التصريحات الاخيرة لتسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية سابقا و التي أکدت فيها على مشروعية توظيفها للجنس من أجل المصالح العليا لدولة اسرائيل، ذکرتني بمواقف مشابهة و مماثلة لفنانات عربيات تم توظيفهن لنفس المهمة و الاهدف، لکن قطعا هناك ثمة إختلاف کبير و شاسع جدا بين الموقفين الى الدرجة التي يمکن إعتبارهما متناقضين، حيث أن ليفني و بحسب تصريحاتها الاخيرة و ماهو معروف عنها، قد تطوعت ذاتيا وبإيمان و قناعة لاتزال تتحلى بهما للعمل في الموساد، في حين ان الفنانات العربيات و بصورة عامة يتم إجبارهن من جانب أجهزة المخابرات العربية خصوصا تلك التي تقف بالمرصاد للموساد.

ليفني التي لاتزال تتفاخر و تعتز بعملها في الموساد و تعتبره جهدا وطنيا بل وانها مستعدة لتکرار ذلك خدمة لأمن و مصالح إسرائيل، أما الفنانات العربيات فإن الغموض و التوجس و القلق و الخوف يهيمن عليهن، بل وأن أغلبهن قد يشعرن بالتقزز و الاشمئزاز من ماضي عملهن مع المخابرات و کأن لسان حالهن يقولquot;ياريت دهzwnj; کل ماکانquot;!

نزار جاف

وانا أتابع تصريحات ليفني الاخيرة على أکثر من موقع، و التي ذکرت فيها أنها قد مارست الجنس مع شخصيات مختلفة منها عربية من أجل الحصول على معلومات تخدم أمن اسرائيل، و أقرأ تبعا لذلك ردود الافعالquot;المتشنجةquot;وquot;المنفعلةquot;وquot;البذيئةquot;، للقراء، تساءلت مع نفسي ترى هل أن الفنانات العربيات قد قمن باستغلال اجسادهن ضد اسرائيليين او أمريکان او غربيين لکي يحصلن على معلومات مفيدة لبلادهن؟ المؤکد أن عملهن کان على مايبدو موجه فقط ضدquot;الاشقاء العربquot;، ولايبدو أنهن قد حققن شيئا مفيدا للمخابرات على غير الصعيد العربي لأنهن اساسا لم يکن مقتنعات بالعمل الذي اجبرن عليه و لذلك فلم يکن هنالك من جهد مميز لديهن ناهيك عن سوقهن المعروض أمام الاجانب من غير العرب لم يکن مرغوبا و مثيرا، أما تسيبي ليفني فهي على النقيض من ذلك تماما وهنا يکمن السر الاکبر في إخفاق المخابرات العربية بصورة عامة والمصرية منها بصورة خاصة بهذا المضمار و نجاح الموساد!

طيور السنونو و الغربان، صنفان من البشر کانت المخابرات السوفيتية السابقةquot;KGBquot;، تستخدمهما لأغراض الحصول على معلومات من الاجانب، طيور السنونو کانت عبارة عن فتيات روسيات بارعات الجمال أما الغربان فکانوا عبارة عن شبان روسيين على درجة کبيرة من الوسامة، والصنفين کانا مهيئين لإستخدام أجسادهما بکل الطرق و الوسائل المتاحة من أجل الحصول على المعلومات المفيدة لبلادهم، والذي يجب هنا أن نلاحظه بدقة هو أن المخابرات الروسية کانت تقوم بإختيار و إنتقاء النماذج المميزة من الفتيات و الفتيان الروس من المدارس بالاشتراك و التنسيق مع الحزب الشيوعي السوفياتي، وکان الذي يقع الاختيار عليه ينفصل عن عائلته حيث تبلغ عائلته بأن أبنهم او بنتهم ستقوم بإنجاز هدف وطني او حزبي وانها لن تعود إليهم بعد اليوم!

تجارب أجهزة المخابرات العربية بصورة عامة و المصرية منها بصورة خاصة، تبدو بدائية و متخلفة کتجارب أنظمة حکمها و عموم أمورها و شؤونها الاخرى، وقد روت لي شخصية سياسية لبنانية قبل بضعة أشهر، بأن طريق الوصول لأي مرکز قرار عربي يکون عن طريقين لاثالث لهما؛ الاول هو المعلومة التي تخص أمن النظام العربي، أما الثاني فهو الجنس، والان نعود لموضوعنا الاساسي أي جسد ليفني و زبائنها من مسؤولين عرب، لماذا يتم إستغلال العامل الجنسي ضد المسؤولين العرب؟ والانکى من ذلك لماذا يشعر المسؤول العربي دائما بنوع من الجوع الجنسي؟ أنا اتسائل و أعتقد هناك الکثير و الکثير من الاجابات و الاستنتاجات عن هذين السؤالين الواضحين و سؤال أخير يطرح نفسه بقوة هو: لماذا التأکيد على توظيف الفنانات العربيات دون غيرهن في هذا المجال، ألايعکس ذلك أيضا بحد ذاته قضية أخرى تستوجب النقاش و المسائلة؟!