quot;بالكلام وحده لا يمكن تسديد الديون quot;
مثل إنكليزي

يقول خصوم رئيس الوزراء العراقي الأسبق الدكتور (أياد علاوي)، إنه اليوم أضعف من أي وقت مضى، ويبررون ذلك بالقول إنه سلطان بلا سلطة وقائد بلا شعب أو رعية وفارس بلا جواد أو مقاتل ضاع منه الحسام! فهل ينطبق هذا القول على الرجل الذي طغت شعبيته في العراق على شعبية أي سياسي آخر، بقوة دفع مما تم تحقيقه من أصوات تزيد على تلك التي يتفاخر بها رئيس الوزراء الحالي؟

قد يكون انعاكس حضور رئيس القائمة العراقية في الشارع، اليوم، غير ما كان عليه قُبيل انطلاق الإنتخابات البرلمانية في 7/ مارس/ 2010، وقتها كان يمكن أن نرى عراقاً آخر بثوب مختلف تماماً عن الثوب الذي يرتديه اليوم وبنظام حكم كان ممكن أن يُرضي أطرافاً عدة، داخلية وخارجية، مثلما كان من الممكن والمتاح أن تكون تلك الصورة التي عليه

معد الشمري
ا العراق، مفيدة لجهة تحقيق مكاسب، كان ومازال المواطن يبحث عنها ولا يجدها، وكان بالإمكان،أيضاً، أن يظهر وجه المجتمع المدني الحقيقي في البلاد، وأن تمتلأ رئة القوى الليبرالية بالأوكسجين النقي لتحيا من جديد، بعد فترة معاناة قضتها في ردهة العناية المركزية وبين جنبات قوى الظلام!

ولكن هل الصورة وردية إلى هذه الدرجة؟ وهل كان من الممكن، حينها، الخروج من بوتقة الخلافات والصراعات السياسية اللامتناهية وهي التي أرهقت البشر واستنزفت خيرات أرض السواد؟ تلك هي علامات الاستفهام الكبرى، التي تبرز بقوة أمام الجميع، دون أن يجدوا لها حلاً!

صورة (أياد علاوي) اليوم، مختلفة تماماً، ويستطيع المراقب للشأن العراقي أستشراف مستقبل الرجل ودوره في العملية السياسية، فمن كان يراهن من أنصار النظام الليبرالي والداعين لتحقيق حلم الديمقراطية بوجود الحرية الفكرية والسياسية والإقتصادية وتحقيق العدالة والمساواة الاجتماعية، يبدو أن ظنهم قد خاب، فلا وجود لذلك quot; القيادي الكاريزميquot;، الذي يحقق الهدف المنشود!

ولا نقصد هنا أن عدم تحقيق كل ذلك، سببه الرئيس تراجع وانحصار شعبية علاوي أو حالة الإحباط واليأس، التي يعيشها الرجل نفسه في ظل أوضاع البلاد التي لاتسر وكذلك الاستمرار في عملية سياسية quot;سفينتها تتقاذفها الامواجquot; مثلما وصفها(علاوي) للرئيس (جلال طالباني) في آخر لقاء جمعهما. بل لعل المراهنة الخاسرة على علاوي، يمكن أن تكون خاسرة، كذلك، في ظل توفر بديل آخر، يمكن الاعتماد عليه للعب الدور المطلوب في عملية التغيير الشامل؛ إذ أن هذا البديل لن يكون سوى quot;دون كيشوتquot;، الذي قد يفقد عقله وهو لا يعلم أية طاحونة هواء أو أية قوة متسلطة في الشارع سيقاتل؛ في ظل سيادة وتصدر الحركات والأحزاب الدينية والزعامات المتعددة ورؤوسها الكبيرة النافذة للمشهد على الساحة السياسية العراقية!

وأخيراً، هل يعلم علاوي ماذا خسر؟ وأية قاعدة شعبية فقد؟ وأي حلم تبخر؟ وهل يعلم الناخب المقبل على معركة انتخابية جديدة بين الفرقاء السياسيين، أن خياراته معدودة وأن الصور التي شاهدتها قبل أعوام ستعود للظهور من جديد، ولكن باسماء وعناوين مختلفة قليلاً؟!

رئيس تحرير صحيفة الطيف
www.alteif.com