غريبة هي حكاية الزيارة المرتقبة للحرسي الارهابي أحمدي نجاد رئيس جمهورية نظام ولاية الفقيه في ايران واكثر الأشخاص المكروهين بعد خامنئي في إيران وحتى في العالم، إلى العراق.

وهذا الشخص لا يحسب له اي حساب حتى في داخل الديكتاتورية الارهابية الدينية الحاكمة في ايران، حتى انهم يعتقلون مساعده ومستشاره ورئيس وكالة الانباء الرسمية لحكومته ويزجونه في السجن، ليس هذا فحسب بل ان لاريجاني رئيس السلطة القضائية للنظام يرفض طلبا من احمدي نجاد لزيارة السجن معتبرا ان هذا لا يصب في laquo;مصلحة النظامraquo; ويعلق على هذا قائلا: laquo;أنه وبسبب وجود بعض من الشبهات والشكوك والشوائب فانه ليس من المصلحة أن تجري هذه الزيارة في الوقت الحاضرraquo;. وفي خضم هذا كله الا ان الامر على ما يبدو يختلف تماما في العراق فرغم وجود laquo;الشبهات والشكوك والشوائبraquo; الا ان هذه الزيارة تعبتر لصالح وفي laquo;مصلحةraquo; وكلاء نظام ولاية الفقيه وعملائه في العراق ولهذا تقرر ان يزور احمدي نجاد العراق.

لقد سبق وأن زار العراق خلال الأسابيع الأخيرة سلطات عسكرية وحكومية للنظام الإيراني بشكل متتال ولأسباب مختلفة. وكان اخر هذه الزيارات زيارة كل من الحرسي احمد وحيدي وزير الدفاع لنظام الملالي وقاسم سليماني قائد قوة القدس الارهابية وأخيرا مساعد وزير الداخلية في شؤون الأمن والأمن الداخلي لنظام الملالي الجلاد عبد اللهي، وإن هذا الاخير تفاوض مع المسؤولين في الحكومة العراقية بشأن منظمة مجاهدي خلق الايرانية وسكان أشرف وليبرتي معربا عن تقديره لجهود الحكومة العراقية في اغلاق أشرف واخراج مجاهدي خلق من العراق. حيث اعلن الموقع الرسمي لوزارة الداخلية للنظام بأن عبد اللهي laquo;التقى بفالح الفياض المستشار الأمني العراقي وتباحث معه حول طرق تبادل المعلومات وتوسيع العلاقات بين الأجهزة الأمنية والأمن الداخلي بين البلدينraquo; وlaquo;بالاشارة الى جرائم المنافقين (مصطلح النظام الإيراني لمجاهدي خلق) عبر عن تقديره لجهود الحكومة العراقية لاخراج كامل الزمرة الارهابية من الأراضي العراقيةraquo;.

أما في ما يتعلق بزيارة أحمدي نجاد الى العراق فتفيد الوثائق التي كشفتها المقاومة الإيرانية وحصلت عليها من المجلس الأعلى للأمن في نظام الملالي أن الحرسي الارهابي احمدي نجاد سيذهب إلى العراق في زيارته المبرمجة له تحت غطاء المشاركة فيما يسمى بمؤتمر دولي لمكافحة الارهاب وهو من خلال هذه المشاركة يريد تحقيق عدة أهداف. منها ما يشكل احد اولويات احمدي نجاد في محادثاته مع السلطات العراقية وهو فرض المؤامرات الجديدة وتشديد الضغط والقمع ضد سكان اشرف وليبرتي من اعضاء منظمة مجاهدي خلق الايرانية. كما وانه واضافة على ما قد ذكرنا سابقا حول الزيارات المبرمجة للمسؤولين الايرانيين الى العراق فانه من المقرر ان يزور الحرسي محمد علي جعفري القائد العام لقوات الحرس هذا البلد قريبا. كما ووصل وفد برئاسة مساعد احمدي نجاد إلى العراق يوم الأربعاء 31 من أكتوبر. وان الهدف الآخر للحرسي احمدي نجاد من هذه الزيارة هو الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على نظام الملالي وتحقيق المزيد من الاستفادة من الاراضي والحدود الجوية والبرية والبحرية العراقية وكذلك الخدمات المصرفية في العراق. وكان العراق دوما خلال السنوات الماضية اول بلد يوفر للنظام الايراني امكانية الالتفاف على العقوبات. ولهذا السبب سجل التبادل التجاري بين الجانبين ارتفاعا ملحوظا وملفتا للنظر. كما ينوي رئيس النظام الرجعي خلال هذه الزيارة توظيف الحد الاقصى من إمكانيات العراق ومنها الجسر الجوي للعراق فضلاعن امكانياته البرية من أجل ارسال الأسلحة والعتاد وقوات الحرس إلى سوريا وارغام الحكومة العراقية على تشديد دعمها للدكتاتور السوري.

ومن الاهداف الأساسية الأخرى لزيارة رئيس النظام الإيراني، هو مواصلة الدعم لرئيس الوزراء العراقي والذي يواجه حاليا رفضا واسعًا من قبل مختلف المكونات السياسية العراقية. وقد توجه وفد كبير من قبل نظام الملالي لتمهيد الأجواء لهذه الزيارة. كما ومن المقرر ان تتم مشاركة عدد من جلاوزة المخابرات وقوات القدس وعملاء عراقيين لنظام الملالي تحت لافتة rdquo; ضحايا على يد المجاهدينrdquo; في ما يسمى بالمؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب وذلك للقيام بحملة التشهير المسمومة ضد سكان أشرف وليبرتي من أجل قمعهم والتنكيل بهم. جميع هذه الأمور إلى جانب ولكن الحكاية الغريبة باقية في مكانها حيث تعكس في حد ذاتها عمالة غير قابلة للتصور للحكومة العراقية حيث إن مجرم ليس له محل من الإعراب في داخل نظامه ولا يأخذونه بالحسبان، يواجه في المقابل بالتهليل والترحاب من قبل الحكومة العراقية. ومن الجدير بالذكر أن الشخصيات والتيارات التقدمية العراقية وشيوخ العشائر العراقية ادانت هذه الزيارة بشكل مبكر وأبدت استنكارها واستيائها لحضور قاتل الشعبين الإيراني والعراقي في بلدهم.. ولهذا السبب اعلن احمدي نجاد في حوار بأن laquo;زيارته للعراق ليست قطعية بعدraquo;.

* خبير إستراتيجي إيراني
[email protected]