فى خبر لوكالة الصحافة العالمية (يو بى آي) نشرته صباح يوم الجمعة 10/2/2012 تحت عنوان : ايران تسرق النفط العراقي لكسر الحصار الاقتصادي عليها . الخبر باللغة الانكليزية ، وقمت بترجمته كما يلى الى العربية :
ايران تسرق النفط العراقي للتغلب على الحصار
ايران تسرق كميات كبيرة من النفط من جنوب العراق منذ عدة سنوات وعلى نطاق واسع يساعدها على على تحمل المقاطعة الاقتصادية المفروضة على تصدير نفطها ، بحسبما أفادت وكالة (ستارفور) الامنية الإستشارية الأمريكية فى ولاية تكساس الأمريكية . وذكرت الوكالة أن طهران قد أنشأت شبكة تهريب للنفط يجلب لها عوائد ضخمة من انتاج حقول نفط العراق الجنوبية بما يعادل حوالى 20 مليونا من الدولارات يوميا ، مما يساعد ايران ذات الأغلبية الشيعية على الاحتفاظ بتأثيرها فى المنطقة وفى ذات الوقت تتهيأ لمقاومة الحصار المفروض على تصدير نفطها . وقالت الوكالة أن عشرة فى المائة من منتوج البصرة ذات الأغلبية الشيعية جنوب العراق التى يقدر إحتياطي النفط فيها بثلثي احتياط نفط العراق يهرب الى ايران لاعادة تصديره من هناك.
يتزايد تأثير المقاطعة التى فرضتها الأمم المتحدة على ايران فى حزيران/يونية 2010 بسبب رفض طهران التخلى عن نهجها النووي . وقامت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي مؤخرا بتشديد الحصار بهدف خنق تصدير االنفط الايراني الذى يشكل حوالي 80 بالمائة من مدخول الدولة . منذ مدة طويلة عتمت ايران على حقول النفط العراقية التى يقدر احتياطي النفط فيها ب 115 مليار برميل إضافة الى احتياطي مماثل لحقول لم تمس بعد .
خلال حرب 1980-1988 استولت القوات الايرانية على حقول (مجنون) النفطية على حدود العراق الشرقية ، كما احتلت الحقول المتنازع عليها عدة مرات ، آخرها كان فى كانون الأول/ديسمبر 2009 عندما استولت على حقل (فكه) فى محافظة ميسان الذى استولت القوات الايرانية على أحد آباره واحتفظت به عدة أيام . ويقدر أحتياطى الحقل بحوالي واحد ونصف مليار برميل من النفط . الاختلافات الحدودية اشتدت بين البلدين خاصة عندما أعلنت بغداد عن مزايدت للشركات الأجنبية لتطوير الحقول العراقية . تلك الشركات ومن ضمنها شركة (اكسون موبايل) الأمريكية قامت برفع انتاج النفط بصورة كبيرة من الحقول الرئيسة فى جنوب العراق مما جعلها أكثر جاذبية لايران .
منذ مدة وايران تحاول السيطرة على العراق عدوها القديم ، خاصة منذ أسقط الأمريكان حكم صدام فى عام 2003. وزاد تأثير ايران أكثر بعد انسحاب القوات الأمريكية فى ديسمبر الماضى.
وبمساعدة شبكة حلفائها ، وبضمنهم سياسيين عراقيين و نقابات ومصالح نفطية وميليشيات فان ايران فى موضع جيد للحصول على عوائد النفط من جنوب العراق بطرق غير معلنة ، كما تقول وكالة ستارفور. وهكذا تمكنت ايران من استخلاص الموارد الكبيرة للمحافظة على تأثيرها على المنطقة وحمت نفسها من المقاطعة المفروضة على تصدير نفطها .
طموح ايران (الجغراسياسي) لجعل جنوب العراق امتدادا لها لتزيد من حصتها من سوق الطاقة العالمي بصورة غير مباشرة ، كما لاحظت الوكالة . إيران ترغب فى ان يتحول جنوب العراق الذى يسيطر عليه الشيعة الى حكومة واحدة تدور فى فلكها ضمن الاتحاد الفيدرالى العراقي.
عند الوصول الى قرار سياسي مهم ... القبول بمساعدة عسكرية كبيرة من الولايات المتحدة ، سيكون لإيران قدرة مالية كبيرة تحصل عليها من التهريب للتأثير على من بيدهم القرار فى العراق.
وكذلك تتبع ايران طرق قانونية للسيطرة على نفط العراق . ففى عام 2011 قرت ايران إعطاء أسبقية الانتاج من الحقول المشتركة على الحدود غير المعلمة والتى استنفذها العراق . فى يوم السبت الماضي أعلنت ايران عن شروعها بالعمل فى بئر فى حقل (يادافاران) فى جنوب غرب ايران الذى تديره شركة (سينوبيك) الصينية الذى يحتوى على 12 مليار برميل تخمينا من النفط باضافة الى 12.5 تريليون قدم مكعب من الغاز و 1.9 مليار برميل من المكثف. وهذا هو واحد من خمسة حقول تشترك فيها ايران مع العراق . وتنتج الجمهورية الاسلامية حوالى 68 الف برميل يوميا من الآبار الأربعة الباقية .
