أطفال حمص يعدون القذائف على اصابعهم الصغيرة.... حيث استشهد منهم أكثر من 15 طفلا.
استخدمت روسيا الأسبوع الماضي حق الفيتو للاعتراض على مشروع قرار بشأن سوريا في مجلس الأمن الدولي، وهو ما وصفه مدفيدف بأنه قرار مبرر، قائلا إن مشروع القرار لا يشجع البحث عن حل سلمي للنزاع. ونقل عن مدفيديف قوله إن مشروع القرار المقترح quot;لم يسمح لنا بالقيام بتقييم غير متحيز للوضع في سوريا أو ضمان دعوة الطرفين إلى وقف إطلاق النار وإنهاء سفك الدماءquot;. من جهته، حذر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الأسرة الدولية من التصرف quot;بتهورquot; حيال سوريا، معتبرا أن على الشعب السوري أن يقرر مصيره بنفسه. وكان وزير الخارجية سيرغي لافروف العائد من دمشق حيث التقى الأسد، قد أعلن في وقت سابق الأربعاء08.02.2012 أن مصير الأخير quot;يجب أن يقرره السوريون بأنفسهمquot;، في ختام مفاوضات بين السلطة والمعارضة.
هذه تصريحات للثلاثي المافيوزي الروسي، على ما يحدث في سورية الآن، وتعتيما على ما يجري أيضا في حمص ودرعا وريف دمشق وأدلب، من تدمير منهجي لهذه المدن، ولقتل ناسها وذبحهم بدم بارد، حمص خلال الأيام الاربعة من عمر القصف هذا وثقت الأرقام 400 شهيد، على الرغم اننا نقدر كما ابلغونا بعض الناشطين أن الاعداد تفوق هذا العدد حتى الضعف، وعدم القدرة على تحديد العدد بدقة هو تقطيع اوصال المدينة واستمرار القصف على بعض احياءها، وبالتالي عدم قدرة الاهالي للتحرك من أجل انقاذ ممن هم تحت الانقاض التي خلفها القصف، لأنه لدينا معلومات أن العدد منذ يومين قد بلغ 500 شهيد..من جهة أخرى إن أعداد الجرحى الكبير لم يسعف الاهالي بمعرفة كم من هؤلاء الجرحى قد فارق الحياة نتيجة لعدم وجود أية مستلزمات اسعافية لدى الاهالي..حمص كانت تقصف مع الزبداني، ولافروف يجري مباحثات مع العصابة الحاكمة، ويقول هنا أنه من يقرر مصير الشعب السوري هو الحوار بين السلطة والمعارضة..كتبت منذ فترة أن الروس يتعاملون مع بشار الأسد كقاتل مأجور، وهاهم يعطونه غض الطرف الواضح!! لينهي الثورة خلال اسبوعين او ثلاثة...هم يدركون أن هذه الثورة لاينهيها قصف المدن وقتل الاطفال، ويدركون أيضا أنه مهما حدث فإن هذه العصابة ساقطة.. لكنهم يريدون شروطهم من الغرب..وهم يدركون أنهم خسروا الشعب السوري إلى الأبد..ومن يحيط بهذه العصابة الآن..لا يشكلون قاعدة لروسيا لكي يستمر نفوذها في سورية..نلاحظ ان ما يجمع بين تصريحات الثلاثي الروسي هنا، هو أنه لايوجد ثورة هذا أولا، وثانيا يوجد نزاع مسلح بين طرفين يمتلكان نفس القوة والمبادرة، والاهم أنهما قادرين لو توقفا وتحاورا أن ينهيا الازمة..حيث أن مفردة الثورة التي لم تأت على السنتهم هذه المفردة التي توصف الوضعية السورية. البارحة جاءني إيميل من مسؤول روسي سابق وهو شيوعي سابق وتعلم العربية اثناء عمله بالشرق الأوسط، يقول لي بالحرف الواحدquot; لماذا لا تفهمون أنتم في سورية، الروس يعلنون انهم مع القاتل، لكن الدول الأخرى تعطي مواقف غير مؤثرة على الارض، بحيث تتوقف آلة القتل، ويضرب لي مثالا عن الموقف الأمريكي بقولهquot; الأمريكيون اثناء اجتياح حزب الله لبيروت هاجوا وماجوا اعلاميا، لكنهم قالوا في النهاية إننا نتدارس مع حلفائنا برد قوي..وريثما حصل التدارس كان حزب الله قد حقق ما يريد من غزوه لبيروت2008 ايار..