بعد أن إستباح النظام السوري المجرم وبمساعدة حلفائه الروس و الإيرانيين دماء الشعب السوري الحر منذ أكثر من عام و نصف، و بعد سلسلة من المناورات الدبلوماسية الفاشلة بدأت مع لجنة المراقبة العربية لصاحبها الجنرال السوداني ( الدابي ) التي ذهبت مع الريح و إستفاد نظام القتلة من وجودها أيما إستفادة في قتل الآلاف من الأبرياء و المحرومين و التي جاءت بعدها المبادرة الدولية الفاشلة الأخرى حول المبعوث المشترك للجامعة العربية و الأمم المتحدة السيد كوفي عنان و التي إستهلكت زمنا ليس باليسير لم يكن العداد الدولي المنافق يحسب وقتها أعداد الشهداء و المصابين و المنكوبين من الشعب السوري المنكوب وهي لجنة ذهبت مع الريح أيضا، جاء دور الوسيط الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي بفريق عمله من الدبلوماسيين المغاربة الذين جربوا حظهم سابقا في الملف العراقي بعد الإحتلال الأمريكي و ليدخلوا على خط الأزمة السورية وهم خالين الوفاض و لا يمتلكون رؤية صريحة وواضحة لأبعاد الحل النهائي في سوريا و الذي لايبتعد عن الحل الأوحد وهو ضرورة رحيل النظام و تخليه عن السلطة وترك سوريا لأهلها و شعبها فهي في النهاية ليست إقطاعية خاصة ومملوكة لآل الوحش و اقربائهم و حواشيهم، إنها سوريا المجد و التاريخ و العراقة، سوريا ألأمويين التي إستعصت على الغزاة و البرابرة و حيث يسطر أبنائها الأحرار اليوم أروع ملاحم البطولة و الفداء و الإستشهاد، لقد فات على ( السي الأخضر ) بأن المعركة في سوريا ليست خلافا على ملكية أرض، بل إنها ثورة شعبية شاملة تهدف للخلاص و لا تنفع معها الدبلوماسية الباردة أو المخملية وحيث يرتع أهل الوساطات الدولية بالرواتب الأممية الخرافية و يحظون بالتنقلات الفارهة و المريحة و يتناقشون حول جنس الملائكة فيما الناس تقتل و تباد و الأسلحة المحرمة دوليا تفني من يشاء النظام المجرم إفنائه من أبناء سوريا الحرة المجاهدة العصية على الإذعان و الخذلان و الإستسلام لنزوات ورغبات النازيين و القتلة، لقد أفلس الأخضر الإبراهيمي بشكل مريع حينما توسل الحل وطلب المساعدة من طرف هو خصم لدود وعدو شرير و حاقد على الشعب السوري وهو النظام الإيراني الذي لا يمكن أبدا أن يكون جزءا من الحل لأنه جزء فاعل و صميمي من المشكلة، فماذا يستطيع الرئيس الإيراني المتأزم أحمدي نجاد أن يفعله؟ و كيف يتسنى لنظام مفلس و إرهابي و عدواني و يعاني من الآثار المهلكة للعقوبات الدولية المفروضة عليه أن يكون عونا للسي الأخضر في مشروعه الغير قابل للحياة و الفاشل شكلا و مضمونا؟ ماهذه الهرجلة الدولية المنافقة التي تتوسم الحلول المستحيلة من أعداء اصابعهم تقطر من دماء السوريين ومشاعرهم مليئة بالحقد التاريخي الذي لم تنطفيء جذوة نيرانه رغم إنطفاء نيران معابدهم الحاقدة!، كيف يصمت العالم الحر كل هذا الصمت المريب بعد أن ثقبوا آذاننا بإشكالية حقوق الإنسان و العدالة الدولية المزعومة و بحق الشعوب في تقرير المصير؟ ماهذا النفاق المؤلم الذي يحاول تحويل قضية شعب ثائر لقضية صراع محدود بين سلطة غاشمة و معارضين يرومون المشاركة في السلطة بل و يتوسلون بالأعداء المتورطين بالدم السوري لكي يسهلوا أمر الحل السلمي وهو الحل الذي سيرسمه أبطال الجيش السوري الحر الذي رجحت كفته، شعب سوريا الحرة لا يريد تدخلا دوليا و لا وساطات سقيمة و عقيمة لا توفر خيرا إلا لطبقة الدبلوماسيين المترفين المتعيشين على المصائب و الأزمات، لامكان للدبلوماسية الدولية المنافقة في حل المسألة السورية، من يريد أن يساعد فليتفضل مشكورا و يساهم في تسليح الأحرار للدفاع عن نفسهم، أما المساواة بين الضحية والجلاد فهي قمة الظلم و النفاق و سوء التقدير، على السي الأخضر و فريقه الإنسحاب من الميدان بكرامة إن كان يحترم دماء الأحرار وينتمي للشعب الذي فحر ثورة خالدة أقضت مضاجع الفرنسيين المستعمرين ذات يوم، لا أن يتحول لسمسار يبحث عن حل عند فاقديه و يطلب كما يقول المثل الشهير ( من الحافي نعال )!!... إنسحب يا أخضر بعد أن طلبت العون من نجاد و نظامه المتورط و من المالكي ورهطه ولربما من حسن نصر الله وجماعته!!.. إنها المهزلة الكونية في عصر حقوق الإنسان المنافق.. الشعب السوري وحده سيرسم قدره ويحقق نصره لأن الله معه وهو نعم المولى ونعم النصير.داود البصري
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات