هدد الثوار السوريون بقتل كل الرهائن الإيرانيين اعتبارا من السبت السادس من اكتوبر الحالي إذا لم ينسحب الجيش السوري من منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق. وهي المرة الثانية التي يهدد فيها المقاتلون المعارضون للنظام السوري بقتل الرهائن الإيرانيين. فقد هدد مقاتلون سوريون معارضون الجمعة الخامس من اكتوبر بإعدام الرهائن الإيرانيين، ما لم تنسحب القوات النظامية السورية من منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق.

ونقل عن قائد المجلس العسكري الثوري في دمشق وريفها أبو الوفا قوله quot;منحنا النظام مهلة 48 ساعة بدءا من الخميس الرابع من اكتوبر للانسحاب كليا من منطقة الغوطة الشرقيةquot;.

لحسن الحظ لم يتم تنفيذ التهديد.

ونفت إيران بداية أن يكون أي من المخطوفين منتميا إلى الحرس الثوري، لتعود وتقول بعد أيام إن من بين الرهائن الذين كانوا في سوريا لزيارة عتبات شيعية مقدسة، عسكريين laquo;متقاعدينraquo;، طالبة مساعدة الأمم المتحدة في الإفراج عنهم.

بالطبع لم يستجب النظام لمطالب الثوار ووصل الوضع الى حائط مسدود.


اقترح على الجيش السوري الحر اطلاق سراح الايرانيين بدون اي اشتراطات وللاسباب التالية:

اسباب انسانية

الرهائن المحتجزين هم افراد مجندين وموظفين ودخولهم سوريا ليس بمحض اختيارهم بل تنفيذا لأوامر حكومتهم او قائد فيلق القدس قاسم سليماني. يسود ايران الآن حالة من الاستياء ضد نظام حكم الملالي بسبب انهيار قيمة العملة وارتفاع الاسعار والحالة الاقتصادية الخانقة. اذا تم اعدام الأسرى سيتحول هذا الغضب ضد الجيش السوري الحر والمستفيد الأكبر سيكون محمود احمدي نجاد والمتشددين في طهران.

اسباب سياسية واعلامية


اعدام الايرانيين سيخدم عصابة بشار الأسد سياسيا وستعزز مزاعم النظام الكاذبة أن الجيش السوري الحر هو جماعات ارهابية مسلحة. وستساعد النظام اعلاميا. وسيكون للاعدامات تأثير سلبي على سمعة الجيش السوري الحر عالميا وفي صفوف المنظمات الانسانية في الغرب.

عصابة دمشق التي يترأسها بشار الأسد هي من تقتل وتعذب وتعدم الاطفال والنساء والابرياء واي سوري يعارض النظام يتم تصفيته. لذا لا تقوموا بأي اعمال مشينة هي من خصائص النظام المجرم. اعدام الايرانيين سيكون هدية العيد لبشار وعصابته وسيخلط اوراق اللعبة في صالح النظام.

ولا تضعوا شروط تعجيزية للافراج عن الاسرى مثل طلب الاعتذار من ايران او أن تعلن ايران وقف دعمها للنظام السوري. هذا لن يحدث وسوف لا يخدم الثورة السورية.

اعدام الأسرى سيكون كارثة علاقات عامة للثورة السورية وسيشوه سمعة الجيش السوري الحر وسيفقده تعاطف شرائح كبيرة في الشارع العربي والاسلامي. وقد يؤثر سلبا على استعداد الدول الصديقة من الاستمرار في تقديم الدعم المادي والمعنوي حيث سيتم اتهام هذه الدول بدعم القتلة والارهابيين.

اطلقوا سراح الايرانيين بدون شروط واثبتوا للعالم انكم ثورة اخلاقية ديمقراطية انسانية تحترم الانسان وحقه في الحياة حتى لو كان عدوا.

النظام السوري في حفرة ولا تساعدوه في الخروج منها بارتكاب أي حماقات.



نهاد اسماعيل - لندن