لااعتقد ان احداً في العراق يشعر بالصدمة والذهول من انكشاف عصابة ارهابية اخرى ضمن بعض طواقم الموت التي يطلق عليها حمايات المسؤولين , فهذه حماية العيساوي وزير المالية تتكشف أوراقها الدموية الارهابية على يد حمايات الهارب المدان طارق الهاشمي.الغريب في الامر لاينحصر بانكشاف حلقة اخرى من سلسة العصابات هذه بل بالموقف المرتبك للوزير العيساوي ومعه القائمة العراقية وكأن المعني بهذا الاجرام يقول هذا انا فخذوني. لذلك حجم ردود الفعل وهذه القدسية المصطنعة والغير مبررة لافراد الحماية وهم في مربع الاتهام القضائي الاولي تثير اكثر من علامة استفهام كبرى على ماخفي من الامور!
طبعا وكما متوقع دفعت الامور الى الجانب الطائفي وذلك لخلط الاوراق ومحاولة اضاعة الحقيقة الكبرى , لكن العقلاء في الجانب السني العراقي العربي كان لهم موقف لابد من الاشارة اليه بكل احترام وتقدير كبيرين , بذات الوقت الذي يجب فيه ادانه تصرف اللصوصية وقطاع الطرق الذي قام به قلة قليلة من خلال قطع الطريق الدولي في وقت مازالت جراحات الطائفية الارهابية الدموية لهذا الطريق الدولي لم تندمل في الذاكرة العراقية , ومع رفع علم مايطلق عليه الجيش الحر السوري في نفس هذه التظاهرة فان الرسالة تكون قد وصلت باحسن ظروفها ونفس الشيء ينطبق على المؤشرات التي تثبت ان هذه المظاهرة انما خيوطها من الخارج ومجموعة الذين خرجوا بها ليس سوى مجموعة دمى من ماركة كنترول التحكم من بعد. وفات على هولاء ان لا الجيش الحر ولاجيش النصرة ولاقاعدة بن لادن ولا قوافل طلبان ولاحتى فدائي صدام او حرسهم الجمهوري البغيض ولاحتى جيش اوردغان الانكشاري بل وكل ثروات النفط والغاز العربي مجتمعة او متفرقة غير قادرة على تغير حركة التاريخ او ارجاع عقارب الساعة الى الوراء , وسيكون مصيرهم مصير الزرقاي المقبور ومن لف لفه.
وفي الجانب السياسي لهذه القضية اذا صح التعبير فان مفارقات طفت على السطح تدعوا للتندر والضحك ولصناعة نوع من النكتة السياسية العراقية المسخة , قد تكون اولها التصريحات المليشاوية للعيساوي الوزير المرتبك وايضا هذا التهافت العلني على ابواب السفير الامريكي يضاف اليها تصريحات اوردغان التي تحمل من التدخل والتحريض الطائفي مايفوق حجم الرعونة الشخصية في حشر أنفه في مثل هذا الموضوع العراقي الداخلي ناهيك عن محاولة الربط الفاشل من قبل القائمة العراقية بين ملف حماية العيساوي وجرائم المدان الهاشمي ناهيك عن اعلان مبادرات سياسية تدعو اعضاء البرلمان والحكومة للاشراف على التحقيق القضائي و جلسات المحكمة وهذه المخالفة الدستورية ان حدثت ستكون خير مظلة لتستر المفسدين والارهابين على بعضهم البعض , وحسنا فعل د. اياد علاوي حينما وزع رسالة داخلية على اعضاء قائمته يدعوهم الى التوقف عن الشحن الطائفي لان الامور لن تسير بجانبهم !!. اما طيران النجيفي الى اربيل واجتماعه مع البرزاني حول الموضوع فهي علامة صارخة على حجم الانتهازية التي تسود العملية السياسية في العراق وطالما يصر البعض على شخصنة كل الامور مع رئيس الحكومة العراقية الوطنية ومحاولة الابتزاز والتهديد بسحب الثقة من السيد المالكي فان الجواب المنطقي والواقعي انكم ومعكم بعض اصحاب عقول العصافير من التحالف الوطني نفسه لم تستطيعوا سابقا ولن تستطيعوا لاحقا سحب الثقة من رئيس الحكومة لانكم أعجز من ذلك بكثير واذا كان لابد منها فتعالوا الى انتخابات مبكرة لتذقوا طعم هزيمة اخرى
ان حجم الشحن الطائفي الذي برز في قضية حماية العيساوي يشير بدقة الى استعداد البعض لهدر الدم العراقي دون تردد خدمة لاهداف سياسية , لذلك فان الحذر وحده لم يعد يكفي لمواجهة مثل هولاء اوباش الدم العراقي بل يجب نبذهم اولا وثم تقديمهم للمحاكمة القضائية العادلة وبغض النظر عن عناوينهم الرسمية في الحكومة او البرلمان فكل هذه الحصانات الكاذبة والقدسية الوهمية يجب ان تتراجع وتختفي امام حرمة الدم العراقي وامام الحفاظ على نسيج المجتمع العراقي وامام بودار تأسيس الدولة العراقية الجديدة وامام قبضة الحكومة العراقية الوطنية المنتخبة والقضاء العراقي والدستور والقانون العراقي. امام غير ذلك فاالبديل سيكون بالظلام و الظلامية من خلال دويلات الطوائف ووزارت العشائر والعوائل الحاكمة وزعماء الحرب الذي بدات رقابهم تطل علينا ولو بهيئات مختلفة والوان مختلفة.
التعليقات