الكل يتحدث عن سلسلة التغييرات التي عصفت ومازالت تعصف بالأنظمة الشمولية والاستبدادية في الدول العربية وما خلفتها من أحداث دموية مروعة كالتي حصلت في مصر وسورية.

في الحقيقة ان هذه التغيرات ومن خلال تحليلاتنا لها فإنها لم تجلب سوى حرية الحديث والتي بمرور الزمن ستنسى وتزال بفعل سيطرة التيارات السياسية على السلطة وما تتبعها من نزاعات الأفكار والعقائد ومن ثم ستشهد العملية السياسية العديد من الأزمات والتي ستكون بعضها أزمات خانقة.

ان الدول التي تقع على خط التغيير ستتغير الأنظمة فيها لذا فليس هناك داع إلى الوقوف إمامها لان هذه المنطقة على أبواب تغيير كبير وعبر عدة سيناريوهات وضعت من قبل الدول العظمى وان سلسلة التغييرات التي تجري في هذه المنطقة لم تأت اعتباطا وإنما جاءت بعد دراسة دقيقة وموضوعية قبل عشرات السنين ولعل التصريحات التي يطلقها رؤساء هذه الدول خير دليل على هذه السيناريوهات.

من الدول التي تشهد إحداثا دموية يوميا هي سوريا حيث تحاول السلطة السيطرة على المظاهرات العارمة التي تشهدها معظم أنحاء البلاد بشتى الوسائل الوحشية فيما تقوم وسائل الأعلام بعرض المجازر التي ترتكب ضد الشعب السوري وسط سكوت مذهل من قبل المجتمع الدولي الذي بدوره يحاول جلب أنظار الرأي العام الدولي عبر مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي والذي لا يلبي طموح الشعب السوري وبالنتيجة فأن الهدف من هذا المشروع هوالوقت فقط لأنه وكما يبدوا بأن الوقت لم يحن للانطلاق نحو نقطة النهاية.
والتصريح الذي أدلى بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في إحدى جلسات البرلمان معلنا عن استغرابه لعدم تحرك الدول العظمى لوقف حمام الدم في سوريا عازيا ذلك الى عدم امتلاكها النفط حيث ان هذه التصريحات تلخص لنا حقيقة ما يجري في المنطقة وأسباب ودوافع هذه التغييرات.

كما تعلمون وعقب بدء المظاهرات التي تطالب بضرورة تغيير النظام في سوريا سعت بعض القوى المعارضة إلى تشكيل مجلس وذلك لمرحلة ما بعد التغيير وقد استضافت تركيا هذه القوى لكي يعلنوا بعد نقاشات وخلافات حادة تشكيل المجلس الوطني السوري الانتقالي.
حيث شهد هذا المجلس استبعاد القوى التركمانية السورية كما كان حصل لتركمان العراق أبان تشكيل قوى المعارضة العراقية في المهجر.
من خلال تجاربنا نحن تركمان العراق في بعض القضايا يتحكم علينا إبراز بعض النقاط المهمة لإخواننا في سوريا لكي تتوضح الأمور أكثر.

في البداية فان النظام السوري ذاهب لا محالة إلى السقوط شئنا ام أبينا ولذلك فان على التركمان في سوريا التحرك ضمن هذا الإطار والعمل على توحيد رؤى جميع التيارات السياسية في مظلة واحدة إضافة إلى وضع إستراتيجية ثابتة لمرحلة ما بعد النظام والاهم من ذلك رسم خارطة طريق للتعامل مع مراكز القرارات التي سوف يكون لها دورا بارزا في المستقبل وتوسيع رقعة التحرك وإعلام الآخرين بأحقية أن يتبوأ التركمان مكانة مهمة في المرحلة القادمة من خلال عدم الاعتماد على مصدر واحد بناء هذا المنظور.
فوق كل هذا السياسة لا تبنى على الكمية والعدد وإنما تبنى على اللاعب في الوقت الصحيح,وحسب إحصائيات من مصادر حكومية رفيعة المستوى فأن هنالك بعض المكونات في العراق وتقل عددا من التركمان يستحوذون على مناصب عاليا في الحكومة والدولة بحيث لا يمكن مقارنته مع المناصب الممنوحة للتركمان في العراق لذا من الأصح أن يعتمد التركمان في سوريا على أنفسهم وان يختاروا الوقت والمكان الملائمين لكي ينفذوا إستراتيجيتهم في التعامل مع الوضع الذي سيسمى ب(سوريا الجديدة)