رغم ان الأمريكيين كانوا قادرين على غير ذلك، ومثال آخر لماذا لاتمارس الادارة الأمريكية ومعها الحكومة البريطانية ضغوطا على حكومة نوري المالكي العراقية من أجل عدم تقديم تسهيلات ودعم لآل الأسد؟quot; قلت له في رسالة جوابيةquot; ما العمل برأيك يا رفيق، فرد علي سريعا بالقولquot; كان قدركم ان تحلوا أزمتكم بيدكم...quot; هذا مختصر لمحادثة انترنيتية. لكن من أهم ما أكد عليه أن الثنائي الحاكم في روسيا، لو أراد أن يوقف القتل لما أرسل رئيس الاستخبارات الروسية إلى سورية..كانت هذه الاشارة من قبله كفيلة أن تقول ليquot; أن لافروف أتى مع رئيس الاستخبارات الروسية لمناقشة كم يلزم النظام من وقت حتى ينهي عسكريا هذه الثورة، وكم يلزمه من دعم عسكري ومن تجهيزات، واعطوه ملاحظات بالتأكيد لكيفية التصرف اثناء هذه الابادة الجماعية للشعب السوري. وهم بذلك يريدون فقط أن يقوي القاتل موقعه أمام الدول الأخرى، لكي يقوى ابتزاز المافيا الروسية للدول الغربية والخليجية ليس ألا، ليس لأن لديهم رهان باستمرار آل الأسد، بل هم يعتقدون أنه بازدياد القتل، تزداد فرصهم بتحقيق شروطهم، وشروطهم الفعلية لاتحتوي أبدا على استمرار أو عدم استمرار آل الأسد فيما لو تحققت..لهذا إن الحديث عن أي رهان على الموقف الروسي هو من باب مشاركة القاتل بالقتل، لذلك على أي معارض يحترم بالحد الأدنى دم أي سوري، أن يرفض التعاطي مع الروس مهما كانت اطروحاتهم...إلا إذا غيروا موقفهم كليا.
أما بالنسبة لموقف الدول الغربية، صحيح انها لم تتخذ إجراءات فعالة لكنها أيضا رفعت الشرعية السياسية عن هذه العصابة..ولن تعيدها مهما حدث والسبب أنهم يدركون ان الثورة ماضية حتى النهاية وان هذه العصابة بحكم الساقطة لأن الدم بات أكثر بكثير مما يمكن أن يسمح باستمرار هذه العصابة حتى لو أرادت هذه العصابة الاحتماء بسناريو تقسيم سورية...وأية مقارنة مع وضعية المجازر التي قام بها اب هذه العصابة عام 1982 في حماة، هي مقارنة غير صحيحة، لاعتبارات كثيرة، لسنا بصددها الآن. الغرب يريد أن يسقط هذا النظام بأقل التكلفة له..لكنه لن يغير موقفه منه..لأن قوانينهم لم تعد تسمح لهم..وهم يدركون أن الحقن المالي الايراني العراقي المالكي لهذا النظام، لن يجد هذا النظام أية قدرة على تقديم مقابله من خدمات...الشعب السوري يغير تاريخ الشرق الأوسط..وهذا التغيير ما تخافه إسرائيل، ليس تخافه عسكريا أو ارهابيا أو مجيئ اسلاميين متشددين كما يعبر الاعلام الاسرائيلي أو مسؤوليها، بل تخافه لانها لاتريد السلام مع دولة طبيعية ديمقراطية مستقرة في سورية..وهنا لابد لنا من الاشارة إلى أنه من المفارقات التي تجري تحت هذا الركام، هو تباين مصلحي بين إسرائيل والدول الغربية من الثورة السورية، ويجري حله بطريقة كل شيئ ممكن ما عدا الردع العسكري لهذه العصابة.
بقي نقطة أخيرة في كل مرة أود الاشارة لها لكنني اخاف من تحسس بعضنا، في الموقف الروسي هنالك ما هو مؤثر ولا يجري الحديث فيه، وهو موقف راس الكنيسة الروسية الذي زار رأس العصابة الحاكمة من عدة أشهر والداعم للعصابة القاتلة..وليس اتحاد مثقفي روسيا فقط...كل هؤلاء وغيرهم شركاء في الجريمة والثورة ستنتصر وجميع المشاركين في الجريمة يعرفون ذلك..الآن وقت الاستفادة من التركة.
غسان المفلح
- آخر تحديث :
التعليقات