التقرير الهام و الملفت للنظر الذي تم نشره أخيرا من قبل لجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس العموم البريطاني و الذي سلط الاضواء على الاوضاع الوخيمة لحقوق الانسان في إيران بصورة عامة و على الجرائم و الانتهاکات التي إرتکبها و يرتکبها نظام الملالي ضد منظمة مجاهدي خلق المعارضة، إعتبرته معظم الاوساط السياسية و المتتبعة للشأن الايراني بنصر مبين و نوعي لمنظمة مجاهدي خلق في صراعها المرير الذي تخوضه منذ أکثر من ثلاثة عقود ضد النظام الاستبدادي القائم في إيران.

نظام الملالي الذي نجح طوال العقود الثلاثة المنصرمة و بسبب من عوامل سياسية و إقتصادية معقدة متداخلة مع بعضها في خداع المجتمع الدولي و فرض وجوده کأمر واقع، وهو ماأدى الى إرتکاب المجتمع الدولي لأخطاء فادحة بدأ بالانتباه إليها خلال الاعوام القليلة الماضية، خصوصا تلك الاخطاء الشنيعة التي إقترفها بحق تطلعات الشعب الايراني للحرية و کذلك المواقف الخاطئة جدا ضد المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، حيث صب کل هذه المواقف و الممارسات الخاطئة في مصلحة النظام الديني المتطرف و کان من العوامل المهمة جدا التي ساعدت في بقاء سطوته و ظلمه و إستمراره.

تقرير لجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس العموم البريطاني و الذي إستسقى و إستشف معظم معلوماته و أولياته بهذا الخصوص من نشاطات وزارة الخارجية البريطانية ذاتها، يمکن إعتباره نقلة نوعية و مميزة في اسلوب و نهج تعاطي المجتمع الدولي مع الملف الايراني و الابتعاد عن الظلال الداکنة و المريبة للنظام الايراني، والتي تهدف الى تحريف الحقائق و تزويرها و قلبها رأسا على عقب من أجل مصالح النظام نفسه، وان وقوف التقرير على الخطأ الدولي المرتکب بعدم الاخذ بآراء و مواقف المجلس الوطني للمقاومة الايرانيةquot;الفصيل الاکبر و الاهم في المعارضة الايرانية الحقيقية و الواقعية المتواجدة على الارضquot;، والتي أکدت الايام و الظروف و الوقائع مصداقيتها و صحتها، يعتبر بمثابة إنعطافة کبيرة و مميزة في النضال الضروس الذي يخوضه هذا المجلس و هو يمثل نقلة نوعية بهذا الخصوص و يمکن أن يمهد لمواقف دولية متشابهة بهذا الخصوص بحيث يصحح و يعدل من نسبة الانحراف السلبي الشنيع في الموقف الدولي بهذا الصدد لصالح النظام.

منظمة مجاهدي خلق التي تعتبر الفصيل الرئيسي و الاهم في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، تمکنت خلال الاعوام الاخيرة من تحقيق إنتصارات سياسية مهمة جدا تم تتويجها بنجاحها في شطب اسمها من قائمة الارهاب الامريکية، والواضح أن نهجها القويم في الکفاح من أجل تحقيق الحرية و الديمقراطية لإيران و إسقاط النظام الديني المستبد فيها، يؤکد بأنها قد باتت تسير بخطى واثقة و مؤثرة على طريق الانتصار الکبير.
هذا الموقف البريطاني يعتبر موقفا بالغ الاهمية لأنه يحمل الکثير من المعاني و الاشارات ذات المغزى، فهو يؤکد على ضرورة إيلاء اهتمام دولي أکبر بمواقف و آراء المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، ومن الواضح أن هکذا رأي من دولة أوربية عريقة يعتد بآرائها و مواقفها الدولية المختلفة، سيؤخذ به حتما من جانب الدول الاخرى و بقناعتنا هو الغيث الذي يبدأ بقطر ثم ينهمر!
[email protected]