تعتبر ايران ثانى أكبر منتج للنفط فى منظمة (اوبك) وتنتج ثلاثة ونصف مليون برميل يوميا ، تصدر منها اثنين ونصف مليون برميل ، وتحصل على حوالى مئة مليار دولارا سنويا . وترغب بزيادة الانتاج الى 5.2 مليون برميل فى اليوم بحلول عام 2015 ، وتطوير حقولها المشتركة مع العراق ، مع حقل (ساوث بارز) العملاق المشترك بينها وبين دولة قطر فى الخليج ، وترغب بالإسراع فى ذلك . وصرح وزير النفط الايراني (رستم قاسم) فى آب/اغسطس 2011 بأن صناعة البترول تحتاج الى 50 مليار دولار يستثمر لهذا الغرض ، وتحاول المقاطعة الغربية أن تخيف المستثمرين الأجانب وتبعدهم عن الاستثمار .
انتهى الخبر
رابط المقالة الأصلية:
http://www.upi.com/Business_News/Energy-Resources/2012/02/10/Iran-steals-Iraqi-oil-to-beat-sanctions/UPI-53421328910039/#ixzz1m5TOkwf5
أن سرقة 20 مليون دولارا يوميا يعنى خسارة العراق 7 مليارات و 200 مليون دولار سنويا هو بأمس الحاجة اليها لاعادة إعمار البلاد بعد التخريب الهائل الذى حل بها نتيجة للحروب العديدة وأعمال التخريب التى خلفها الارهابيون الذين جاؤونا من وراء الحدود .
تجرى كل هذه السرقات واختراق الحدود وأعمال الارهاب وقادتنا السياسيين مشغولين بالنزاع حول الكراسي ضاربين بمصلحة شعبهم المظلوم عرض الحائط . يعقدون ما لا يحصى من الاجتماعات الغير مثمرة ويشكلون اللجان التى لا تعمل شيئا ، ويسبون ويشتمون ويهددون بعضهم بعضا ، وينسحبون ويعودون من والى الحكومة ومجلس النواب ، وشعبهم فى دوامة ويفتقر الى أبسط متطلبات الحياة اليومية وقد أصابه الاحباط الشديد . وقرأت فى صحف اليوم عن استمرار الخصومات بينهم وهم يتهيأون للمؤتمر الوطني فقدمت كل كتلة شروطها التعجيزية لحضور المؤتمر، وأغربها العراقية التى تشترط إدراج قضية الهاشمي فى جدول الأعمال ، وهى مسألة قضائية . ولو كان الهاشمي بريئا ومحبا لوطنه حقا لسلم نفسه للقضاء بعد أن وصلت الحالة الى هذه المرحلة الحرجة.
حالة العراق اليوم تشبه حالة غني مريض عاجز ويحيط به الطامعون فى ثروته ، فهو بأمس الحاجة الى من يحميه من الطامعين . العراق كانت تحميه القوات الأمريكية مجانا لمصلحة الولايات المتحدة طبعا ، ولكن بوجود قواتها ستفكر الدول الطامعة مرتين قبل محاولة التدخل فى شئونه الداخلية أو سرقة نفطه وخيراته ، ولكن نزاع القادة هو سبب ذلك الانسحاب إذ لم يجرأ احد منهم على طلب بقاء تلك القوات جهرا لئلا يغتم خصومه الفرصة فيتهموه بالعمالة لأمريكا ، وهكذا ضاعت فرصتنا أصبحنا عرضة للاعتداءات من الجيران الطامعين .
والخبر المفجع الآخر الذى قرأته اليوم هو نداء بعض الجهلة وعملاء الدول الأجنبية بأن يعود العراقيون الى التظاهر فى 25 من هذا الشهر ، وهى الذكرى المشئومة للمظاهرات التى قاموا بها فى ساحة التحرير قبل سنة وأصابت البلد بأضرار جسيمة وخسائر لامبرر لها فى الأنفس . كل الناس يعلمون نتائج ما سمي بالربيع العربي والذى أدى الى سقوط بعض الحكام الطغاة ، ولكنه فى نفس الوقت خرب ليبيا ومصر واليمن خرابا أعادها الى العصر الحجري والمتشددون الاسلاميون يتهيأون لاستلام الحكم وإعادة تلك البلدان الى ما كانت عليه قبل أربعة عشر قرنا . وبنفس الطريقة العقيمة يحاولون تحرير سورية من طغيان حكامها البعثيين الذين صمموا أن لا يتركوا سورية إلا قاعا صفصفا ، كما فعل صاحبهم صدام حسين .






التعليقات