الحدث الذي أَطلقَ بسببه نوري المملوك quot;لصاحبهquot; كذبة المئة يوم، كان انتفاضة شعبية بحق... هناك تحت نصب الحرية كان شباب العراق يطلقون العنان لحناجرهم لتصدح بأصوات الفقراء والأرامل، أصوات الأيتام والسجناء وضحايا إرهاب quot;الدولة العراقية الجديدةquot; كانوا يطلبون الحياة لمن لُسبت منهم الحياة بمخالب ديمقراطية جديدة لم يذق العراقي منها إلاّ طعم الدم ورائحة بارود قذائف عتيقة تخلَّفت عن الاطلاق صوب مصانع كانت تعدّ على مهلٍ، رجالات الحكومة العراقية الجديدة... في تلك الليلة وبعد أن لملم الغضب الشعبي خيام التجربة الأولى عائداً حيث رطوبة جدران البيوت العتيقة، على أمل العودة مجدداً صوب نصب الحرية في قلب وطن لم يعرف الحرية بعد...
ظهر على شاشات الفضائيات quot;العراقيةquot; قناعان بشريان يتوسطهما مأجور:
القناع الأول كان متحدثاً باسم quot;دعوةquot; الحكومة، أما الثاني، فكان ndash; وكما هو معروف quot;سابقاًquot; ndash; متحدثاً باسم قيادة عمليات بغداد، كانوا ثلاثة كراسي منصوبة فوق سطح كونكريتي يعتلي نفق ساحة التحرية... ثلاثة كراسي ناطقة باسم كرسي كبير مملوك لصاحبه، ومن خلفهم جدارية جواد سليم الناطقة على الدوام بصوتٍ جهورٍ لم يسمعه سياسي عراقي من قبل.
كان ذلك المشهد، مسرحية صاخبة الإهانة... إهانة أرادت حكومة مُهانة منذ ولادتها، توجيهها إلى شباب ساحة التحرير وهم يخرجون للمرة الأولى متذوقين طعم الافصاح عن غضب مشروع بكل المقاييس...
هل تذكرتم المشهد؟...
المهم الآن، أن نعرف معدن الأقنعة، كوننا بتنا نعرف جيداً معدن الكرسي quot;النورانيquot; المملوك لصاحبه، ولا يضر إن عمدنا على خلع القناع، عن الناطق quot;سابقاًquot; باسم قيادة عمليات بغداد، ونقول سابقاً كونه الآن يشغب منصب مدير المخابرات العامة!!! هذا الشخص ndash; أعترف الآن ndash; كان زميلي في الجامعة التكنولوجية ببغداد، كان يدرس هندسة الميكانيك في قسم المدرسين الصناعيين quot;هندسة الكهروميكانيكquot; وكان، وهو في السنة الثالثة من دراسته الجامعية مسؤولاً بعثياً، عن تنظيمات الأقسام الداخلية التابعة للجامعة، وكانت درجته الحزبية في تنظيمات حزب البعث المنحل، بمرتبة quot;عضو فرقةquot;... وعلاوة على ذلك، كان منتسباً لقوى الأمن الداخلي وهو ما يزل طالباً في الجامعة ويتقاضى راتباً من وزارة الداخلية برتبة ملازم ثاني حسب ما نص عليه كتاب مديرية الأمن العامة الصادر عام 1984 والذي ينص على تجنيد ضباط مهندسين تابعين للمديرية قبل تخرجهم برتبة ملازم ثاني. ومن ثم برتبة ملازم أول بعد التخرج... أي أن هذا المتحدث باسم عمليات بغداد، كان تحت طائلة قانون الإجتثاث بكل وضوح ودون لبس، ولكنه فلت من تطبيقات القانون بفضل رئيسه النوراني المملوك quot;لصاحبهquot;.
أما القناع الأول quot;الناطق باسم الحكومةquot; صاحب الغرة البيضاء، quot;الدكتور الحوزويquot; والذي حصل على درجة وزير بقرار خاص من سيده المملوك quot;لصاحبهquot; قدس الله سره، والذي سمعنا منه في ذلك اللقاء المتلفز ما يثير الغضب ويخدش الحياء العام، وهو يتحدث عن الشرف والأمانة، وصيانة كرامة الانسان العراقي الفقير، وشرف الأرامل، وحقوق الأيتام، هو الآن مقال عن منصبة بقرار من السيد المملوك quot;لصاحبهquot; ومتهم بالفساد في صفقة الأسلحة الروسية... وهنا أسمحوا لي أن أدعوكم لإستراحة قليلة مع هذا الخبر الممتع:
quot;أخبار العراق: القاء القبض على عصابة يرأسها مسؤول كبير quot;الفناع الأولquot;... كشف مصدر أمني رفيع المستوى عن القاء القبض على عصابة تابعة لمسؤول سابق رفيع المستوى، متخصصة بتزوير العملة.
وقال المصدر، الذي لم يشأ الكشف عن هويته، لوكالة (أور) أن quot; قوات الأمن ألقت القبض على عصابة متخصصة بتزوير العملة العراقية فئة (خمس وعشرون ألف دينار)، مضيفاً أن العصابة اعترفت فور القاء القبض عليها أنها تعمل لصالح مسؤول عراقي رفيع المستوى، غادر منصبه مؤخراً، تتحفظ وكالة (أور) على ذكر اسمه... وبين المصدر أن quot;المجموعة أوضحت أن دورها يتمحور فقط بطبع كميات كبيرة من فئة الخمس وعشرين ألف دينار ومن ثم وضعها مع كميات من المبالغ من نفس الفئة غير المزورة لتسليمها الى محلات الصيرفة الصغيرة في بغداد بغرض تحويلها الى الدولار وارسالها الى عنوان محدد في العاصمة اللبنانية بيروت.
وأشار المصدر إلى أن quot;المسؤول السابق يقوم دورياً بالسفر إلى بيروت لتسلم تلك المبالغ بالدولارquot;.
يشار إلى أن اتهامات واسعة واجهت المسؤول السابق بشان صفقة السلاح الروسي حيث ترددت الأنباء حول حصوله على مبالغ كبيرة جراء هذه الصفقة مما دفع المالكي إلى اقالته من منصبه.quot;... انتهى الخبر...
الان يمككنا السؤال: من كان يفكر حقاً بمصلحة الشعب العراقي؟.. من كان يجاهد من أجل حقوق الأرامل والأيتام وبسطاء العراق، ويطالب بحقهم المشروع في حياة كريمة، مشدداً على أنهم أبناء ثاني بلد نفطي في العالم؟.. هل كان قناع quot;علي الدباغquot; أم قناع البعثي ضابط الأمن السابق quot;قاسم عطاquot; أم قناع سيدهم المملوك quot;لصاحبهquot; قدس الله سره؟.. أم هو ذلك الكيان الشعبي الذي انتفض ليقول كلمته وهو يصدح بصوت أبناء العراق من الأيتام والأرامل ومعوقي الحروب وإرهاب quot;الدولة العراقية الجديدةquot;؟... ترى لماذا لم تستمر الثورة على الفاسدين؟.. لماذا سكتت ساحة التحرير؟... هل تم اعتقال جميع أصوات العراق، فسكتت...؟