انهارت نظرية التطور للعالم البريطاني تشارلز روبرت داروين في القرن العشرين {ان اصل الانسان قرد}، ليس أمام البيولوجيا فقط، بل حتى أمام علم المتحجرات وذهبت ادعاءات داروين ادراج الريح، ونستها مراكز الابحاث ولاتوجد الا في روؤس اصحاب الطاعة العمياء والجهلة الذين يسلمون دون أدنى تفكر اوتفكير.

في حين بقيت أبحاث العالم النمساوي سيغموند فرويد ونظرياته في علم النفس والتحليل النفسي والسلوك مثار اهتمام وجدل للدارسين وعلماء النفس والاجتماع ليومنا هذا. وفرويد يقول ان الحيوان افضل من الانسان فالحيوان لايعرف الكذب والخداع، ويحقق رغباته مباشرة اما الانسان يخدع ويراوغ ويلف ويدور. وينزو كما ينزو الحيوان وهذا الراي يحتمل جانب كبير من الصحة. واكد المرحوم الدكتور الشيخ احمد الوائلي في احدى محاضراته الشهيرة ان الحيوان افضل من الانسان في بعض الاحيان والآية القرانية دليل قاطع على ماذهب اليه الشيخ الجليل احمد الوائلي (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أويعقلون إن هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا) الفرقان44

ولو كان داروين حيا لجادلنا حول اصل الانسان قرد بعد ان اتفقنا ان بعض من البشر كالانعام والحيوان ودليله على ذلك مايقوم به بعض الساسة من تصرفات تتطابق تماما مع تصرفات القرود في القفز من شجرة الى شجرة ومن جدار الى جدار.

عباس داخل حسن
والقرد السياسي بحالة قفز دائم من قائمة الى قائمة ومن حزب الى اخر دون خلاف او مناسبة سعيا وراء رغبات مادية ونزوات السلطة والتسلط واذا ماكسبت هذه القائمة خشع ووضع يده على راسه واذا ما خسرت وضع يده على مكان اخر مجرحا وناسفا كل برامجها وافكارها التي آمن بها واقام الدنيا واقعدها. وبشر بها ودافع عنها لسنوات ونصب افخاخ واحابيل من اجل الايقاع بالاخرين للايمان بها وبكل الوسائل والمغريات المتاحة.

ان صاحبنا القرد السياسي هذا له طباع التخفي واللف والدوران والمراوغة والتبرير عن كل مايحدث من خراب واضرار وقتل. وهذه فئة السياسي القرد موجودة شرقا وغربا. الا ان الغرب استطاع ان يحد منها ما استطاع سبيلا من خلال ضوابط قانونية وانظمة مرعية تسري على الكبير والصغير ومن خلال منظمات المجتمع المدني والشفافية ومن حاول ان يستقرد سيجد الف عائق ومانع لكسر استقراده وضاقت السبل على السياسيين المستقردين وهدات فورتهم بمرور الزمن. فحين بغت القرود السياسية عندنا وعتوا في النهب والتخريب والقتل والاعتداء على حقوق البشر وخالفوا كل مانهى الله عنه والشرائع السماوية والبشرية، وقوله تعالى {فلما عتوا عن مانهوا قلنا لهم كونوا قردة خاسئين} الاعراف 166

ولاننا بشر ونؤمن ونتبجح برقينا الانساني وعقولنا الراجحة وتميزنا عن سائر المخلوقات وجب علينا عدم قتل القرود كما حصل في بعض الحالات للاسف بل وجب حجزها وحجرها والحد من استهتارها وجنونها المفرط لتكون مضرب امثال وعبرة لمن يريد ان يستقرد بالوضع الاقتصادي الامني والسياسي والمجتمعي، ولكن عاجلا ام اجلا ستحجر هذه القرود الخسئة. وللذين يؤمنون بالاحلام فلاتروا القرود لانها تعني رجل فيه كل عيب، ورؤية القرد يعني رجل ياتي الكبائر، ومن راى قردا يعضه فانه يقع بينه وبين انسان خصومة وجدال... ونصيحة للجميع لاتسرفوا في مشاهدة الفضائيات لانها مليئة بالقرود السياسية المتخاصمة ولاتحلموا ولاتأملوا خيرا من القرود السياسية التي تحكمنا ولا تروا القرد ولاتجادله ولاتخاصمه بل اعطيه موز لئلا يضع يده على........ واذا لم تعطيه شيئا سيكشف لك عن عورته المكشوفة أصلا. وتحاشيا للمشاكل.. لاارى القرد ولا القرد يراني.