يبدو أن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي قد شرب حليب السباع خلال زيارته الموسكوفية الأخيرة و التي صال وجال فيها و قرر في نهايتها تقمص روح القياصرة العظام ليصدر أوامره الستراتيجية الملزمة لحلف شمال الأطلسي ( الناتو ) و الذي تشكل تركيا ذراعه الجنوبي و بإعتبارها من الدول المؤسسة لذلك الحلف الذي قاد العالم الغربي خلال الحرب الكونية الباردة وإنطلق في نزاع تاريخي مع خصمه الشرقي ( حلف وارشو ) الذي لفظ أنفاسه بعد أن تحولت وارشو لتكون من أولى الدول التي إنتفضت و تمردت على ذلك الحلف و لينتقل الحلف برمته لمقبرة التاريخ فيما يستمر حلف الناتو في العمل و التخطيط و البرمجة و التنفيذ وحيث كانت آخر إنجازاته المشاركة الفاعلة و الميدانية في حماية الثوار الليبيين بما ساهم في إسقاط نظام ملك ملوك إفريقيا معمر القذافي و قتله أيضا بالطريقة التي شاهدناها جميعا!

نوري المالكي بإعتباره القائد العام للقوات العراقية المسلحة و صاحب الرئاستين و المسدد من مولانا الولي الإيراني الفقيه و المدعوم ببركات الرفيق العميد ( آغاي قاسم سليماني قمي ) وهو يدرك خطورة تدخل الناتو لحماية حليفه التركي من إعتداءات و تجاوزات النظام السوري القاتل لشعبه و بما قد يؤدي لتكرار السيناريو الليبي كما أعلن ذلك صراحة قد قرر إعلان حربه الكلامية على حلف الناتو و امره بلسان عربي مبين إنطلق من وسط أسوار الكرملين بالكف عن التدخل في سوريا او التفكير بإسقاط نظام الحليف الرفيق الدكتور الفريق بشار الأسد الذي يعتبره المالكي وحزبه و من والاه بمثابة خط احمر ممنوع على الناتو وعلى كل جنرالات الإنجليز و الفرنجة و الألمان و الأسبان و الطليان فضلا عن الرفاق الأمريكان مجرد التفكير بإسقاطه!! لأنهم بذلك سيرسمون لأنفسهم و دولهم مواجهات ساخنة لن يستطيعوا إدارتها ضد فيالق حزب الدعوة و كتائب مقتدى الصدر و ألوية ( أبو درع ) الحمراء وقوات العصائب الزرقاء فضلا عن قوات الحرس الثوري وحزب خدا فرع العراق ولربما قوات فيلق بدر و ميليشيات أبو غضب المتجحفلة معها !، فكم هو غريب و عجيب ن ينسى المرء نفسه وهو يتحدث وسط الأضواء ووسط تيار موسكو الكهربائي الذي لا ينقطع و يهدد العالم الحر و هو الذي لم ينجز إنجازا واحدا حتى الآن بل أن حكومته التي حمل بعض أعضائها معه هي حكومة ناقصة بوزراء هم بمثابة وكلاء و ليسوا وزراء أصليين، كمثل وزير الدفاع سعدون الدليمي الذي ( فلسع ) الوزير الأصلي عبد القادر العبيدي بعد أن خرج ولم يعد!

داود البصري

وهكذا الحال، إن التصريحات المالكية غير المسؤولة التي تصف الموقف التركي من المسالة السورية بالموقفالغريب !! هو أمر يعني بجلاء ووضوح من ان التورط العراقي الرسمي في الملف السوري وفي دعم إجرام رئيس النظام بشار الأسد قد وصل لنقطة اللاعودة !، كما أنه يعني من جانب آخر بأن مصير الحكومة العراقية و رئيسها بات مرتبطا بوضوح بمصير النظام الآيل للسقوط في دمشق، وهي نهاية دراماتيكية إستعجل المالكي إعلانها ووضع نفسه في موقف توريطي ليس من السهل التخلص من تبعاته و متعلقاته و إفرازاته و تداعياته، ويبدو أن المالكي قد قرر ( بق البحصة ) و التخلي الكامل عن وضعية ( التقية السياسية ) و إعلان التأييد التام و الصريح للنظام السوري و الدخول في حرب باردة ضد تركيا ودول الخليج العربي كالسعودية وقطر وحتى مصر مما يعني تبلور إرتباطات دول حلف نوروز، التهديد المالكي للناتو قد أثار الهلع في قلوب جنرالات الحلف و أطار النوم من عيونهم وجعلهم يعيدون النظر في كل الحسابات الستراتيجية و العسكرية، فمن المعروف عن نوري المالكي إمتلاكه منذ أيام إقامته السابقة في ( حسينية الحجيرة ) في ريف دمشق لأدوات ووسائل رصد ستراتيجية تهدد المنظومة الأطلسية و تجعلها تطير في خبر كان لو فكرت قيادات ( حزب الدعوة ) بقلب المعبد على رؤوس الجميع!!!...

حقيقة إن ما يحصل مهزلة كونية شارك الغرب المنافق في صنعها وهو اليوم يحصد نتائجها السلبية، تصوروا الذي جاء بالقطار الأمريكي و الرعاية الأمريكية و تسلم السلطة في العراق بعد حرب تدميرية أمريكية أطلسية دمرت العراق و سلمته هشيما لأحزاب السيدة زينب هو اليوم قد تعملق ليهدد حلف الأطلسي و ليشعلها ( أم معارك جديدة ) لصالح البعث السوري هذه المرة... فعلا دنيا عجيبة وغريبة... المهم إن جميع دول حلف الأطلسي قد قررت إعتبارا من هذه الليلة الإقلاع عن التدخين وقطع التيار الكهربائي خوفا من الهجمة المالكية ( وياحوم اتبع لو جرينا )... وهي صرخة الحرب عند قبائل العراق، فويل لحلف الناتو من شر قد إقترب...!!!.
[email protected]