيام معاوية بن أبى سفيان فى مسيرتها إلى الشام... كان للمرأة دورها السياسى والإجتماعى الكبير حتى فى العصور الإسلامية ويندر أن يكون فقيه لم يدرس عند إمرأة فى فترات متقدمة
وقد جاء فى الأحاديث الشريفة (المرأة ريحانة وليست بقهرمانة) (أحب من دنياكم النساء) (دخلت الجنة فوجدت أكثر أهلها من النساء) (إرحموا المرأة ترحَموا) وكان النبى يطلب دعاء النساء فيعتبره مستجابا. وقصة أم موسى ومريم بنت عمران واضحة جلية فى القرآن كرائدات وقدوات ضربهن الله مثلا خالدا فى التاريخ. لكن الملاحظ دخول الأعراف والتقاليد أحيانا لتتحول إلى مقدس لا أصل له بمرور الزمان واستحكام العادات واستغلالها من طبقات معينة لمصالحها.
والمراقب يلاحظ خطوات جريئة وكثيرة تقودها الأميرات بشكل عظيم يمثل فخرا واعتزازا وتقديرا فى طريق متواصل نحو الإمام فى دور المرأة رائدة متميزة ومبدعة.
- آخر تحديث :
التعليقات