كانت امرأة فائقة الجمال بكل المقاييس الجمالية والأخلاقية. لكنها غادرت مصر غاضبة وعادت إلى بلادها صلعاء بعدما فرضت عليها الظروف قص شعرها على الزيرو. تذكرت قصة هذه المرأة الأجنبية بعد قراءة الخبر الذي نشرته جريدة الدستور المصرية بتاريخ 17 اكتوبر 2012 تحت عنوان quot; إحالة مُدرسة للنيابة قصت شعر تلميذتين لم ترتديا الحجابquot;. بيد أن هناك فرق كبير بين أن تقص المرأة شعرها هي بمحض إرادتها وبين ان تعتدي معلمة على حقوق تلميذات يانعات وتقص شعرهن فتجرح بذلك الفعل إنسانية وكرامة فتيات صغيرات!! هنا كانت الحظة الحاسمة وهنا كان الخطأ الذي لا يمكن لامرأة حرة أن تغفره لزوجها حتى وإن كان هو المعبود الأوحد فثقافة هذه المرأة الأوروبية لا تمكنها بأي حال من الأحوال أن تتصالح مع مثل هذه التصرفات الذكورية التي تعتبرها همجية وانتقاصاً لحريتها وكرامتها. بعد تكرار الضرب لعدة أيام وبعض الأنواع الأخرى من العقاب مثل الحبس بالمنزل ثم يأتي ليلاً ليضاجعها بدون مصالحة وتفاهم، وغيرها من أنواع المعاملات التي لم تفهمها بثقافتها المغايرة طلبت منه الطلاق لتعود من حيث جاءت فرفض. لكن ! ولأن كيدهن عظيم حاولت المرأة الخروج من هذه الحالة فدبرت الحيل وغادرت البلاد من غير علمه وتركته يبكي بكاء الأطفال ويسأل عنها في كل مكان فقد انتابته حالة هستيريا صعبة ربما كانت نتيجة شعوره بالظلم لها.
فقد اهتدت صاحبة القصة التي سأرويها لكم الى اختراع quot;حلق شعر المرأة زيروquot; بعد تفكير علمي محض حيث وجدت أن الحل الوحيد لإرضاء زوجها المؤمن هو حلق الشعر زيرو حتى لا تكون هناك شعرة واحدة بالرأس، وعندئذٍ لن يجبرها على ارتداء الحجاب فالشعر لم يعد موجودا لكي تحجبه.
والحكاية تبدأ عندما تزوجت هذه الحسناء من شاب عربي كان يدرس للحصول على شهادة الدكتوراه في احدى البلاد الأوروبية وعندما عادت معه لبلده أقنعها تحت ضغط شديد من عائلته على اعتناق الإسلام والتحجب. وقد فعلت ذلك بمنتهى الحب والرضى وكانت تقول للأصدقاء والمقربين منها أنها ارتدت الحجاب إرضاءً لزوجها الذي كانت تحبه كثيراً بالرغم من عدم قناعتها. مع مرور الأيام طلب منها الزوج أن تستخدم الحجاب حتى داخل منزلهما وذلك في حالة وجود أخوته او أيا من أفراد اسرته وليس فقط الغرباء. الأمر الذي لم تجد له تفسيراً في ثقافتها ولم تراه عملياً وخصوصاً أن اسرته بالكامل لا تكاد تفارق منزلهما فقد كانت طباخة ماهرة. لم يتعامل الزوج معها باللين واللطف بل كان ينتهرها ويضغط عليها بطرق شتى لارتداء الحجاب حتى في أشد أيام الحر ولم يكن لديهم تكييف فقد كان زوجها quot;على قد حالهquot; كما يقولون بالعامية المصرية.
عندما ملت الزوجة من تصرفات زوجها اهتدت إلى طريقة اعتقدت أنها سوف تريحه وتريحها وقامت بحلق شعرها تماماً فلم يبقى في رأسها شعرة واحدة. عندما عاد الزوج ووجدها هكذا في هذا الشكل لم يحتمل المنظر وسألها غاضباً ما هذا الذي فعلتيه فأجابته الم تقل لي أن quot;شعر المرأة عورةquot; ويجب على المرأة أن تخفي شعرها حتى لا تسبب فتنة للرجل؟ وأضافت قائلة.. حبيبي هذا كله من أجلك ومن أجلي فأنت ستكون مرتاح البال لأن زوجتك لا تغضب الله كما تقول وأنا سأكون محمية من وهج وحرارة الطقس ومن متاعب العرق في حال وجود الحجاب. لم يحتمل الزوج الثائر كلامها ولم يحاول ان يجد لها تفسيرا يقنعها بل ضربها quot;علقة ساخنةquot; كما يقول المصريون بالعامية أيضاً.د. إميل شكرالله
قرر الزوج التشاور مع الاصدقاء في كيفية اعادتها إلى عش الزوجية. وقص القصة كاملة على الأصدقاء. قال أحدهم الحجاب فريضة وكان يجب عليها أن تحترم الفروض وخصوصا بعدما أشهرت اسلامها. وقال صديق لا لن تعود الزوجة مهما فعلت فقد أسأت اليها يا صديقي وكسرت كرامتها وجرحت انسانيتها. وقال آخر وهل حقا الحجاب فريضة لأني سمعت ان العلماء اختلفوا فيه؟ وتساءل صديق رابع وهل ظهور شعر المرأة هو الفتنة التي تثير غرائز الرجل أم العيون صائدة الرجال أم الشفاه الجميلة، ام الوجه الحسن؟ أم الجسم الرشيق في البنطلون كان أم في الجيب أم الجلباب؟ وسئل صديق خامس وهل يجوز للمرأة ان تحلق شعرها اصلا مثلها مثل الرجل وعندئٍذ لا تكون بحاجة إلى حجاب؟ وإذا كان الأمر كذلك فهل يسمح للمرأة ان تخرج للشارع بأية ملابس مادام الشعر العورة وسبب الفتنه غير موجود ؟ أم أن المشكلة في الشعر وليس جسد المرأة؟ أم أن المشكلة هي في عقل الرجل وطريقة تفكيره؟ عندما لم يتفق الجميع على إجابات شافية انصرفوا إلى حال سبيلهم ولا يزال الزوج البائس يبحث عن إجابات.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات