أکثر من 45 يوما قد مضى على توقيع مذکرة التفاهم الخاصة بحل أزمة مخيم أشرف بطريقة سلمية بين منظمة الامم المتحدة و الحکومة العراقية، وقد جاء التوقيع على هذه المذکرة بعد أجواء مشحونة و بالغة التوتر على أثر التهديدات الجدية التي أطلقها رئيس الوزراء العراقي نوري المالکي بغلق مخيم أشرف بنهاية العام المنصرم، لکن ولحد هذه اللحظة لم يتم إحراز أي تقدم على الارض بإتجاه تنفيذ بنود تلك المذکرة و جعلها أمرا واقعا.
إحراز ذلك التقدم النسبي على صعيد أزمة مخيم أشرف عقب التوقيع على مذکرة التفاهم، کلل الجهود الاممية المبذولة بدرء الخطر المحدق بهم من جراء تهديدات الحکومة العراقية بغلق المخيم من جراء الضغوطات الکبيرة التي تعرضت و تتعرض لها من جانب النظام الايراني من أجل غلق المخيم و بعثرة سکانه على أمل القضاء عليهم قضائا مبرما، تم تحقيقه بعد کل ذلك التساهل و الليونة و روح الاحساس بالمسؤولية للمقاومة الايرانية التي وافقت على نقل سکان أشرف الى المخيم الجديد مع ضمانات الحد الادنى لهم، ويبدو ان الحکومة العراقية أيضا و في شخص رئيس الوزراء نوري المالکي لم يجد مناصا في الإذعان لمنطق الواقع و صرف النظر ولو مؤقتا عن لغة التهديد و الوعيد و الجنوح الى منطق الحکمة و السلام، غير ان هذا الامر کما يظهر، لم يرق للنظام الايراني و هو سعى و يسعى من أجل العمل الجدي على أکثر من صعيد في سبيل إفشال الحل السلمي لقضية أشرف من اساسه و إعادة الامور الى المربع الاول.
quot;ليبرتيquot;،المخيم الجديد الذي من المزمع نقل سکان أشرف إليه، والذي کان معسکرا للقوات الامريکية التي إنسحبت من العراق، يتکون مساحته من أکثر من أربعين کيلومتر مربع، وکان يتوفر فيهquot;عند إنسحاب القوات الامريکيةquot;، کافة الخدمات الاساسية من ماء و کهرباء و صرف صحي للمياه و غيرها، لکنه و بعد إستلامه من قبل الحکومة العراقية تعرض لحالة من النهب و التجاوز بحيث بات بحاجة الى إعادة تأسيس شبکتي الماء و الکهرباء من جديد بالاضافة الى الامور و الجوانب الاخرى التي طالتها أيادي العبث و النهب و التخريب، هذا بالاضافة الى أن المساحة التي خصصت لسکان أشرف من تلك المساحة الکبيرة هي أقل من کيلومتر مربع واحد فقط، و الاهم من ذلك أنه قد تم توزيع کاميرات المراقبة و التنصت على کافة أرجاء تلك المساحة الصغيرة، والانکى من کل هذا، ان تصريحات سفير النظام الايراني لوسائل الاعلام الايرانية بخصوص المخيم الجديد و حديثه غير المبرر عن مصير سکان أشرف بعد نقلهم الى المکان الجديد و الذي يعتبر بمثابة تدخل سافر في الشؤون الداخلية للعراق و خرق فاضح لإتفاقية جنيف الخاصة بحماية الاسرى و اللاجئين، حيث ان سکان أشرف بمثابة لاجئين هاربين من جور و قمع النظام الايراني و لذلك فليس من حق هذا النظام أن يبادر الى أي تدخل من قريب او بعيد بالامور المتعلقة بهم، ولو جمعنا کل ما قد سردنا ذکره مع بعضه، لوجدنا الاجابة الشافية على السؤال المطروح منذ 45 يوما quot;تأريخ توقيع مذکرة التفاهم بين الامم المتحدة و الحکومة العراقيةquot;، لماذا لم يتم إحراز أي تقدم يذکر على صعيد تنفيذ بنود مذکرة التفاهم على أرض الواقع!
المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و في شخص زعيمتها السيدة مريم رجوي، عادت في الثاني من شباط الجاري لترحب بمقترح الأمم المتحدة للتفاوض مع الحكومة العراقية لغرض تأمين التطمينات الدنيا لنقل سكان أشرف إلى مخيم ليبرتي و جددت السيدة رجوي تأكيدها استعداد 400 من سكان مخيم أشرف للانتقال إلى مخيم ليبرتي بسياراتهم وممتلكاتهم المنقولة في إطار البيان الصادر عن المفوضية العليا للأمم المتحدة في شؤون اللاجئين في الأول من شباط (فبراير) 2012 داعية إلى توقيع وثيقة لترتيبات النقل تتضمن المقاييس الإنسانية ومعايير حقوق الإنسان.
الواضح أن الغموض الذي أکتنف و يکتنف طريقة و نهج الحکومة العراقية في التعاطي مع قضية مخيم أشرف، لايمکن أن نجد أي إجابة له سوى في تلك الضغوطات المتکررة و المتزايدة للنظام الايراني عليها و التي تريد منها بإلحاح و إصرار إتباع اسلوب يتسم بالتشدد البالغ و عدم الاکتراث بمطالب سکان أشرف و ممثليهم، بل وحتى الالتفاف على المطالب و الندائات الدولية بهذا الخصوص، من أجل ضمان إفشال الحل السلمي للأزمة و تعکير الاجواء مجددا کي يتسنى له الاصطياد بالمياه العکرةquot;کما حاول و يحاول على الدوام ليس في العراق فقط وانما في کافة أرجاء العالمquot;.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات