شريط من الأحداث المؤلمة استعادته مخيلتي... عادت الى أذناي تلك الصعقة من دوّي الانفجار في السان جورج، يوم اغتالوا الرئيس رفيق الحريري، وكر بعده شريط الاغتيالات والرعب الذي كان يقض مضجع اللبنانيين كل يوم وآخر.

استعادت عيناي مشاهد الدمار في ذلك المسلسل الدموي الذي كان يحصد كل يوم وآخر رجلا لا تعجبهم سياسته أو يؤثر عليهم بطريقة أو بأخرى. لا يزال عقلي الباطني يحفظ تلك الصور والتي ما هي الا جمر تحت الرماد، وما حادثة الأشرفية واغتيال العميد وسام الحسن ومعه ثلة من الأبرياء الا تحريكا لهذا الجمر ليشتعل أكثر في قلوب اللبنانيين التي لاعت.

بالأمس عاد الى لبنان واليوم تم اغتياله.. كم يشبه غدره الغدر بجبران التويني وكم في ذلك نقاطا سوداء جديدة في ملف التواطؤ والفساد والافساد.

نسرين عجب

ألم يشبعوا من رائحة الدم أم أن الدم هو لعبتهم المفضلة بعد أن أزكم الحقد أنوفهم! ظننا نحن اللبنانيين أن زمن الموت المتنقل على الطرقات ولى، ظننا أن أيديهم المجرمة شبعت ولكن يبدو أن لعبة الموت أصبحت ادمانا في دمهم كل ما تجري في عروقهم أكثر كل ما يريدوا منها أكثر، استساغوها وكأني أراهم يضحكون على قبر الذين يموتون، يحتفلون ويسكرون على أحداث أصبحت طقساً مجهول الزمان والمكان في حياة اللبنانيين، الذين يبدو أن قدرهم أن يعيشوا دائما على وقع الخوف والرعب.

من قتل وسام الحسن؟ أصابع الاتهام توجه نفسها، قد تكون أكثر من جهة متورطة بالدم، هنا أو هناك ما الفرق، فالاجرام لا هوية له هو واحد.. رد حاقد. بغض النظر من هو وسام الحسن وبغض النظر من يمثل، ولكن من هم ليقرروا توقيت توقف نبضاته؟ الأكيد أنه يعرف الكثير عن جرائمهم التي هم أجبن من مواجهتها ولأن الحق يدحض باطلهم.. خافوه فقتلوه كما قتلوا غيره وكما سيقتلوا المزيد ممن هم على لوائحهم من أولئك الذين يعترضون مخططاتهم.. خافوه فقتلوه من دون أن يكترثوا أن هناك أبرياء يدفعون ثمن جرائمهم..

لا ننتظر صحوة ضميرهم، فلا ضمير لمن أصبح القتل هويته.. ولكن لا بد للعدالة أن تأخذ مجراها ويأخذون جزاءهم.. ولو بعد حين!

\