إيران وحكومة العراق بشقها الشيعي ونظام البعث السوري وحزب الله وحماس والجهاد الاسلامي يشكل ما يطلق عليه أصحابه بمحور (الممانعة)، يقصدون محور التصدي للخطط الامريكية للاستحواذ على المنطقة، ودعم الشعب الفلسطيني في قضيته المركزية، هذا ما يعلن عنه محور (الممانعة)، وهناك ما يدل على ذلك عمليا، وتكمن قوة محور (الممانعة) بتواصله الجغرافي وثروته النفطية الهائلة، وكثافة سكانه، وتجربته السياسية، وتراثه (الجهادي / النضالي)، وقبل هذا وذاك القوة النووية الايرانية، وقدرات سوريا العسكرية، وسلاح حزب الله الذي اثبت قدرة على (المقاومة) على أقل تقدير، وما تملكه حماس من صواريخ تطال تل ابيب مبشارة، ولذلك يرى بعضهم أن تحذيرات ملك الاردن قبل سنوات من مشروع هلال شيعي كان في محلِّه، رغم أن ما يلتحق بمحور (الممانعة) هذا من قوى سنية ليست بالهينة، سواء في فلسطين المحتلة أو لبنان، بل ربما توجد (فلول) سنية منتشرة هنا وهناك، أي خارج هذه الجغرافية تتعاطف مع هذا المحور بدرجة وأخرى.
ما هي معالم الخطة الامريكية تجاه هذا المحور؟
تشتيت المحور ومحوه من الخارطة، هذا هو جوهر الموقف، ولكن كيف؟ ليس بالدخول بحرب ضروس مع إيران،أو بالتدخل المباشر في سوريا، بل بإدارة العملية من خلف، وهذا هو الذي يحصل الآن على الارض.
لقد تمت عملية إخرج غزّة من المحور، كانت البداية عندما اعلنت حماس وقوفها مع (الثورة السورية)، ونقدها المباشر لإيران، وتخليها عن تحالفها معها رغم أن ايران هي التي زودتها باهم معداتها العسكرية، توجّت العملية بإلقاء تبعة غزة ضبط غزة على مسؤولية مصر، بعد أن قتلت اسرائيل بعض قادة حماس !
وقفت أمريكا الى جانب (الثورة السورية)، فالامريكان يؤكدون على أن الاسد يجب أن يرحل، وفيما ترفض التدخل العسكري المباشر، تشير المعلومات أن الادارة الامريكية تشجع (القاعدة) للتوافد بالالوف على سوريا ! وهي بهذا تحقق اكثر من هدف، استنزاف الطرفين أولا، والتخفيف عن الجيش السوري ثانيا، وربما ليكون سببا للتدخل في المستقبل ثالثا.
أخراج غزة من المعادلة واضعاف سوريا مطلوبان بحد ذاتيهما، ولكن ايضا مطلوبين لاهداف أخرى، منها وبالدرجة الاولى محاصرة حزب ا لله، خاصة بلحاظ المطلب الثاني، اي اضعاف سوريا، فهناك اتفاق أن سقوط الاسد بل ضعفه يتسبب في احراج حزب الله، ومن أشكال هذا الإحراج محاصرته، إذا يفقد بوصلة صلته الحيوية والمصيرية بالجمهورية الاسلامية الايرانية.
عزلة حرب الله هي بداية الموقف او بداية التخطيط الامريكي تجاه هذه المفردة المهمة في محور (الممانعة)، وهي عزلة من الخارج ومن الداخل، يسيران بالتوازي المدروس، والحزب لم يعد يملك تلك العلاقات القوية بكثير من القوى السياسية اللبنانية الفاعلة، بل العلاقات متوترة بين الحزب وبين بعض هذه القوى بما في ذلك قوى كانت تملك علاقة قوية مع الحزب، وليس من شك أن ما تمر به سوريا من واقع يساهم في عزلة الحزب من الخارج.
يقول محللون سياسيون ان الامريكان باتوا يشعرون إن (طاقم السيد المالكي) في الحكومة العراقية لا يستطيع أن يواجه الضغوط الايرانية باتجاه سترايتجتها بشكل عام والتي تصب في تسخير العراق لصالح محور الممانعة بشكل وآخر، بل هناك قوى واحزاب شيعية مقتنعة بهذه السياسة، حتى وإن كان الاتجاه العام لشيعة العراق يلح على عروبة العراق، ويؤكد على ضرورة استقلال القرار السياسي الشعي العراقي، المحللون السياسون هؤلاء لا يستبعدون أن امريكا بدا تثير المتاعب لحكومة المالكي لهذا السبب، بل يرون أن حكومة السيد المالكي ربما تُزّج بشكل وآخر بمشاكل جديدة تشل من قوتها وفاعليتها، ولامريكا رجالها السريين في عمق هذه الحكومة بما في ذلك القوات المسلحة !!
ايران هي الهدف البعيد، وفيما يشتد الحصار الاقتصادي عليها حيث تسبب ويتسبب ذلك في احراج اقتصادي مزعج ومؤذي، العمل جار على تقطيع أذرعها أو تحطيم اجندتها الخارجية، غزة، حزب الله، الحكومة السورية، قاطم المالكي في حكومته !
إضعاف ايران وتقطيع اذرعها الخارجية هل هي بداية لضربة إمريكية؟
لا احد يعرف...
السؤال...
الى متى تستمر أمريكا بخطتها الاستراتيجية هذه؟
لا أحد يعرف.