لما شارف قاتل قضى حياته في القتل على الموت، إجتمع أبنائه حول رأسه وهم يتکلمون بشأن مراسيم العزاء التي سيقيمونها له، فلوح القاتل بيده لأبنائه ليقتربوا منه کي يقول لهم أمر هام، فخاطبهم بصوت خفيض: لا تتعبوا أنفسکم فلن يکون هناك إلا أناس قلائل من أمثالي ممن سيحضرون مراسم عزائي!

النظام السوري وهو يعيش أياما صعبة من حياته قد لا تطول کثيرا، يقوم بإرتکاب أشنع و أبشع الجرائم الوحشية بحق الشعب السوري، لايوجد شعب حر او دولة في کل أرجاء العالم لاتزدري و تشمئز من هذا النظام القمعي الذي تتضرج يداه بدماء شعبه، ماعدا دول معدودة و محددة و على رأسها: الجمهورية الاسلامية الايرانية، جمهورية الصين الشعبية، روسيا العظمى(کما وصفها وزير خارجيتها قبل فترة قصيرة عندما لاسن وزير الخارجية القطري)، وعندما نتمعن و ندقق في هذه الدول الثلاث، نجد أن الشئ الوحيد الذي يجمع بين ثلاثتهم هو عشق الاستبداد و القمع إذ ان شعوبهم ترزخ تحت جور نظم قمعية إستبدادية تدعي کذبا و زورا بالديمقراطية و الحرية و شعبية مزعومة.

روسيا و الصين، ومنذ تدنستا بوحل ديکتاتورية البروليتاريا، کانتا و مازالتا من أقوى الحلفاء و المساندين لمختلف النظم الشمولية القمعية و تقفان خلفهم بکل الامکانيات، وليس بجديد او بغريب على تأريخهم غير المشرف بخصوص الموقف من مسائل تحرر الشعوب ذلك الموقف المخزي الذي إنحدرا إليه في مجلس الامن الدولي عندما کحلا عيني نظاميهما بزنخ مساندة الاستبداد و القمع لنظام الرئيس المعوق بشار الاسد، أما نظام الملالي، فإن دعمهم و مساندتهم لحريات الشعوب قد حددوها منذ الايام الاولى من إحکام قبضهم على مقاليد الامور في طهران، إذ أن مفهوم الحرية و الديمقراطية في عرف هذا النظام تعني أن تنظر و تفکر الشعوب الاخرى مثلهم تماما، فحزب الله و الاحزاب الاسلامية المصنعة او المعدلة و المحسنة في طهران تهتف الى حد إنقطاع الحبال الصوتية بمثالية و إنسانية مزعومة لهذا النظام الذي لايختلف عن النظم الشيوعية الاستبدادية في قمعه و کبته للحريات.

وزير الخارجية الروسي الذي صار في هذه الايام بمثابة نخاس سياسي للنظام السوري المجرم، يهيب بالمعارضة السورية کي يضعوا أيديهم بيد نظام يذبح شعبه علنا و من دون أدنى تردد او وجل، أما ملالي قم و طهران فإنهم منهمکون هذه الايام باللهاث خلفquot; أخوان المسلمينquot;السوريين و الذين يتحاشونهم بمختلف السبل بل وان الامر وصل بسعاة البريد لنظام(ولي أمر المسلمين)، أن يغدق على الاخوان بمناصب سياسية عديدة ماعدا منصبquot;السيد الرئيسquot;، وهو أمر تعرفه العديد من الاوساط السياسية و الدبلوماسية في بروکسل و فينا و باريس، ويبدو أن کلا من وزير الخارجية الروسي و quot;ذوي النوايا المشبوهةquot;للملالي في طهران، يسعيان وبکل جهودهما من أجل فتح ثغرة ولو يسيرة في جدار المعارضة السورية لکن، من دون جدوى، وقبالة ذلك ليس أمامها غير الاستمرار في دعم إستمرار جريمة ابادة الشعب السوري تحت يافطة ملاحقة الجماعات المسلحة!

النظام الايراني الذي بات العالم کله تماما يدرك مدى تدخله في الشأن السوري الداخليquot;خوفا على نفسهquot;، ومن خلال الدعم الذي يقدمه على مختلف الاصعدةquot;نفط و مال و سلاح و تجسس...الخquot;، يظهر وکأنه بات مايسترو يقود بدلا عن النظام المترنح فرقة سمفونية کاملة في سبيل أن يطرب اسماع الشعب السوري بمقاطع من موسيقىquot;الشبيحةquot; وquot;الطائفيةquot;وquot;القصف العشوائيquot;، أما وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، فيظهر أنه الوحيد الذي يطربه عزف الملالي ولذلك تراه ينتشي و يغني و يغني في کل مکان من دون کلل، والوحيد الذي يستمع للغناء الروسي المؤذي للأذن البشرية و الاحساسيس الانسانية فهو وزير خارجية الصين.

غريب هذا العالم...ملا يعزف بهستيرية و دب يغني و کأنه ثمل وهو يعرف أن صوته نشاز ولايطرب أحدا سوى تنين أطرش يلوح برأسه طربا من دون أن يسمع ولو کلمة واحدة مما يغنيه الدب لکن وللأسف وفي نفس الوقت هناك شعب يذبح على إيقاع و أنغام هذا العزف و الغناء و الاستماع!