الاوضاع في سوريا باتت أکثر من خطيرة، إذ يبدو واضحا أن الامور تتجه صوب مفترق قد يقود الجميعquot;بإستثناء النظامquot;، الى الهاوية.
الکلام ليس عن الفيتو الروسي الصيني، و لا عن القصف الوحشي المرکز لأزلام النظام السوري القمعي للمدنيين السوريين العزل و لا حتى عن المئات من الشهداء و الالاف من الجرحى الذين دفعوا و يدفعون من أرواحهم و اجسادهم قرابينا لمواقفهم ضد النظام، إنما الکلام عن الفصل الجديد الذي طفقت بوادره تطغي رويدا رويدا على الشارع السوري، ونقصد به فصل الاقتتال و المواجهة الطائفية المقيتة.
التطورات الدراماتيکية المتسارعة للمشهد السوري و على أکثر من صعيد، والتي کانquot;الحزمquot;وquot;الحدية النسبيةquot;، تظهر على معظمها، من الواضح انها لم تسفر عن النتائج المرجوة التي کانت دول المنطقة و المجتمع الدولي يرنون إليها، بل و على العکس تماما، فقد تمکنquot;اللعب بالنارquot;من قبل النظام السوري و حليفه النظام الايراني (بضميمة حزب الله اللبناني)، و حرکة الاخوان المسلمين مع حليفتها و سندها الاقوىquot;صانعة ثورات المنطقةquot;، لکن و الحق يقال، أن النظام السوري المترنح و الذي تزلزلت أرکانه، قد نجح أخيرا في دفع خصومه quot;الطائفيينquot; الى المستنقع الطائفي النتن، وبهذا فقد تکللت جهود (حاکم العراق و لبنان)، المقيم حاليا في دمشق بالنجاح و تمکن من دفع أبرز طرفين في القضية الى مواجهة لايحمد سوى الله عقباها، وهي مواجهة فيما لو تتم لملمة و لفلفة ذيوها و تداعياتها على أسرع مايکون، فإنها ستأتي على الاهداف الحقيقية للثورة الروسية و تجعل منها هشيما تذرو به الرياح.
التهديدات الاخيرة الصريحة جدا لمرشد النظام الايراني، و النشاطات الدؤوبة جدا لأفراده المتغلغلين في سوريا، ترجمت على أرض الواقع و أکدت للجميع بأن هذا النظام لازال يمتلك الکثير من أسباب القوةquot;الخبيثةquot;وquot;اللئيمةquot;وquot;القذرةquot;، وکما أثبت للمنطقة و العالم دوره الکبير جدا في تسيير و توجيه مسار محصلة الاحداث في العراق، فإنه و مع إيصال الاوضاع في المشهد السوري الى هذا المفترق، قد عاد ليؤکد للجميع قدرته على سحب البساط من تحت أقدام الجميع في اللحظة المناسبة و قلب الطاولة على رأس الجميع.
العديد من دول المنطقة(وبالاخص دول الخليج)، التي کانت قلقة و تتوجس ريبة من الاوضاع في سوريا و لم تجد لديها مايکفي منquot;الجرأةquot;، للمضي قدما في سيناريو إسقاط النظام السوري، قطعا انها قد تلقت رسالة النظام الايراني و استوعبتها بالکامل، ولأجل ذلك فإنها ستتخذ فاصلا و مسافة أکبر من ملف اسقاط النظام السوري، لکن، وصول الاحداث في سوريا الى هذا المفترق الخطير، ليس معناه أن نظام بشار الاسد قد حصل علىquot;صك الغفرانquot; وانه قد بات بمأمن من المصير الاسود الذي ينتظره، حيث ان هکذا مفترق ليس بالضرورة أن ينقذ طرفا دون آخر، او يمنح الامان لطائفة دون أخرى، فالجميع في نفس المرکبquot;المثقوبquot;الذي يبحر في يم عاتي، رغم أنه من المتوقع أيضا أن تحدث مفاجئات و احداث غير منتظرة او متوقعة فتغير هي الاخرى من مسار و سياق الامور، فإنه من الاجدر أن تفکر دول المنطقة و العالم بوضع حد للنظام الايراني و تدخلاته السافرة في شؤون الآخرين، والحق ان هذا النظام أشبه ما يکون بالعقرب الذي ليس هنالك من مجال لتدجينه او ترويضه وانما سحقه او حصره داخل إطار دائرة نار تجبره في النهاية على الانتحار و وضع حد لحياته، و ان أفضل اسلوب و طريقة مجدية للبدء برسم دائرة النار ضد هذا العقرب لن تکون إلا عبر إتباع سياسة تقود الى سحب غطاء الشرعية الدولية عنه رويدا رويدا و دعم و اسناد کفاح و مقاومة الشعب الايراني ضد هذا النظام المصدر للفتن و المصائب و الويلات للمنطقة و العالم عبر الاعتراف الکامل بالمقاومة الايرانية و على وجه التحديد منظمة مجاهدي خلقquot;العدوة اللدودة لهquot;، وسيشهد العالم أجمع کيف أن هذا العقرب لن يجد منفذا او خلاصا إلا عبر لدغ نفسه بسمه القاتل.
- آخر تحديث :
التعليقات