كشفت صحيفة الصندي تايمز البريطانية تفاصيل جرائم مروعة ارتكبها نظام دمشق ضد المواطنين. الضحية فرزات جبران (35 عام) بائع زهور التقط صور ووثق أعمال قتل للمدنيين والاطفال في بلدة القصير الريفية القريبة من حمص وقام ايضا بتصوير طفل تم قتله برصاصة الشبيحة في رأسه. ونتيجة لنشاطه في تصوير وتوثيق الجرائم اصبح هدفا للأمن السوري. فبدأ يختفي ويعود لمنزله من حين لآخر ليرى زوجته واطفاله لفترة قصيرة ثم يغادر الى مكان آمن. واثناء احدى هذه الزيارات قبض عليه رجال الأمن السري الذين كانوا يتربصون له وخطفوه وبعد 24 ساعة القوا بجثته في بركة ماء صغيرة وضحلة في ميدان البلدة. وقال الرجال الذين نقلوا جثته من ميدان البلدة انهم وجدوا انه تم اقتلاع احد عيونه بسكين حاد ثم تم دفعها بالسكين بعنف لتستقر في دماغه من خلال التجويف في عينه المقتلعة.

والذين قاموا بغسل جثة فرزات لتحضيرها للدفن وجدوا ان أنفه كان مكسورا وقطعة من جلد العنق كانت تتدلى من رقبته ولاحظوا رضوضا داكنة اللون على اذرعه ورجليه وظهره وصدره مما يشير انه تعرض للضرب المبرح والتعذيب بقسوة بالغة. ونعاه احد اقاربه باكيا ان فرزات كان من اوائل المتظاهرين ضد النظام وعمل ليلا ونهارا دون كلل او ملل في دعم الثورة ضد نظام بشار الأسد الدامي. لم يكن خائفا في اشهار وجهه في المظاهرات. ووثق تصويريا كل جريمة ضد المواطنين في منطقته وكذلك كل بناية هدمت. وكان سلاحه الوحيد هو كاميرة التصوير. ولا تزال بلدة القصير محاصرة من قبل 2000 عسكري تابع لجيش النظام.

قطع رؤوس الاطفال
اقتحمت وحدة من الجنود منزل رجل اشتبه بايواء مقاتلين من الثور ولم يجدوا سوى زوجته واطفاله جالسين بحالة من الخوف في زاوية الغرفة وقام الضابط بانتزاع الطفل الأصغر من والدته عنوة وانتسل سكينا من جيبه وذبح الطفل قاطعا رأسه وعلق الرأس فوق باب المنزل وصرخ بأعلى صوته ان نفس المصير ينتظر كل الاطفال اذا قام اباءهم بمساعدة الثوار. حدثت هذه الجريمة على مرأى ومسمع جندي من فرقة 11 المدرعة وبعد مشاهدة هذه الشناعة المروعة قرر الانشقاق والالتحاق بالجيش السوري الحر. الجندي محمد ْ---- 22 عام ولم يعط اسمه الكامل خوفا من انتقام السلطات من ذويه شاهد الجريمة في بلدة جسر الشغور بعد مقتل 120 جندي نظامي في حزيران العام الماضي. وقال الجندي لمراسل الصحيفة quot;ولهذا السبب قررت الانشقاق من الجيش النظاميquot;.

تعذيب اطفال سوريا في فرع فلسطين
وقال ناشط اعتقله الأمن في تل كلخ لأنه كان يزود المتظاهرين باليافطات انه سمع صراخ اطفال في الليل اثناء التعذيب من قبل بلطجية المخابرات. وحسب شهادة حسن عبد الحكيم 29 سنة والذي وصف بالتفصيل التعذيب بالصدمات الكهربائية على اعضاءه الجنسية والضرب المبرح على باطن القدم وروى كيف قابل والد طفل عمره 7 سنوات تعرض للتعذيب حيث اجبروه على مشاهدة تعذيب ابنه الصغير بحرق صدره بالسجائر. وكل هذا تم في فرع فلسطين.
يرى المراقبون السوريون ان استهداف الاطفال هي سياسة مقصودة لتعليم ذويهم درسا بأن لا يقوموا بالاحتجاج وأن لا يدعموا الثورة والجيش السوري الحر. يستعمل النظام الاطفال كأداة للمعاقبة والانتقام.

أكذوبة المؤامرة والممانعة
وما ورد اعلاه هي امثلة سريعة بسيطة على جرائم النظام السوري. المؤسف لا يزال هناك عدد كبير من المثقفين والاعلاميين يعتقدون ان النظام يتعرض لمؤامرة بسبب مواقفه الداعمة للمقاومة وبسبب ممانعته وصموده امام الامبريالية والاستعمار والصهيونية. وحتى انهم يجدوا التبريرات للنظام وتقاعسه في تحرير الجولان بالقول ان هناك امور اكثر اهمية من تحرير الجولان. لنسألهم مثل ماذا؟ هل قتل الاطفال والنساء وشن حرب ضد شعب يريد الخلاص من نظام بعثي وحشي فاشل حكمهم نصف قرن من الزمن بالحديد والنار أهم بكثير من تحرير الجولان.؟
أليس من المفارقات العجيبة ان السوريين في الجولان المحتل يعيشوا بأمان وسلام ويتمتعوا بحريات لم يحلم بها الشعب السوري في حلب ودمشق وحمص واللاذقية وادلب ودير الزور وان النظام السوري قتل من السوريين في عشرة شهور أكثر مما قتلت اسرائيل من الفلسطينيين في عشر سنوات.


اعلامي عربي - لندن