الانباء السيئة تتوارد قبل الانباء الجيدة على ما يبدو، تواردت الانباء عن طريقة انتخابية ليست جيدة، المدافعون عنها يصرون انها الانسب في ظل التوزع الكتلوي والتمثيلي بالمجلس، لكن بعد الانتخابات تبين أن هنالك غياب لصوت المرأة من جهة في الامانة العامة وحضور كثيف للتيارات الاسلامية، اغلبها معتدل صحيح، لكن الغلبة لهذه التيارات ليست فقط نتاج وضعية تآمرية أو ما شابه وإن كانت موجودة أحيانا، مترافقة مع سطوة المال، لكنه حدث طبيعي نسبيا، العامل الاساس هو غياب التمثيل اليساري والليبرالي الحقيقي في المجلس، ولهذا له عدة أسباب، أهمها أن رموز هذا اليسار العلماني والليبرالي وغيره، لم تستطع التنسيق فيما بينها، ليس لأنها غائبة عدديا كما يحلو للبعض أن يرى ذلك لكي يبرر تقصير هذه التيارات والشخصيات..بل لأن امراض اليسار المزمنة تحول وحالت دون ذلك. لهذا تتالت الاستقالات من هذا التيار، ولسان حالهم يقول كان على التيارات الاسلامية أن تقدمنا هي على نفسها!!

كيف لا أعرف؟ اجيبونا لو سمحتم خاصة من استقالوا من هذه التيارات. هذه المادة بمثابة رسالة أيضا للامانة العامة الجديدة المنتخبة، والتي شهدت مفاجأة من العيار الثقيل، وهي عودة الزميل احمد رمضان وكتلته بقوة، وكذلك كتلة الزميل نذير الحكيم، علما أن اجواء المجلس قبل الانتخابات أي قبل لقاء الدوحة كانت تشير إلى أن اعضاء المكتب التنفيذي لن يعاد انتخابهم وخاصة الزميل احمد رمضان، تبين بعد الانتخابات أن ما حدث هو العكس. الزميل احمد رمضان رغم كل ما قام به من عمل في الفترة الماضية إلا أن الحقيقة كانت واضحة في تقصير المكتب الاعلامي الذي كان يشغله منذ تأسيس المجلس والتفت للعمل في مكاتب أخرى أو من اختصاص مكاتب أخرى وهذا ما شكل بعض الحساسيات والخلافات، خلافه مع الزميل مطيع البطين حول صرف مبالغ مالية للاغاثة، ما علاقة الزميل أحمد رمضان كمسؤول المكتب الاعلامي بالصرف المالي؟ بالطبع لايعني هذا ان الشيخ مطيع كان على حق أو لم يكن هذا موضوع آخر..علما أن العمل في المكاتب الأخرى ليس أفضل حالا، لكن النشاط الزائد للزميل احمد رمضان يجعله وجعله ربما تحت المجهر أكثر من غيره، ولا أظن فقط ان هذا النشاط مرتبط بالمال السياسي الذي يعتقد أن الزميل أحمد يوظفه في نشاطاته هذه، اجواء المجلس وخارج المجلس كلها تتحدث عن هذا الموضوع. مطلوب من الامانة العامة الجديدة أن تضع حدا سريعا لهذه الاشكالات..والبدء فورا بتنظيم مؤسسات المجلس بطريقة قانونية وكفوءة، الضمير مطلوب في مثل هذه الحالة..لكي تستحق تمثيل نسبي للثورة..مواكبة الحدث السوري وثورته لحظة بلحظة هذا أهم مهمة من مهامات المجلس. نأتي الآن للجانب السياسي وهو الاهم..

على الامانة العامة أن تحدد موقفها فورا وسريعا من قضيتين مترابطتين: أن تتقدم بطلب رسمي لكل المؤسسات الدولية والدول من أجل التدخل لحماية المدنيين والبلد من الدمار، ويترافق ذلك مع التالي وهو quot;عدم الانجرار وراء أي مقترح من المقترحات هدفه تضليل الرأي العام ومن أجل التغطية على تواطؤ الدول الكبرى، كمشاريع وحدة المعارضة..تفرغ قسما كبيرا من اعضاءها ومن اعضاء المجلس من أجل تنسيق العمل العسكري برمته في سورية، التواصل اللحظي والتنسيقي مع كافة قوى الثورة العسكرية، ومحاولة تأمين ما يمكن تأمينه من اجل استمرار التظاهر السلمي في بعض المناطق، الاهتمام من جديد بالوصول لتفاهمات محددة مع فاعلي الأقليات..وهذه خطوة هامة جدا أيضا، وتعد ضامنا لعدم الصوملة، ولأن المعركة طويلة نسبيا على ما يبدو مع العصابة الأسدية..لديكم زمنا قصيرا نسبيا لكي تعيدوا للمجلس ما فقده على يد القيادة السابقة..ونتمنى لكم النجاح..ملاحظة بسيطة من وصل للامانة العامة وليس لديه أخلاق الثورة نتمنى أن يكون وصوله لها عاملا لتبني اخلاقها...!